يد الاحتلال الخفية وراء سرقة المساعدات.. كشف الإعلام الحكومي بغزة

صرح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، إن المساعدات التي تدخل القطاع لا تكفي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم بشكل كامل في إدارتها عبر قواته المنتشرة في محيط المعابر وفي ما يعرف بـ"المناطق العازلة".
وأضاف الثوابتة ، أن هناك شهادات موثقة وتقارير موثوقة تؤكد أن الاحتلال ومتعاونين معه يقومون بسرقة جزء كبير من هذه المساعدات أو إعادة تدويرها في السوق السوداء، في عملية منظمة تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني هو الضحية الأولى لهذه السرقة العلنية، والمجتمع الدولي مطالب بالتحقيق في هذه الجرائم.
لماذا لا تقوم حماس بتأمين المساعدات؟
وأوضح الثوابتة، أن الحكومة في غزة تمتلك القدرة والجاهزية الكاملة لتأمين قوافل المساعدات وإيصالها إلى المستودعات بكل مسؤولية وكفاءة، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بواجبها رغم ظروف الحرب.
وأضاف أن الاحتلال هو من يمنع تأمين المساعدات، ويستهدف عناصر الشرطة والطواقم العاملة في هذا المجال، حيث استشهد 777 عنصرًا من شرطة تأمين المساعدات خلال 121 مهمة ميدانية، نتيجة الاستهداف المباشر من الاحتلال.
وأكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، أن الاحتلال يسعى لخلق ما يُعرف بـ"هندسة الفوضى"، أي إنتاج حالة من الانهيار والفوضى الإنسانية المتعمدة، من خلال دعم عصابات إجرامية بالسلاح، بهدف تدمير أي قدرة فلسطينية على التنظيم أو الصمود.
الاحتلال يساهم في سرقة المساعدات
وقال الثوابتة، إن الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط طرفًا في الحصار، بل هو فاعل مركزي في تعطيل وتقييد، وأحيانًا سرقة وتوجيه المساعدات بما يخدم أهدافه السياسية والعسكرية.
وتابع أن هناك دلائل واعترافات واضحة على تنسيقه مع أطراف تجارية مشبوهة تقوم بالاستيلاء على المساعدات وبيعها بأسعار خيالية في السوق السوداء، فيما يُمنع على الجهات الأممية والفلسطينية مراقبة العملية أو إدارتها.
وأضاف أن الاحتلال يستخدم المساعدات كورقة ابتزاز جماعي، وهذا بحد ذاته جريمة حرب موصوفة بموجب القانون الدولي.
600 شاحنة مساعدات يوميًا
وقال الثوابتة، إن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثية يوميًا لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء ودواء وحليب أطفال ووقود ومواد بناء، بينما ما يدخل فعليًا لا يتجاوز 2% من هذا الرقم، وهو ما يعني أن غزة تعيش في حالة مجاعة وإبادة جماعية ممنهجة.
وحذر من أن استمرار هذا الوضع ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ويُعد وصمة عار في جبين العالم الحر.
حليب الأطفال جرس إنذار دولي
أشار الثوابتة إلى أن هناك خطر وشيك بوفاة آلاف الأطفال الرضع في قطاع غزة نتيجة استمرار الاحتلال في منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من 150 يومًا، في جريمة إبادة باردة وصامتة.
وأكد أن أكثر من 40 ألف رضيع دون عمر السنة الواحدة باتوا مهددين بالموت البطيء جوعًا، في ظل غياب الغذاء الطبي والبدائل اللازمة، مطالبًا بالفتح الفوري وغير المشروط للمعابر، وإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فورًَا.
استمرار مجازر الاحتلال في حق طالبي المساعدات
أفادت مصادر طبية فلسطينية لقناة "روسيا اليوم" بارتفاع حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم إلى 41 مواطنًا، بينهم خمسة استُهدفوا بشكل مباشر أثناء تواجدهم قرب أحد مراكز توزيع المساعدات، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
ورغم إعلان سلطات الاحتلال عن ما وصفتها بـ"هدنة إنسانية" في ثلاث مناطق مكتظة بالسكان، أكدت مصادر محلية أن الكميات التي دخلت من المساعدات كانت محدودة للغاية، ولم تسهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.