إخلاء أمريكي واسع من الشرق الأوسط وتحذيرات من مواجهة وشيكة مع إيران

أعلنت الإدارة الأمريكية بدء عمليات إخلاء واسعة لموظفيها وعائلات العسكريين في عدد من الدول العربية والخليجية كإجراء احترازي يعكس حجم القلق المتزايد من اندلاع مواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران حيث تسارعت التحركات الأمنية والدبلوماسية في الساعات الأخيرة مع اقتراب المهلة الأمريكية المحددة لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران

أمريكا تسحب موظفيها من الشرق الأوسط

وجاء أول تعليق رسمي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليؤكد هذه الإجراءات حيث أشار في مؤتمر صحفي عقده بمركز كينيدي في واشنطن إلى أن بلاده بدأت في سحب موظفيها من الشرق الأوسط مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت محفوفة بالمخاطر الأمنية دون الكشف عن تفاصيل إضافية لكنه شدد بلهجة حاسمة على أن إيران لن يُسمح لها بامتلاك سلاح نووي

وتزامنًا مع هذه التصريحات أفادت مصادر أمنية عراقية بأن السفارة الأمريكية في بغداد بدأت بالفعل بإجلاء موظفيها غير الأساسيين كما سُمح لأُسر العسكريين الأمريكيين في القواعد العسكرية بالخليج بالمغادرة الطوعية في إجراء نادر يعكس قلقًا بالغًا من تفجر الأوضاع الأمنية في أي لحظة

الرد على تصعيد محتمل من جانب إيران

ونقلت شبكة «سي.بي.إس» الأمريكية عن ترامب قوله تعليقًا على سبب إجلاء العائلات العسكرية "سترون" ما أثار تساؤلات حول خطط الولايات المتحدة للرد على أي تصعيد محتمل من جانب إيران في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم

وفي سياق متصل أصدرت وحدة العمليات البحرية البريطانية تحذيرًا عاجلًا للسفن التجارية في الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز بسبب ما وصفته بـ«تصاعد التهديدات» داعية جميع السفن للإبحار بحذر والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة ما يعكس اتساع دائرة القلق الدولي من تداعيات الموقف

إسرائيل ترفع حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي عمل عسكري مفاجئ

وتأتي هذه الإجراءات الاستثنائية قبل أيام قليلة من الجولة السادسة للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران والتي كان من المقرر عقدها في سلطنة عمان حيث أشارت مصادر أمريكية إلى أن فرص انعقاد هذه الجولة أصبحت ضعيفة في ظل رفض طهران الرد على المقترحات الأمريكية المرسلة عبر القنوات العمانية

وفي تل أبيب رفعت إسرائيل حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي عمل عسكري مفاجئ حيث أفادت تقارير إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تنفيذ ضربة ضد منشآت نووية إيرانية بالتزامن مع تصاعد التصريحات الرسمية في إيران حول استعدادها للرد بقوة على أي اعتداء

اقراء ايظا https://www.alsabahalyoum.com/106785

حرب إيران المحتملة بعد تهديدها القواعد العسكرية الامريكية في اسعودية والامات وقطر والبحرين والكويت - تفاصيل السيناريو المحتمل

التهديدات العسكرية الأمريكية لا تجلب إلا مزيدًا من الفوضى

ورغم نبرة التصعيد أوضحت بعثة إيران في الأمم المتحدة أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي وأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة مشيرة إلى أن التهديدات العسكرية الأمريكية لا تجلب إلا مزيدًا من الفوضى في المنطقة

وفي الداخل الأمريكي أكدت وزارة الدفاع البنتاغون أن إجلاء الموظفين جاء نتيجة تقييم أمني حديث أجرته القيادة المركزية مشددة على أن سلامة القوات الأمريكية وعائلاتهم تظل أولوية قصوى وأن الوضع الأمني في الشرق الأوسط يخضع لمتابعة دقيقة

من جانبها قالت آنا كيلي نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض إن القرار اتخذ بعد مراجعة أمنية شاملة فيما اكتفى مصدر آخر بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب على اطلاع كامل بجميع الإجراءات ولا يستبعد أي خيار بما في ذلك الخيار العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية

مخاوف حقيقية من انفلات الوضع في منطقة مشحونة أصلًا بالنزاعات

ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة خاصة في ظل انقضاء المهلة الأمريكية المحددة مسبقًا للتوصل إلى اتفاق مع طهران خلال شهرين وهي المهلة التي تنتهي هذا الأسبوع مما يفتح الباب أمام جميع السيناريوهات بما في ذلك التصعيد العسكري

وبينما تحاول الولايات المتحدة الظهور بموقف حازم دفاعًا عن مصالحها وأمنها القومي فإن تحركاتها تعكس أيضًا مخاوف حقيقية من انفلات الوضع في منطقة مشحونة أصلًا بالنزاعات ما قد ينعكس سلبًا على استقرار الأسواق العالمية والتحالفات الإقليمية ويعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط من جديد