معركة الحسم في السودان تقترب.. أنباء عن اختفاء حميدتي ومخاوف من سيناريو “التقسيم الصامت”
هل اقتربت معركة الحسم في السودان؟ تقارير تتحدث عن سيطرة الدعم السريع على الفاشر وأنباء عن اختفاء حميدتي وسط تكهنات بفراره إلى الإمارات، بينما يحذر المراقبون من مخطط لتقسيم السودان.
حرب طويلة تبحث عن نهاية
مع دخول الصراع في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” عامه الثالث، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت “معركة الحسم” قد اقتربت بالفعل، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة في دارفور، وسط أنباء عن اختفاء حميدتي وتكهنات بشأن فراره إلى الإمارات.

الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 لا يزال يعيد تشكيل المشهد الجغرافي والسياسي في السودان، حيث تتصارع القوى المحلية والإقليمية على النفوذ في بلدٍ يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
سيطرة الفاشر.. نقطة تحول في ميدان القتال
بحسب تقارير ميدانية، تمكنت قوات الدعم السريع (RSF) مؤخرًا من السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي كانت آخر معاقل الجيش في الإقليم الغربي.
هذه الخطوة اعتبرها مراقبون تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في مسار الحرب، كون الفاشر تمثل مركزًا لوجستيًا حيويًا يربط بين شمال وغرب السودان، ما قد يمنح قوات حميدتي تفوقًا ميدانيًا واضحًا.
وفي المقابل، أعلنت قوات الجيش عن هجمات مضادة ناجحة في بعض مناطق الخرطوم وأطراف كردفان، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة ووقف تمدد الدعم السريع.
ومع ذلك، لا توجد حتى الآن دلائل على حسم عسكري نهائي، إذ ما زالت الجبهات مفتوحة، والقتال يتخذ طابع “الكرّ والفرّ”.

هل يفرّ حميدتي إلى الإمارات؟
في خضم هذه التطورات، تداولت بعض التقارير أنباءً غير مؤكدة عن احتمال فرار حميدتي إلى دولة الإمارات بعد تراجع نفوذه في بعض المناطق وخسارته لعدد من القادة الميدانيين.
لكن حتى اللحظة لا توجد أي دلائل موثوقة تشير إلى مغادرته الأراضي السودانية، فيما رجّحت مصادر أن يكون قد أعاد تموضعه مؤقتًا في مناطق آمنة بغرب البلاد أو خارج مسرح العمليات.
وتبقى الإمارات، بحسب تقارير دولية، من أكثر الدول اتهامًا بدعم قوات الدعم السريع لوجستيًا وماليًا، ما يعزز التكهنات بإمكانية لجوء حميدتي إليها في حال تغيّر ميزان القوى داخل السودان.

مخاطر التقسيم.. وسيناريو “السودان الممزق”
يحذر محللون سياسيون من أن استمرار الحرب دون حسم قد يؤدي إلى تقسيم فعلي للسودان بين مناطق نفوذ الجيش والدعم السريع، وهو ما بدأت مؤشراته تظهر في الخرائط الميدانية الأخيرة.
وتتحدث تقارير دولية عن “خطة صامتة” لإعادة رسم خريطة السودان، بحيث تُمنح السيطرة الكاملة لقوات حميدتي على أجزاء من دارفور وغرب السودان، مقابل احتفاظ الجيش بالخرطوم والشرق.
هذا السيناريو، إذا تحقق، سيُعد ضربة قاسية لوحدة السودان، ويفتح الباب أمام صراع طويل الأمد يشبه ما حدث في ليبيا واليمن.
موقف المجتمع الدولي
الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حذّرت من جرائم قتل جماعي وانتهاكات واسعة بحق المدنيين في الفاشر ودارفور، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.
في المقابل، تستمر المواقف الإقليمية في التباين بين دعم غير معلن لطرفي النزاع، في ظل صمت عربي رسمي وتردد دولي واضح في الضغط الجاد لإنهاء الحرب.
السودان على مفترق التاريخ
المشهد السوداني اليوم يقف على عتبة الحسم أو الانهيار.
فإما أن تشهد الأيام القادمة تسوية سياسية بوساطة إقليمية توقف شلال الدم، أو تتجه البلاد نحو مستقبل غامض يكرس التقسيم والفوضى.
أما مصير حميدتي، فيبقى لغزًا مفتوحًا في معادلة الحرب، إذ لا يُعرف بعد ما إذا كان سيواصل القتال حتى النهاية أم يبحث عن مخرج آمن من بوابة الخليج.

















