الصباح اليوم
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 07:06 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
عاجل| غارة إسرائيلية على اجتماع لقادة حماس في قطر بينهم خليل الحية وزاهر جبارين الليلة.. مواجهة مصر وبوركينا فاسو الحاسمة في تصفيات كأس العالم 2026 تهنئة رسمية من الرئيس السيسي لرئيس طاجيكستان في ذكرى الاستقلال قبل انطلاق العام الدراسي.. وزير التعليم يلتقي 4 آلاف مدير مدرسة على مستوى الجمهورية مصر في خطاب لمجلس الأمن: سد النهضة إجراء أحادي مخالف للقانون.. وسندافع عن مصالحنا فرحة تحولت لمأساة.. وفاة طالب بطلق خرطوش في عرس بالمنوفية؟ في عيد الفلاح.. حزب الوعي: دعمكم أولوية لتعزيز التنمية والأمن الغذائي الإيجار القديم يدخل حيز التنفيذ.. اعرف شروط حجز وحدة بديلة خطوة بخطوة رسالة حاسمة من السيسي في البريكس.. برلماني: المجتمع الدولي لم يعد أمامه أعذار بشأن غزة فاتورة الكهرباء بتنزفك؟.. 7 خطوات تنقذك من الاستهلاك العالي مخالفات المرور أونلاين.. طريقة الاستعلام وخيارات الدفع خطوة بخطوة دلوقتي من بيتك.. احجز شقة في مشروع ديارنا إلكترونيًا عبر بنك التعمير والإسكان

الحوادث

كارثة التلاويج للمخرات بفنوي شرعية

” فتاوي كارتية شرب الحشيش حلال”.. فتوى تغيب العقل تثير جدلًا واسعًا في الشارع المصري

الدكتورة سغاد صالح
الدكتورة سغاد صالح

خرجت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهرعلينا بتصريحات وُصفت بـ"الصادمة"، زعمت في فنواها أن تعاطي الحشيش ليس محرمًا شرعًا، مدعية أنه لا يؤدي إلى تغييب العقل كالخمر، ما فتح أبواب الانتقاد على مصراعيها، وأعاد طرح أسئلة خطيرة عن حدود الفتوى وأثرها على وعي المجتمع.

التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقتها سعاد صالح، والتي قالت فيها إن "شرب الحشيش لا يُسكر ولا يغيب العقل"، قوبلت برد رسمي غاضب من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، والذي أصدر بيانًا عاجلًا للتحذير من خطورة مثل هذه الأقوال، معتبرًا أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لوعي الأجيال ونسفًا لجهود الدولة في محاربة الإدمان.

صندوق الإدمان: تصريحات غير مسؤولة في وقت حساس

وقال الصندوق في بيانه:
"تابعنا بقلق بالغ ما صدر من تصريحات تُبرر تعاطي مخدر الحشيش وتدّعي جوازه شرعًا، في الوقت الذي تخوض فيه الدولة حربًا شاملة ضد المخدرات، ونبذل فيه جهدًا مكثفًا لرفع وعي المواطنين بخطورة هذه المواد السامة على الصحة الجسدية والعقلية".

وأكد أن مخدر الحشيش يحتوي على مواد تُحدث خللًا في الإدراك، وتؤثر على الجهاز العصبي بشكل مباشر، مما يجعله ضمن المواد المسببة للهلاوس، الضلالات، ضعف التركيز، اضطراب النوم، الاكتئاب، والقلق، فضلًا عن أنه مسؤول عن نسبة كبيرة من حوادث الطرق التي تحدث نتيجة القيادة تحت تأثيره.

إحصاءات صادمة عن الحشيش في مصر

وأوضح الصندوق أن أكثر من 50% من الحالات التي تتقدم للعلاج من الإدمان عبر الخط الساخن "16023"، يبدأ تعاطيهم من مخدر الحشيش، ما يجعله بوابة رئيسية للوقوع في الإدمان الكامل، ومصدرًا رئيسيًا للدمار الأسري والنفسي والاقتصادي للمجتمع.

كما أشار إلى تقارير أممية تؤكد أن السائقين المتعاطين للحشيش تزيد احتمالية تسببهم في الحوادث القاتلة بثلاثة أضعاف، مقارنة بغيرهم، الأمر الذي يوضح مدى خطورة التهاون في التعامل مع هذه المادة.

دار الإفتاء: الحشيش محرم شرعًا بلا خلاف

ردًا على الجدل المثار، أعاد الصندوق التذكير بموقف دار الإفتاء المصرية، التي أكدت في فتوى واضحة وصريحة أن تعاطي المخدرات بجميع أشكالها وأنواعها حرام شرعًا، سواء تم تناولها عن طريق الشم أو الحقن أو الشرب، لما تُسببه من ضرر على النفس والعقل والبدن.

وأوضحت الدار أن الإسلام يُحرم كل ما يفسد العقل ويؤذي الجسد، وأن المخدرات بجميع أنواعها تندرج تحت هذا التحريم بلا استثناء، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وأن الإضرار بالنفس لا يجوز تحت أي مبرر ديني أو فقهي.

غضب شعبي وتحرك مرتقب ضد الفتوى

أثارت فتوى سعاد صالح حالة من الاستياء الشعبي الواسع، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة تطالب بمحاسبة كل من يستخدم منابر الإعلام لإطلاق تصريحات تضلل الرأي العام، وتُشجع بشكل غير مباشر على تعاطي المخدرات، خاصة في ظل أزمة المخدرات التي تعاني منها بعض الفئات الشبابية في مصر.

وأكد صندوق مكافحة الإدمان أنه بصدد التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ خطوات رسمية للتصدي لمثل هذه التصريحات التي تُعد معول هدم لوعي المجتمع، وتخريبًا متعمدًا لجهود الدولة في تنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات.

كارثة فكرية واجتماعية تهدد بنشر مفاهيم مغلوطة تسوّق للمخدرات تحت عباءة الدين

"شرب الحشيش حلال" ليست مجرد عبارة صادمة، بل كارثة فكرية واجتماعية تهدد بنشر مفاهيم مغلوطة تسوّق للمخدرات تحت عباءة الدين، وهو ما استدعى تحركًا سريعًا من المؤسسات المختصة لحماية وعي المصريين.
ويبقى السؤال: إلى متى ستظل بعض المنابر تُستخدم في تمرير فتاوى تُغيب العقل باسم الدين؟

موضوعات متعلقة