الشبح الصيني يربك موازين القوى: تشغيل أول سرب مقاتلات شبحية غير مأهولة في التبت وتداعياته على مستقبل الحروب الجوية

كشفت صور أقمار صناعية حديثة نشر الصين أول سرب مقاتلات شبحية غير مأهولة من طراز جي جيه-11 (GJJ-11) في قاعدة شيغاتسي الجوية بمنطقة التبت، في خطوة تمثّل قفزة نوعية في قدرات جيش التحرير الشعبي الصيني وتسرّعًا واضحًا في برامج الطيران القتالي الموجّه بالذكاء الاصطناعي. التقرير التالي يفصّل خصائص الطائرة، مسارات تطورها من مشروع تجريبي إلى تشغيل عملي، قدراتها التشغيلية والقيود التقنية، ويدرس انعكاسات هذا التطور على ميزان القوى الجوي العالمي.
لمحة سريعة: ما هي طائرة جي جيه-11 المسيرة؟
طائرة GJJ-11 تصمم على هيئة جناح طائر بلا ذيل، ما يمنحها بصمة رادارية منخفضة وقدرات تخفي محسّنة، وهو تصميم يذهب باتجاه زيادة مدى العمل والحمولة عبر حذف قمرة الطيار وتوزيع الحيز الداخلي للأسلحة والأنظمة. بدأت النماذج الأولية بالظهور علنًا منذ 2018، ثم تطورت تدريجيًا من مرحلة اختبارية إلى برامج تشغيلية شبه ذاتية، مع خطط لتطوير قدرة مستقلة بالكامل على التحليق والاشتباك.
تصميم ومزايا تشغيلية بارزة
-
بصمة رادارية منخفضة: شكل الجناح الطائر يساهم في تقليل الانعكاسات الرادارية، ما يزيد من فرص التخفي أمام أنظمة الإنذار والدفاعات الجوية.
-
حجرة أسلحة داخلية كبيرة: تسهّل حمل صواريخ جو-جو وصواريخ كروز باحتمالات تحميل متعددة، ما يمنح الطائرة مرونة تكتيكية عالية.
-
كلفة تشغيل أقل: غياب الطيار يقلل اللوجستيات والتدريب المتكرر ويوفر تكاليف تشغيل وصيانة مقارنة بالمقاتلات المأهولة.
-
قابلية العمل ضمن سرب مشترك: خطط التشغيل تشير إلى مهام مشتركة بإشراف مقاتلات مأهولة من طراز جي-20 لتوجيه الطائرات المسيرة أثناء العمليات.
ما الذي قد تحمله جي جيه-11؟ (تسليح محتمل)
تظل تفاصيل السلاح دقيقة وسرية، لكن التقديرات تشير للاحتماليات التالية: صواريخ جو-جو بعيدة المدى، صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للرادارات، ما يسمح للطائرة بأدوار هجومية واستطلاعية واعتراضية في آن واحد.
الذكاء الاصطناعي: العائق الأكبر والتحوّل المنتظر
رغم التقدم، لا تزال أنظمة الذكاء الاصطناعي والحساسات المتاحة أقل قدرة من الدماغ البشري في تقييم مواقف قتالية معقّدة واتخاذ قرارات مناصفة حساسة. هذا يفسّر اعتماد الصين حالياً على تشغيل شبه ذاتي ومهام مشتركة مع مقاتلات مأهولة، مع استراتيجية انتقالية نحو استقلالية أوسع تدريجيًا.
مشاريع مستقبلية: نحو الجيل السادس للحرب الجوية
بكين لا تكتفي بـGJJ-11؛ برامج مثل "السيف الأسود" ونسخ مطوّرة من جي-20 إس تستهدف مقاتلات ذات مناورات عالية وقدرات اشتباك ذاتي تعتمد بشكل أقوى على الذكاء الاصطناعي. إن نجاح تشغيل سرب غير مأهول شبحياً عمليًا يُعدّ خطوة تمهيدية نحو إدخال مفاهيم جديدة للحرب الجوية في القرن الحادي والعشرين.
تبعات استراتيجية وعسكرية
-
إعادة رسم قواعد المواجهة الجوية: انتشار طائرات شبحية غير مأهولة يغيّر ديناميكية الدفاع الجوي والتكتيكات الجوية.
-
تكاليف وكفاءة: الانتقال إلى منصات غير مأهولة قد يقلّل كلف العمليات ويفتح آفاقًا لحمل أعداد أكبر من الطائرات بتكلفة أقل.
-
سباق تسلح رقمي: نجاح بكين سيحفز تطورًا مضادًا في تقنيات الحرب الإلكترونية، كشف الأهداف، وتطوير أنظمة إنذار متقدّمة.
-
أبعاد أخلاقية وقانونية: الاستخدام المستقل للأسلحة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي يرفع أسئلة حول قواعد الاشتباك والقرارات الحاسمة في ساحات القتال.
تسارع نحو دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الجوية و تحديات أمام منافسيها.
تشغيل الصين لسرب جي جيه-11 المسلح وغير المأهول يعكس تسارعًا ملحوظًا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الجوية ويضع تحديات جديدة أمام منافسيها. تبقى العقبة الفنية الأبرز هي تطوير أنظمة استشعار واتخاذ قرار تقارب الحس البشري في المواقف الحرجة، لكن المسار واضح: بكين تعمل على تحويل أهداف نظرية إلى قدرة عملية قد تعيد تحديد ملامح القوة الجوية العالمية خلال العقد القادم.