قصة جيش فقد شرفة
أسرائيل من جيش ”لا يُقهر” إلى عصابات ”أبو شباب”

في سابقة سياسية وأمنية تهز صورة الجيش الإسرائيلي عالميًا، كشفت تقارير إسرائيلية ودولية متطابقة عن استعانة حكومة نتنياهو بعصابات مسلحة خارجة عن القانون لمواجهة مقاتلي حماس في غزة، وسط عجز واضح في الحسم العسكري وتراجع ثقة الإسرائيليين بمؤسستهم العسكرية.
تورط الموساد في تشكيل فصائل إجرامية داخل القطاع وفتح ترفض "العار الميداني"
الواقعة التي فجّرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" تؤكد أن إسرائيل سلّحت فصيلًا بقيادة ياسر أبو شباب، وهو "رجل أعمال" سابق و"مهرّب مخدرات" مُدان، حوّلته السلطات الإسرائيلية إلى قائد ميداني لمجموعة تتلقى تمويلًا وسلاحًا من الموساد ووزارة الدفاع بهدف ضرب حركة حماس من الداخل.
ورغم خطورة التوجه، لم تتردد حكومة نتنياهو في الاعتراف العلني بتبني سياسة "تمكين الفصائل"، وهو مصطلح مُجمّل لواقع أكثر قبحًا: حرب بالوكالة تديرها تل أبيب بأدوات إجرامية لتغطية عجز جيشها بعد أكثر من 9 أشهر من القتال.
فتح ترفض "سلاح العار"
حركة فتح بدورها سارعت إلى إصدار موقف حاسم ينفي أي صلة لها بهذه الجماعات، مؤكدة أن هذه المجموعات لا تمتّ لأي فصيل وطني فلسطيني بصلة، بل تمثّل "امتدادًا أمنيًا إسرائيليًا" داخل النسيج الفلسطيني، هدفه خلق فوضى ونزع الثقة بين الأهالي والمقاومة.
سابقة خطيرة.. وتقارير دولية تحذر
تقارير لمكتب الأمم المتحدة حذّرت من أن ما تقوم به إسرائيل يُعدّ خرقًا للقانون الدولي الإنساني، إذ يجري توزيع مساعدات تحت غطاء "فصائل محلية" يشرف عليها جيش الاحتلال، وهو ما يعدّ شكلًا من أشكال الحكم العسكري المغلّف بوجوه محلية.
كما عبّر نشطاء ومحللون إسرائيليون عن غضبهم من تصريحات نتنياهو التي برّرت دعم المجرمين بـ"إنقاذ أرواح الجنود"، معتبرين أن "الجيش الإسرائيلي فقد شرفه في غزة، وأصبح يحتمي بعصابات تفعل ما لا يجرؤ على فعله أمام المقاومة".
تكرار سيناريو الانهيار
الاعتماد على عناصر جنائية لزعزعة الاستقرار يُعيد إلى الأذهان سيناريوهات فشل إسرائيل في لبنان، حينما اعتمدت على جيش "لحد" كذراع محلي انتهى بانهيار كامل أمام المقاومة اللبنانية في 2000. واليوم، يبدو أن غزة على الطريق ذاته، مع نسخة أشد عبثًا وخطورة.
انهيار داخل مؤسسات القرار الإسرائيلي
الواقع أن إسرائيل، بعد أشهر من الفشل العسكري، صارت تلعب لعبة قذرة قد تنقلب عليها، فالدعم العلني لعصابات لا تخضع لأي ضوابط قانونية أو أخلاقية يعكس حجم الانهيار داخل مؤسسات القرار الإسرائيلي، ويؤكد أن تل أبيب لم تعد تملك أوراقًا حقيقية سوى "نموذج أبو شباب" الذي قد يكون بداية النهاية لمصداقية الجيش الإسرائيلي.