زلزال جزيرة كريت يهز شرق المتوسط.. ارتدادات تصل مصر دون خسائر

سجلت الشبكة القومية للزلازل في مصر صباح اليوم الخميس 22 مايو/أيار 2025، هزة أرضية متوسطة القوة بلغت شدتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، مصدرها جزيرة كريت الواقعة في جنوب اليونان، على بُعد نحو 499 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح.
ووفقًا للدكتور شريف الهادي، رئيس الشبكة القومية للزلازل، فإن الزلزال وقع على عمق بلغ نحو 68.91 كيلومترًا تحت سطح الأرض، واستمر قرابة 15 ثانية فقط، مؤكداً أن المواطنين شعروا بها بشكل طفيف في بعض مناطق مصر الساحلية، دون أن يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية.
زلزال بلا أثر يذكر.. ولكن الرصد كان حاسمًا
وأكد الهادي أن جميع محطات الرصد التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التقطت الهزة بدقة لحظة وقوعها، مشيرًا إلى أن المعهد تلقى عددًا محدودًا من البلاغات من المواطنين تفيد بشعورهم باهتزاز خفيف في مناطق متفرقة داخل مصر، لا سيما في الساحل الشمالي وبعض مناطق القاهرة الكبرى.
وأوضح أن مركز الزلزال البعيد نسبيًا عن الكتل السكنية ساهم في تخفيف آثاره على الأراضي المصرية، مشددًا في الوقت ذاته على أن الزلزال يُصنَّف ضمن النشاط الزلزالي المعتاد والطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط، التي تُعرف بأنها واحدة من أكثر المناطق النشطة زلزاليًا في العالم.
مصر خارج نطاق الأحزمة الزلزالية السبعة الكبرى عالميًا
وفي تطمين للرأي العام، قال الهادي إن مصر تقع خارج نطاق الأحزمة الزلزالية السبعة الكبرى عالميًا، مما يجعل تعرضها لزلازل مدمرة أمرًا نادرًا، رغم تأثرها أحيانًا بهزات ارتدادية مصدرها مناطق مجاورة نشطة زلزاليًا مثل تركيا، واليونان، والبحر المتوسط.
مصر تمتلك تاريخًا طويلًا في مجال رصد الزلازل يعود إلى أكثر من 150
يُذكر أن مصر تمتلك واحدة من أكثر الشبكات الزلزالية تطورًا في المنطقة، وهي الشبكة القومية للزلازل، التي تمتد على مستوى الجمهورية وتستخدم تقنيات عالية الجودة في رصد النشاط الزلزالي وتحليله فورًا. كما أن البلاد تمتلك تاريخًا طويلًا في مجال رصد الزلازل يعود إلى أكثر من 150 عامًا، بالإضافة إلى توثيق الزلازل عبر العصور في المخطوطات الفرعونية القديمة، مما يعكس وعيًا مبكرًا بأهمية فهم هذه الظواهر الطبيعية.
الزلزال ياتي ضمن الظواهر الطبيعية الجيولوجية التي تتم مراقبتها باستمرا
الهزة الأرضية التي سجلتها مصر اليوم ليست مدعاة للقلق، بل تندرج ضمن الظواهر الطبيعية الجيولوجية التي تتم مراقبتها باستمرار. وبينما تشهد مناطق شرق المتوسط نشاطًا زلزاليًا معتادًا، تبقى مصر – بفضل موقعها الجغرافي – بمنأى نسبي عن الزلازل الخطرة، في ظل رصد علمي دقيق واستعداد مؤسسي دائم لأي طارئ.