قهوة الليل.. لحظات هدوء أم وقود لاضطراب النفس؟

لم يعد الطعام مجرد وسيلة لتغذية الجسد، بل أثبتت الدراسات الحديثة أن لما نأكله ونشربه تأثيرًا مباشرًا وعميقًا على حالتنا النفسية وسلوكنا اليومي… فمزاجك قد يكون مرآة لطبقك!
قهوة الليل.. لحظات هدوء أم وقود لاضطراب النفس؟
كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة تكساس أن شرب القهوة ليلاً قد يزيد من السلوك الاندفاعي، مما يدفعك أحيانًا للتصرف بتهور ودون تفكير كافٍ.
نشرت الدراسة في مجلة «ساينس» وأظهرت أن تناول الكافيين في ساعات الليل يؤثر سلبًا على قدرة ضبط السلوك، رغم أن كثيرين يلجأون إلى القهوة ليلاً للبقاء مستيقظين، إلا أن هذه العادة قد تضر بصحتهم النفسية وتؤثر على سلوكهم بشكل سلبي.
تجربة على ذباب الفاكهة
اعتمد الباحثون في دراستهم على ذبابة الفاكهة، وهو كائن صغير يُستخدم كثيرًا في الأبحاث العلمية بسبب التشابه الجيني والعصبي مع البشر.
تم إعطاء الذباب الكافيين في الليل، ولاحظ الباحثون زيادة سلوك الاندفاع وقلة التحكم في ردود الأفعال عند مواجهة مواقف مزعجة، مثل التعرض لتيار هوائي قوي.
في الظروف الطبيعية، تتوقف ذبابة الفاكهة عن الحركة عند تعرضها لتيار هوائي قوي، لكن الذباب الذي استهلك الكافيين ليلاً استمر في الحركة بشكل متهور، بينما لم يُظهر الذباب الذي تناول الكافيين في النهار هذا السلوك.
النساء أكثر تأثرًا بالكافيين
وأظهرت الدراسة أن إناث الذباب كنّ أكثر اندفاعًا بكثير من الذكور عند تناول الكافيين ليلاً، رغم عدم امتلاك الذباب لهرمونات بشرية مثل الإستروجين، إلا أن الباحثين يرجحون وجود عوامل وراثية أو فسيولوجية تجعل الإناث أكثر حساسية لتأثير الكافيين في الليل.
يُعد الكافيين أكثر مادة منبهة يُستهلكها البشر عالميًا، إذ يتناولها نحو 85% من البالغين، وتفتح هذه الدراسة المجال للتساؤل حول تأثير شرب القهوة ليلاً على البشر، خاصةً من يعملون خلال ساعات الليل مثل الأطباء والممرضين والعسكريين.