جندي إسرائيلي يشعل النار في نفسه أمام منزل مسؤول بوزارة الدفاع.. صدمة تهز إسرائيل واتهامات للحكومة بالإهمال
جندي احتياط إسرائيلي يشعل النار في نفسه أمام منزل مسؤول بوزارة الدفاع احتجاجًا على الإهمال، ما فجّر موجة غضب في إسرائيل وسط اتهامات للحكومة بتجاهل معاناة المحاربين القدامى والجنود المصابين نفسيًا.
حادثة مأساوية تهز المجتمع الإسرائيلي
في حادثة مروّعة أثارت صدمة داخل إسرائيل، أقدم جندي احتياط إسرائيلي على إضرام النار في نفسه أمام منزل أحد كبار مسؤولي قسم التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية، في مشهد يعكس عمق أزمة الثقة بين المحاربين القدامى والمؤسسة العسكرية.
الواقعة فجّرت موجة غضب واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية، بعدما اعتبرها كثيرون صرخة استغاثة ضد الإهمال الرسمي الذي يعاني منه آلاف الجنود السابقين المصابين جسدياً ونفسياً منذ حروب إسرائيل المتعددة.
تفاصيل الحادثة: “صرخة وجع أمام منزل المسؤول”
بحسب بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن الجندي — الذي يعمل شرطياً سابقاً في الأربعينيات من عمره — كان قد تعرف عليه قسم التأهيل منذ عام 2013 بعد إصابته خلال خدمته العسكرية، قبل أن يعاني لاحقًا من تدهور نفسي وجسدي شديد.
وأوضحت الوزارة أن الجندي أشعل النار في نفسه قرب منزل أحد مسؤولي القسم في تل أبيب، فيما هرعت فرق الإسعاف التابعة لـ “نجمة داوود الحمراء” إلى المكان، وتمكنت من نقله إلى مستشفى هداسا عين كارم وهو في حالة حرجة، إذ أصيب بحروق بالغة في جميع أنحاء جسده.
وأكد المستشفى في بيان رسمي أن حالة المصاب “خطرة لكنها مستقرة”، مشيرًا إلى أنه يتلقى رعاية طبية مكثفة داخل وحدة الحروق.
انتقادات حادة للنظام.. واتهامات بالإهمال
الواقعة فجّرت موجة من الانتقادات اللاذعة ضد الحكومة الإسرائيلية ووزارة الدفاع، إذ اعتبرها كثيرون نتيجة مباشرة لتقصير مؤسسات الدولة في رعاية المحاربين القدامى.
وقال منتدى “معركة الألماس” الإسرائيلي في بيان شديد اللهجة:
“جندي احتياط ضحّى بحياته من أجل أمن إسرائيل، ووجد نفسه في مواجهة نظام لا يبالي. هذا الحدث جرس إنذار لنا جميعًا.”
وأضاف المنتدى أن السلطات “تواصل تجاهل الجروح النفسية للجنود”، مطالبًا بإصلاح جذري في خدمات الصحة النفسية والتأهيلية، وتسريع فترات الانتظار للعلاج، وتوفير الدعم النفسي والإنساني للمقاتلين القدامى.
أصوات من الداخل: “المجتمع بدأ ينسى جنوده”
وفي تصريح مؤلم، قال نيسيم بن دافيد، رئيس شبكة مراكز الشباب في إسرائيل:
“هذه ليست مأساة شخصية، بل تذكير مؤلم لمجتمع بأكمله بدأ ينسى جنوده.”
وأشار بن دافيد إلى أن الوقت الذي يشعر فيه جنود الاحتياط “بالتخلي عنهم”، يناقش الكنيست قانوناً يمنح إعفاءات جديدة من الخدمة العسكرية، وهو ما اعتبره “دليلاً على اتساع الفجوة بين القيادة السياسية والذين ضحّوا من أجلها”.
وتابع قائلاً:
“دورنا ليس فقط علاجهم، بل إيصال أصواتهم حتى لا يُنسى من قاتل باسم الوطن.”
خلفية الأزمة: احتجاجات متصاعدة للمحاربين القدامى
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الاحتجاجات المتكررة للمحاربين القدامى الإسرائيليين خلال السنوات الأخيرة، والذين يشتكون من البيروقراطية القاسية ونقص الدعم النفسي من وزارة الدفاع.
وتشير تقارير عبرية إلى أن المئات من الجنود السابقين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) دون الحصول على العلاج اللازم، فيما يواجه بعضهم صعوبات مالية واجتماعية حادة بعد تسريحهم من الخدمة.
الحادثة الأخيرة أعادت إلى الأذهان حادثة الجندي “إيتسيك ساديان” عام 2021، الذي أضرم النار في نفسه أمام وزارة الدفاع مأساة جديدة تكشف الجرح العميق في إسرائيل
تسلّط حادثة الجندي الذي أضرم النار في نفسه الضوء على الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، وتحديدًا في العلاقة بين الدولة وجنودها الذين فقدوا صحتهم في سبيلها.
وبينما تتواصل الدعوات لإصلاح نظام التأهيل والرعاية النفسية، تبقى كلمات أحد المحاربين القدامى معبّرة عن جوهر الأزمة:
“المشكلة ليست في الحرب التي خضناها.. بل في الحرب التي نعيشها بعدها.”





