تعرف على أسماء نوات الإسكندرية وسبب تسميتها.. تراث بحري يحكي قصة المدينة مع الشتاء والعواصف
		تعتبر نوات  مدينة الإسكندرية من أبرز الظواهر المناخية التي تشتهر بها المدينة الساحلية، وتُشكل جزءًا من تراثها الشعبي القديم الذي تناقله الصيادون والأهالي عبر الأجيال.
ومع بداية كل موسم شتاء، تتأهب المدينة لاستقبال هذه النوات التي تضرب شواطئها برياحها العاتية وأمطارها الغزيرة، في مشهد مألوف لسكان عروس البحر المتوسط.
وفي هذا التقرير، نستعرض أسماء النوات بالإسكندرية وسبب تسميتها، كما تناقلها أهل البحر والصيادون القدامى.
نوة المكنسة
تبدأ نوة المكنسة في شهر نوفمبر وتستمر لمدة 4 أيام، وسُمّيت بهذا الاسم لأنها “تكنس البحر” من شدّة التيارات والعواصف البحرية، حيث تهب رياح شمالية غربية قوية تتسبب في اضطراب حركة الملاحة وارتفاع الأمواج.
وتليها مباشرة نوة تُعرف بـ “باقي المكنسة” وتستمر أيضًا 4 أيام، وتهب خلالها رياح جنوبية غربية مصحوبة بعواصف شديدة.
نوة قاسم
من أشهر النوات وأشدها تأثيرًا، تهب عادة في الأسبوع الأول من ديسمبر وتستمر نحو 5 أيام.
تُعرف برياحها الجنوبية الغربية العنيفة وأمطارها الغزيرة التي تمتد أحيانًا إلى محافظة مطروح.
وسُمّيت بهذا الاسم تخليدًا لذكرى صياد يُدعى قاسم، فقد حياته أثناء هذه النوة، فأطلق الصيادون اسمه عليها تقديرًا له.
          
نوة الفيضة الصغرى
تأتي في النصف الأخير من ديسمبر وتستمر 5 أيام، وتهب خلالها رياح شمالية غربية مصحوبة بأمطار غزيرة.
وسُمّيت “الفيضة الصغرى” لأن البحر “يفيض” فيها، أي يرتفع منسوبه بشكل ملحوظ، ما يجعل الصيد في تلك الفترة شبه مستحيل.
نوة عيد الميلاد
تبدأ في نهاية ديسمبر، وتستمر عدة أيام متزامنة مع احتفالات عيد الميلاد المجيد، ومن هنا جاء اسمها.
تُصاحبها رياح غربية قوية وأمطار شديدة تجعلها من أكثر النوات التي يترقبها الأهالي بحذر كل عام.
نوة رأس السنة
تهب في بداية شهر يناير وتستمر 4 أيام، وتكون مصحوبة برياح غربية باردة وأمطار متوسطة الشدة، وغالبًا ما تتزامن مع أجواء الاحتفال ببداية العام الجديد.
نوة الفيضة الكبرى
تُعد من أقوى نوات الشتاء، وتحدث عادة في النصف الأول من يناير، وتستمر 6 أيام.
تهب خلالها رياح جنوبية غربية شديدة الأمطار تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأمواج وتعطّل الصيد تمامًا، ولذلك أطلق عليها الصيادون اسم "الفيضة الكبرى".
نوة الغطاس
تأتي في النصف الأخير من يناير وتستمر 3 أيام، وتُسمى بهذا الاسم لأنها تتزامن مع عيد الغطاس المجيد لدى الأقباط الأرثوذكس.
تهب فيها رياح غربية ممطرة تكون في الغالب شديدة البرودة.
نوة الكرم
تهب في الأيام الأخيرة من يناير، وتُعرف بشدّة أمطارها ورياحها الغربية القوية التي تتسبب في توقف الصيد.
ويُقال إن تسميتها بـ "الكرم" تعود إلى غزارة أمطارها التي تُشبه “كرم السماء” بالماء.
نوة الشمس الصغيرة
تحدث في منتصف فبراير وتستمر 3 أيام فقط، وتُعرف بأنها نوة معتدلة، حيث تكون الشمس ساطعة رغم هبوب الرياح الغربية الرطبة.
وسُمّيت “الشمس الصغيرة” لأن الدفء يعود مؤقتًا قبل عودة البرودة من جديد.
نوة السلوم
تبدأ في الأسبوع الأول من مارس، وتهب على الإسكندرية ومطروح رياح جنوبية غربية غير ممطرة، وسُمّيت بهذا الاسم لأنها تأتي من جهة منطقة السلوم الواقعة على الحدود الغربية لمصر.
نوة الحسوم
من أخطر النوات التي تشهدها المدينة، وتأتي في الأسبوع الأول من مارس مصحوبة ببرق ورعد وأمطار غزيرة جدًا.
وسُمّيت “الحسوم” لأنها “تحسم” موسم النوات، أي تُنهي فترة الأمطار الغزيرة، وتُعد آخر النوات الممطرة الكبرى في الإسكندرية.
نوة الشمس الكبيرة
تأتي بعد نوة الحسوم وتكون قصيرة المدة، تهب فيها رياح شرقية جافة وغالبًا ما تكون بدون أمطار، وهي بمثابة بداية تحول الطقس نحو الاعتدال.
نوة عوة
تهب في الأسبوع الأخير من مارس، وتُعد آخر النوات الباردة.
تُصاحبها رياح شرقية قوية، وسُمّيت “عوة” لأن صوت الرياح فيها يشبه العواء في الليل.
نوة الخماسين
تُعد من النوات الانتقالية، تأتي في الأسبوع الأخير من أبريل، وغالبًا ما تكون محملة بالأتربة والرمال، وأحيانًا تكون باردة نسبيًا.
وتمهد هذه النوة لبداية موسم الرياح الخماسينية المعروفة بحرارتها العالية وجفافها في فصل الربيع.
الإسكندرية.. ذاكرة البحر والنوات
نوات الإسكندرية ليست مجرد ظواهر جوية، بل جزء من ذاكرة المدينة وهويتها البحرية.
فلكل نوة حكاية واسـم وطقس خاص، وللصيادين معها خبرة طويلة في التنبؤ بها والتعامل مع آثارها.
ورغم التطور التكنولوجي في رصد الطقس، ما زال أهل البحر في الإسكندرية يعتمدون على “رزنامة النوات” التي توارثوها أبًا عن جد، كدليلهم السنوي في مواجهة أمواج البحر وتقلباته.

















