فنون ركوب الترند
جدل «فتاة رجلًا على رجل» يتصاعد.. سيدات يطالبن بمقاضاة المسن واتهامات بمحاولة ركوب الترند على حساب الأخلاق واحترام الكبير
لم تتوقف تداعيات واقعة جلوس فتاة واضعة رجلًا على رجل أمام رجل مسن في مترو الانفاق بالعاصمة المصرية القاهرة عند حدود الجدل المجتمعي، بل تطورت خلال الساعات الأخيرة إلى موجة تصعيد جديدة، بعد صدور تصريحات من بعض السيدات طالبن فيها بـرفع قضايا ضد المسن، معتبرات ما فعله «تدخلًا غير مقبول في الحرية الشخصية»، وهو ما فتح باب اتهامات مضادة بمحاولة ركوب الترند الإعلامي على حساب القيم والأخلاق واحترام كبار السن.
القضية، التي بدأت كموقف عابر في مكان عام، تحولت إلى ساحة صدام بين خطابين متناقضين:
خطاب يرى في الواقعة تجاوزًا أخلاقيًا يستوجب النصح الهادئ، وخطاب آخر يعتبر أي ملاحظة أو تعليق اعتداءً يستوجب العقاب القانوني.
تصريحات سيدات تشعل الأزمة
دعوات لرفع دعاوى قضائية ضد المسن
أعربت عدد من السيدات عبر منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهن من تصرف الرجل المسن، مطالبات باتخاذ إجراءات قانونية ضده، بزعم أنه «تجاوز حدوده» وتدخل في حرية الفتاة الشخصية داخل مكان عام.
واعتبرت هذه الأصوات أن ما حدث يمثل:
-
فرض وصاية أخلاقية غير مبررة
-
تعديًا لفظيًا حتى وإن كان في صورة «نصيحة»
-
نموذجًا لما وصفنه بـ«التضييق المجتمعي على النساء»
وطالبت بعضهن صراحةً بـتحرير محاضر رسمية وملاحقة الرجل قانونيًا، في تصعيد وصفه متابعون بـ«المبالغ فيه».
اتهامات بمحاولة ركوب الترند
«قضايا وهمية» من أجل الشهرة والتفاعل
في المقابل، واجهت هذه الدعوات هجومًا واسعًا من مستخدمين رأوا أن تحويل الواقعة إلى قضية قانونية هو محاولة لركوب الترند واستثمار الجدل لتحقيق حضور إعلامي، دون مراعاة:
-
سن الرجل المسن
-
نبرة حديثه التي وُصفت بالهادئة
-
عدم ثبوت أي سب أو تحرش أو اعتداء
وأكد منتقدو هذه الدعوات أن ما جرى لا يتجاوز موقفًا إنسانيًا يحمل نصحًا اجتماعيًا، وأن جرّ المسن إلى ساحات المحاكم يمثل انحدارًا أخلاقيًا قبل أن يكون خلافًا قانونيًا.
احترام الكبير في ميزان الجدل
قيم اجتماعية مهددة
أعاد الجدل تسليط الضوء على قيمة احترام الكبير، التي اعتبرها كثيرون خطًا أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي مبرر.
وشدد متابعون على أن المجتمع المصري والعربي قائم على:
-
توقير كبار السن
-
تقبل النصح غير المهين
-
معالجة الخلافات البسيطة بالحوار لا بالقضايا
واعتبروا أن التهديد بالملاحقة القانونية في مثل هذه المواقف يساهم في تفكيك النسيج الاجتماعي ونشر ثقافة الصدام بدل التفاهم.

قانونيون: لا جريمة بلا اعتداء
النصح لا يُجرَّم
من جانبه، أوضح مختصون قانونيون أن مجرد توجيه نصيحة أو إبداء رأي أخلاقي لا يرقى إلى مستوى الجريمة، ما لم يصاحبه:
-
سب أو قذف
-
تهديد مباشر
-
تحرش لفظي أو جسدي
وأكدوا أن رفع دعاوى في مثل هذه الوقائع غالبًا ما يُنظر إليه باعتباره استغلالًا للحدث إعلاميًا أكثر منه مسارًا قانونيًا جادًا.
بين الحرية والأخلاق
أين يقف الحد الفاصل؟
تكشف هذه الواقعة عن أزمة أعمق في فهم العلاقة بين الحرية الشخصية والذوق العام، وبين الحق في التصرف والواجب في احترام الآخر، خاصة عندما يكون كبير سن.
ويرى مراقبون أن:
-
الحرية لا تعني إلغاء الأعراف
-
الدفاع عن الحقوق لا يبرر كسر القيم
-
تحويل كل خلاف بسيط إلى قضية رأي عام يهدد السلم المجتمعي
صراع القيم والاخلاق والوصاية علي السيدات
ترند عابر أم انهيار في القيم؟
بين دعوات رفع القضايا، واتهامات ركوب الترند، يبقى الرجل المسن في قلب عاصفة لم يكن طرفًا فيها بقدر ما كان رمزًا لصراع أجيال وقيم.
ويبقى السؤال الأهم:
هل أصبح التشهير والتصعيد القانوني هو الطريق الأسهل لصناعة الترند، حتى لو كان الثمن الأخلاق واحترام الكبير؟








