القبض على ”إسرائيلي” انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا

أستطاع عنصر من عناصر الأستخبارات الاسرائيلية التنكر في ملايس شيخ داخل مسجد ومارس عملية الخطابة علي المصليين داخل ليبيا في مشهد أثار صدمة وذهولًا على مواقع التواصل الاجتماعي عندما تداول عدد من النشطاء مقطع فيديو يظهر رجلًا في حالة يرثى لها، وادعى ناشروه أنه "إسرائيلي" انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا. وانتشرت الصورة المأخوذة من الفيديو تحت عنوان بارز "الذي انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا"، الأمر الذي دفع البعض للحديث عن عملية اختراق استخباراتية كبرى، في حين حذر آخرون من تكرار نشر مقاطع مفبركة ومضللة.
الفيديو، الذي تصدر قائمة الفيديوهات المتداولة على منصات مثل فيسبوك وتيك توك، يُظهر شخصًا ملتحيًا، يبدو عليه الإرهاق والارتباك، وهو يرتدي ملابس ممزقة ويجلس في غرفة عارية الجدران. لا يتضمن المقطع أي صوت واضح، كما لا يحتوي على معلومات تؤكد مكان أو تاريخ التصوير، ولا يوضح من الجهة التي قامت بالقبض عليه.
لا أدلة رسمية تؤكد القصة حتى الآن
وبالرغم من الادعاءات المتكررة بأن هذا الشخص "إسرائيلي" وكان يعمل كإمام مسجد في مدينة ليبية، فإن أي جهة أمنية أو رسمية – سواء في ليبيا أو غيرها من الدول – لم تصدر بيانًا رسميًا يؤكد صحة هذه المعلومات.
وزارة الداخلية الليبية، وكذلك الجهات الأمنية في المنطقة، لم تعلق حتى الآن على الفيديو، ما يثير الشكوك حول مصداقية الرواية المنتشرة.
هل نحن أمام واقعة تجسس فعلية أم حملة تضليل؟
الخبراء الإعلاميون والمحللون الأمنيون دعوا إلى توخي الحذر، حيث أن الفيديو يحمل مؤشرات كثيرة تدعو للتشكيك:
-
لا توجد معلومات موثقة أو بيانات رسمية.
-
من السهل فبركة مثل هذه المقاطع لإثارة الرأي العام أو لأغراض سياسية.
-
تم استخدام مثل هذه الأساليب في فترات سابقة في قضايا مزعومة تتعلق بالتجسس دون إثبات.
وبحسب خبراء الأمن الرقمي، فإن مثل هذه المقاطع تُستخدم أحيانًا في حروب إعلامية هدفها التشويه أو زعزعة الثقة في بعض المؤسسات الدينية أو السياسية.
ردود فعل المتابعين: بين الغضب والسخرية والحذر
حالة من الغضب اجتاحت تعليقات المتابعين، حيث رأى البعض في المقطع "دليلًا قاطعًا على وجود اختراق صهيوني للمجتمعات الإسلامية"، بينما دعا آخرون إلى ضرورة عدم الانسياق خلف كل ما يُنشر دون دليل، مطالبين بإجراء تحقيق إعلامي موثوق حول مصدر المقطع وتاريخه وسياقه الحقيقي.
ما الذي يجب أن ننتظره؟
في ظل غياب البيانات الرسمية، تبقى هذه الحادثة ضمن دائرة المحتوى غير المؤكد. وحتى ظهور تحقيق صحفي موثق أو بيان رسمي من جهة أمنية معنية، فإن الترويج لمثل هذه المقاطع دون تحقق يمثل خطرًا على الوعي المجتمعي ويهدد الأمن المعلوماتي في بيئة مليئة بالتحديات نحن نعرض القصة بصورها التي اتيحت لنا لنوضح حجم المخاطر التي تحيط بالبلدان العربية
ويبقى السؤال الأهم: هل نشهد بالفعل محاولة اختراق أمني من قبل جهات معادية تخطط لاختراق كافة الدول العربية