نرمين نبيل تكتب : من المجد إلى العزلة .. سيرة سقوط ناعم

كان ديما عندى سؤال محيرني ليه الهوانم معرفوش يتعاملوا
بعد ثورة يوليو ؟
فيه اللي مشي وساب البلد كانها خانته
وفيه اللي قعد بس محبوس في أوضته
مش قادر يواجه شارع بقى غريب
فجاءة اصبحن موجودين مع ناس شايفين فيهم ماضي لازم يختفي
التربية علي الاتيكيت
بس لما تعمقت اكتر في الفكرة عرفت ان هما اتربوا على الاتيكيت على إن الشارع مش مكانهم على إن "الناس التانية" هما الخدم وفجأة بقوا هما "الناس التانية"
اتشال التاج واتكسر الكرسي وبقت المعركة مش بالسيف بقت بالبقاء وسط عالم جديد مكانش معمول ليهم اصلا
كان في زمن تانى زمن الهدوء والكلام اللي بيتقال على مهل وبنبرة ناعمة زمن موسيقي بيتهوفن والموضه ال بتنزل مصر قبل باريس
الصالونات من الفن والسياسة الي عالم الفراغ
وفجاءة الدنيا اتقلبت البيوت فضلت واقفة بس اللي جواها اتغير الصالونات اللي كانت بتجمع ناس بتتكلم عن الفن والسياسة بالرقي بقت فاضية فيها بس تراب وصدى ضحك قديم
الحياة علي صفحات غير متوفرة
المأساة مش إنهم اتغيروا
المأساة ان الزمن كان اسرع من قدرتهم على الفهم وهما فضلوا عايشين في صفحة ما بقتش موجودة
الهوانم ماعرفوش يتأقلموا مش لانهم شايفين نفسهم بس لان الزمن مشي بسرعة وسابهم واقفين قدام مراية مش بيعرفوا فيها نفسهم..
هم مش بيكرهوا الناس هم بس مش فاهمين ازاي الناس اتبدلت والشياكة بقت ترف والادب بقى ضعف والاصالة بقت موضة قديمة اصبحوا غرب في بلدهم ضيوف على زمن مش بتاعهم
فيس بوك الهوانم
دى مش مجرد نوستالجيا دى رسالة من زمن اتنسى ومن ناس كانت بتعيش الحياة بنعومة لما كانت الرفاهية مش فلوس كانت اسلوب
تخيل معايا كده لو ثورة يوليو كان ليها فيسبوك والهوانم
عبروا عن رأيهم ..!! انا متخيله كم المر ال كان هيتكب
وده حرفيا ما كتبوه في بعض مذكراته الحزينة و كان حقا صدى لوجع دفين وحكايات لم تروى
وما أشبه اليوم بالبارحه مرت السنوات
وتغير كل شيء الا الهوانم مازلن لا يعرفن كيف يواكبن العالم الجديد