أسعار الفضة تشتعل وتصل الي أعلى مستوى في 14 عامًا.. هل يذهب المثتسمرين الي الفضة بدلا من الذهب ؟

اشتعلت أسعار الفضة بالسوق العالمي لتسجل ارتفاعا لم تصل اليه خلال 14 سنة الماضية ففي تطور لافت بأسواق المعادن العالمية -سجلت أسعار الفضة صعودًا تاريخيًا هو الأعلى منذ سبتمبر عام 2011، لتعود إلى دائرة الضوء من جديد كمعدن ثمين ومطلوب، بعد أن تجاوز سعر الأونصة حاجز الـ39 دولارًا، مقتربة من أعلى مستوياتها التاريخية.
وبحسب البيانات الصادرة عن منصة "Yahoo Finance"، فقد ارتفعت الفضة في السوق الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 39.40 دولارًا أمريكيًا للأونصة بحلول الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى لم تبلغه منذ أكثر من 14 عامًا، ويعيد إلى الأذهان قفزة عام 2011 التي بلغت خلالها الفضة نحو 49 دولارًا للأونصة.
ما وراء الارتفاع المفاجئ في أسعار الفضة؟
يأتي هذا الارتفاع الكبير مدفوعًا بجملة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة، في مقدمتها السياسات التجارية المتشددة التي تنتهجها الولايات المتحدة، إضافة إلى شح المعروض في السوق الفورية، وزيادة لافتة في توجه المستثمرين نحو الفضة باعتبارها بديلاً أقل تكلفة وأكثر مرونة من الذهب في ظل ظروف الأسواق المضطربة.
اللافت أن الفضة أظهرت أداءً استثنائيًا منذ بداية عام 2025، محققة نسبة نمو بلغت 36%، متفوقة بذلك على الذهب الذي سجل ارتفاعًا قدره 31% فقط في الفترة ذاتها، بحسب محللين متخصصين في المعادن الثمينة.
رسوم ترامب تشعل الأسواق
ساهم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، تدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من 1 أغسطس، في تعميق الفجوة بين أسعار العقود الآجلة الأميركية وأسعار لندن للفضة والمعادن الأخرى. كما لعبت الرسوم المفروضة على واردات المكسيك دورًا في اضطراب سوق المعادن بشكل عام.
ورغم أن الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم لم تُدرج رسميًا ضمن قائمة الرسوم الانتقامية المعلنة في أبريل، إلا أن الأسواق العالمية "تتصرف وكأنها مشمولة"، على حد تعبير نيكي شيلز، رئيسة استراتيجية المعادن في مؤسسة MKS، التي توقعت في تصريحات لها أن تواصل الفضة صعودها وصولًا إلى مستوى 42 دولارًا للأونصة قبل نهاية العام الجاري.
الفضة.. معدن مزدوج القيمة
الفضة ليست فقط من المعادن الثمينة التي تُستخدم في الاحتياطات والاستثمار، بل هي أيضًا معدن صناعي يدخل في تصنيع الإلكترونيات والخلايا الشمسية وغيرها من المنتجات التقنية. هذا الدور المزدوج يجعلها أكثر تأثرًا بالعوامل الصناعية والتجارية، على عكس الذهب الذي يرتبط في أغلب الأحيان بحالات الذعر المالي والتحوط من التضخم.
كما تشير البيانات إلى أن اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، والنقص في الإنتاج نتيجة تقلص بعض أنشطة التعدين، ساهم في تعزيز الزخم الشرائي للفضة، في وقت يتجه فيه المستثمرون إلى تنويع محافظهم المالية بعيدًا عن الذهب والدولار.
هل تكسر الفضة حاجز الـ40 دولارًا؟
بحسب المؤشرات الحالية وسلوك السوق الفورية، فإن الفضة باتت على بُعد خطوات من تجاوز حاجز الـ40 دولارًا للأونصة، وهو مستوى نفسي وتاريخي في آن واحد. هذا المستوى، إذا ما تم تجاوزه، سيفتح الباب على مصراعيه أمام مستويات قياسية جديدة لم تشهدها السوق منذ ذروة 2011.
في المحصلة، فإن الفضة اليوم تثبت نفسها كخيار استثماري جذاب، لا سيما في أوقات التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. فبينما يتجه الكثيرون نحو الذهب كملاذ آمن، تبدو الفضة خيارًا عمليًا للباحثين عن توازن بين الثمن والربح، والذين لا يمانعون بعض التقلبات في مقابل مكاسب محتملة أكبر.