اأمم المتحدة تفضح نويا ىوتاشنطن
الأمم المتحدة ترفض خطة المساعدات الأمريكية لغزة: ”ليست حيادية.. وتخدم أجندات أخرى”منها غطاء للعنف والتهجير

أعلنت الأمم المتحدة يوم الخميس 15 مايو 2025 رفضها المشاركة في خطة إنسانية مدعومة من الولايات المتحدة، لتوزيع المساعدات داخل القطاع، مؤكدة أن هذه الخطة لا تتماشى مع مبادئ الحياد والنزاهة والاستقلالية التي تلتزم بها المنظمة الدولية.
خطة مثيرة للجدل.. وموقف حاسم من الأمم المتحدة
جاء الإعلان عبر فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، الذي أكد في مؤتمر صحفي أن "خطة توزيع (المساعدات) هذه بالذات لا تتوافق مع مبادئنا الأساسية"، معلنًا بشكل واضح: "لن نشارك فيها".
ويأتي هذا الموقف بعد أيام من الإعلان عن تأسيس "مؤسسة إغاثة غزة"، وهي مبادرة إنسانية جديدة مدعومة من الحكومة الأمريكية، من المقرر أن تبدأ عملها في القطاع قبل نهاية مايو الجاري، وسط انتقادات حادة من أطراف دولية وإنسانية.
اتهامات: "غطاء للعنف والتهجير"
وفي تصريحات صادمة، وصف توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الخطة بأنها "غطاء لمزيد من العنف والتشريد"، مؤكدًا أن النهج الأحادي الذي تنتهجه واشنطن يخدم أجندات غير إنسانية.
كما كشفت تقارير صحفية أن المؤسسة الجديدة تعتزم التعاون مع شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة، لنقل المساعدات إلى غزة وتوزيعها من خلال منظمات إغاثية محددة، ما اعتبره مراقبون محاولة لتجاوز القنوات الدولية التقليدية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا".
إسرائيل تدعم الخطة.. دون تدخل مباشر
من جهتها، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها ستُسهّل مرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر إلى داخل غزة، لكنها لن تشارك فعليًا في التوزيع أو التنسيق الميداني، ما يثير تساؤلات حول الضمانات الحقيقية لوصول المساعدات إلى المستحقين فعليًا، بعيدًا عن السيطرة العسكرية أو التوجيه السياسي.
أمريكا تبرر وتفتح الباب أمام البدائل
وفي محاولة لاحتواء الانتقادات، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارته إلى تركيا، بأن الولايات المتحدة "منفتحة على أي خطة بديلة لتقديم المساعدات إلى المدنيين في غزة دون أن تتمكن حماس من الاستفادة منها".
وأضاف روبيو: "لسنا بمنأى عن معاناة سكان غزة، ولا نتجاهلها، وندرك حجم الكارثة"، مشيرًا إلى أن واشنطن "تبحث عن طرق مبتكرة لإيصال الدعم دون تمكين الجماعات المسلحة".
بين خطط أمريكية مرفوضة، وآليات أممية محاصرة، يبقى المواطن الفلسطيني هو الضحية الأولى والأخيرة.
استمرار الانقسام في الرؤى الدولية بشأن آلية الدعم، فإن إنقاذ الأرواح في غزة يجب أن يعلو فوق الحسابات السياسية، وإلا فإن الجوع والدمار سيواصلان حصاد الأبرياء في صمت دولي مخزٍ.
الأمم المتحدة: لدينا خطة جاهزة لإنقاذ الأرواح
ورغم رفضها الانخراط في الخطة الأمريكية، أكدت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن المنظمة تمتلك "خطة قائمة على المبادئ" لتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وواسع في غزة، داعية إلى إزالة العقبات اللوجستية والسياسية التي تعيق عمل المنظمات الأممية.
بين المبادئ والواقع.. غزة تدفع الثمن
يرى مراقبون أن الخلاف حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة يعكس أزمة ثقة متزايدة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، خاصة بعد اتهامات واشنطن المتكررة لوكالة "الأونروا" بالتحيز أو التعاون مع فصائل فلسطينية، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة باستمرار.
ويُخشى من أن تؤدي هذه الخلافات إلى تأخير إيصال المساعدات العاجلة لمئات آلاف الفلسطينيين الذين يواجهون خطر المجاعة والأوبئة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق.