تنديد إسرائيلي وغموض أمريكي
الأمم المتحدة ترحب بقرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين.. وماكرون يعلن رسميًا أمام الامم المتحدة ة في سبتمبر

أعلنت فرنسا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، لتصبح بذلك الدولة رقم 148 التي تعترف بها، مما أشعل ردود فعل متباينة على الساحة الدولية، بين ترحيب من الأمم المتحدة والفلسطينيين، ورفض قاطع من إسرائيل، وسط صمت لافت من الإدارة الأمريكية.
ورحبت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، بقرار فرنسا، مؤكدة في إحاطة إعلامية للصحفيين أن هذا القرار يعد خطوة إيجابية في إطار الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، مشيرة إلى أن "الأمين العام أنطونيو غوتيريش يرحب بجميع الخطوات التي تدعم تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط"، وأضافت: "نحن مستعدون لدعم كل الجهود نحو هذا الهدف".
ماكرون يعلن الموقف الفرنسي التاريخي
وجاء الإعلان الفرنسي من قِبل الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي قال في بيان رسمي:
"وفاء بالتزامنا التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين، وسأعلن بيانًا احتفاليًا بهذا القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
وأكد ماكرون على ضرورة وقف الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين، معتبرًا أن الاعتراف بفلسطين خطوة أساسية نحو كسر الجمود السياسي وفتح طريق للحل الدبلوماسي.
حماس ترحب... ونتنياهو يهاجم
من جانبها، رحبت حركة حماس بإعلان الرئيس الفرنسي، واعتبرته "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح" نحو إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم ودعم حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه المحتلة وعاصمتها القدس.
في المقابل، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا ناريًا أدان فيه الموقف الفرنسي، قائلاً:
"الاعتراف بدولة فلسطينية في هذه الظروف مكافأة للإرهاب، ويهدد بخلق وكيل إيراني جديد، كما حدث في غزة. دولة فلسطينية الآن ستكون نقطة انطلاق لإبادة إسرائيل".
صمت أمريكي وتعليق سابق من ترامب
الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد انضمام فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة في عام 2024، لم تصدر أي موقف رسمي حتى الآن بشأن الإعلان الفرنسي، مما يُظهر استمرار التباين بين واشنطن وبعض الحلفاء الأوروبيين في ملف القضية الفلسطينية.
وفي تعليق سابق خلال حملته الانتخابية عام 2024، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في لقاء إعلامي:
"الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون مقابل شيء حقيقي. لا يمكنك أن تعطي دولة لمن لا يعترف حتى بحق جارك في الوجود. إسرائيل تحت الحصار، والوقت غير مناسب لهذه الخطوات".
ويُذكر أن ترامب كان قد ألغى معظم قنوات الاتصال مع القيادة الفلسطينية خلال ولايته، وأعلن في 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة أثارت احتجاجات واسعة عربيًا ودوليًا.
الاعترافات تتوسع.. أوروبا تقود التحول
وبجانب فرنسا، كانت دول مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج وأرمينيا قد أعلنت اعترافها الرسمي بدولة فلسطين خلال عام 2024، في تحرك أوروبي منسّق لكسر الجمود السياسي المستمر منذ سنوات في ملف الحل النهائي، وذلك رغم المعارضة الأمريكية والإسرائيلية.
ومع دخول فرنسا على خط الاعترافات، يتصاعد الضغط الدولي على الدول التي لا تزال ترفض الاعتراف بفلسطين، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
تدويل القضية الفلسطينية وإخراجها من دائرة المراوغة السياسية
الخطوة الفرنسا تعيد إحياء الأمل في تدويل القضية الفلسطينية وإخراجها من دائرة المراوغة السياسية، في وقت تتفاقم فيه معاناة المدنيين في غزة والضفة الغربية. وبينما ترحّب الأمم المتحدة وتشجع الجهود الدولية، يزداد الضغط على القوى الكبرى لتحديد موقف واضح من مستقبل القضية، خاصة في ظل تغيّرات تلوح في أفق الخريطة الدبلوماسية الدولية تجاه فلسطين.