تصعيد درزي خطير : نحو 2000 درزي بينهم جنود إسرائيليون يعلنون نيتهم القتال في السويداء بسوريا

كشفت هيئة البث الإسرائيلية كان أن نحو 2000 شخص من أبناء الطائفة الدرزية أعلنوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن نيتهم التوجه إلى سوريا والانضمام للقتال في محافظة السويداء جنوب البلاد ويأتي هذا التطورغير المسبوق في ظل التصعيد الأخير بين الفصائل الدرزية والعشائر البدوية الذي شهد اشتباكات عنيفة تدخلت علي أثرها القوات الحكومية السورية قبل أن تنسحب عقب اتفاق أولي للتهدئة مع الدروز
الموقعين على وثيقة الاستعداد للقتال جنود يخدمون حاليا في الجيش الإسرائيلي
وأكدت الهيئة في تقريرها أن بين الموقعين على وثيقة الاستعداد للقتال في السويداء جنود يخدمون حاليا في الجيش الإسرائيلي وآخرين من قوات الأمن وخدمة الاحتياط حيث ورد في الوثيقة التي تضمنت أسماء وأرقام هويات أن الوقت قد حان للدفاع عن الدين والأرض والإخوة في السويداء وهو ما اعتبرته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تطورا مقلقا قد يهدد استقرار الجبهة الشمالية
وجاءت هذه الخطوة في سياق الرد الشعبي والدرزي على خلفية الأحداث الدامية في محافظة السويداء والتي شهدت مؤخرا اشتباكات مسلحة بين الفصائل المحلية من أبناء الطائفة الدرزية ومسلحين من عشائر البدو في عدد من قرى وبلدات المحافظة وهو ما دفع القوات السورية إلى التدخل بشكل محدود قبل انسحابها تحت ضغط اتفاق التهدئة
غارات جوية إسرائيلية على مواقع في سوريا استهدفت منشآت عسكرية وبنى تحتية
وبالتوازي مع هذه التطورات شنت إسرائيل في وقت سابق يوم الأربعاء الماضي غارات جوية كثيفة على مواقع في سوريا استهدفت منشآت عسكرية وبنى تحتية قالت إنها تمثل تهديدا أمنيا مباشرا واتهمت الحكومة السورية بانتهاك سياستين أساسيتين حددتهما تل أبيب وهما نزع السلاح من جنوب دمشق وحماية أبناء الطائفة الدرزية الذين يعيشون في المنطقة الجنوبية
أمن إسرائيل و دعم الطائفة الدرزية
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح رسمي أن بلاده ستواصل التصرف حسب الضرورة لحماية أمنها ولدعم الطائفة الدرزية مشيرا إلى أن الغارات جاءت ردا مباشرا على تهديدات تمس المدنيين الدروز في الجولان وعلى الحدود الشمالية
في المقابل أعلنت الرئاسة السورية صباح السبت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين عشائر البدو والفصائل الدرزية في محافظة السويداء وطالبت الأطراف المتنازعة بالالتزام الكامل بتطبيق بنود الاتفاق محذرة من أن خرقه سيعرض مرتكبيه للمساءلة القانونية
وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد وساطة أمريكية قادها المبعوث توم باراك حيث أعلن في وقت متأخر من مساء الجمعة عن توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع إلى اتفاق مبدئي برعاية أمريكية يضمن تهدئة الأوضاع في السويداء خلال ثمان وأربعين ساعة
فتح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا لتأمين خروج المدنيين والجرحى
وتضمن بنود اتفاق الهدنة فتح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا لتأمين خروج المدنيين والجرحى من مناطق الاشتباك وتحديدا معبر بصرى الشام ومعبر بصر الحرير إضافة إلى العمل على إطلاق سراح المحتجزين من العشائر في مناطق سيطرة الفصائل الدرزية وتنظيم عمليات تبادل للأسرى بعد استكمال التهدئة
ورغم الإعلان الرسمي لا تزال وسائل إعلام محلية ودولية تنقل عن شهود عيان استمرار الاشتباكات المتقطعة في بعض مناطق السويداء مع دوي إطلاق نار كثيف واستخدام أسلحة رشاشة وقذائف هاون وهو ما يشير إلى أن تطبيق الاتفاق يواجه تحديات ميدانية حقيقية على الأرض
السويداء تمثل بالنسبة للجنود الدروز بالجيش الإسرئيلي رمزا دينيا وتاريخيا
ويأتي هذا التحول في موقف أبناء الطائفة الدرزية داخل إسرائيل ليعكس عمقا غير مسبوق في ارتباطهم بالأزمة السورية وخاصة ما يحدث في السويداء التي تمثل بالنسبة لهم رمزا دينيا وتاريخيا كما أن انخراط جنود إسرائيليين في القتال خارج حدود الدولة يضع تحديات قانونية وأمنية أمام الحكومة الإسرائيلية التي باتت تجد نفسها في مواجهة تصعيد داخلي له امتداد خارجي مباشر
ومع تزايد الضغوط الدولية للمحافظة على التهدئة وتفادي الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة في جنوب سوريا يبقى السؤال الأهم هل تنجح الوساطات الدولية في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار أم أن الأمور ستخرج عن السيطرة وسط تصاعد التوترات والتهديدات العابرة للحدود