مصانع السلاح تشتغل ”بفلوس العرب”.. صفقة أمريكية سعودية تتجاوز 100 مليار دولار وترامب يعود بـ”صندوق ذخيرة” دبلوماسي

في الوقت الذي لا تخوض فيه المملكة العربية السعودية حربًا مباشرة، تُجهّز الولايات المتحدة حزمة أسلحة "خرافية" إلى الرياض تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، وسط تحركات نشطة من شركات الدفاع الأمريكية الكبرى، وتحضيرات دبلوماسية رفيعة تُمهّد لمشهد درامي من مشاهد "صفقات القرن".
وكأن لسان حال مصانع السلاح يقول:
"مش مهم نحارب، المهم نبيع.. وفلوس العرب تغطي كل حاجة!"
من بايدن المتردد.. إلى ترامب "التاجر الشاطر"
الصفقة التي تُعد الأكبر منذ سنوات تأتي في وقت حرج، بعد أن فشل الرئيس جو بايدن في فرض اتفاق دفاعي شامل مع السعودية كان يتضمن تطبيعًا مع إسرائيل، مقابل أسلحة متقدمة.
لكن يبدو أن ترامب – الذي يتحضّر لزيارة قريبة إلى الرياض في مايو – يحمل على كتفه حقيبة مليئة بعقود جاهزة وابتسامة مَن يعرف كيف تُدار لعبة المصالح.
ففي ولايته الأولى، تفاخر ترامب مرارًا بالصفقات الدفاعية مع السعودية، معتبرًا أنها تصنع الوظائف وتحرك الاقتصاد الأمريكي، ويبدو أنه الآن يستعد لـ"موسم جديد" من العوائد الذهبية.
ما الذي تتضمنه الصفقة؟
بحسب ما كشفته 6 مصادر مطلعة لـ"رويترز" ووسائل إعلام أمريكية، فإن الشركات الدفاعية الكبرى تستعد للمشاركة في أكبر "مزاد سلاح" تشهده المنطقة منذ سنوات، ومن أبرز ما تتضمنه الحزمة:
-
طائرات نقل عسكري C-130 من شركة لوكهيد مارتن
-
صواريخ ورادارات متقدمة
-
طائرات مسيرة MQ-9B SeaGuardian من "جنرال أتوميكس"
-
مساهمة محتملة من "بوينغ" و"نورثروب غرومان" و"آر تي إكس" (رايثيون سابقًا)
-
معدات مراقبة، أنظمة سيطرة، وتكنولوجيا عسكرية متطورة
ماذا عن الـ F-35؟
السعودية، التي طالما أبدت رغبتها في الحصول على مقاتلات الشبح الأمريكية F-35، تجد نفسها هذه المرة أقرب إلى الحلم، إلا أن المصادر قللت من إمكانية توقيع الصفقة في الوقت الحالي، نظرًا لتعقيدات سياسية واعتبارات تتعلق بإسرائيل.
لكن الملف ما زال "ساخنًا على الطاولة".
صفقات قديمة.. وأرقام تتجاوز الخيال
-
في عام 2017، أعلن ترامب صفقة بقيمة 110 مليار دولار للسعودية
-
بحلول 2018، لم يُنفذ منها سوى 14.5 مليار دولار فقط
-
مقتل جمال خاشقجي فجّر شكوك الكونغرس وفرض قيودًا على المبيعات
-
في 2021، فرض الكونغرس حظرًا على بيع الأسلحة الهجومية للسعودية
-
الآن، الصفقة الجديدة تُعيد عقارب الساعة إلى مرحلة ما قبل الحظر
من يدفع؟ من يستفيد؟
السؤال الذي يتردد في الأوساط السياسية العربية:
لماذا تنفق السعودية هذا الكم الهائل من الأموال في غياب تهديد عسكري مباشر؟
الإجابة تتراوح بين:
-
السعي لضمان شراكة استراتيجية مع واشنطن
-
تعزيز الردع الإقليمي في ظل التوتر مع إيران
-
البحث عن مظلة حماية في حال انسحاب أمريكي أوسع من المنطقة
-
أو ربما... فقط "تشغيل مصانع السلاح الأمريكية بفلوس العرب" كما يسخر البعض
أعادة تشكيل خريطة التسليح في الشرق الأوسط
هذه الصفقة – إن تمت – ستعيد تشكيل خريطة التسليح في الشرق الأوسط، وتضع الولايات المتحدة مجددًا على رأس قائمة المورّدين بعد سنوات من التنافس مع الصين وروسيا.
لكنها أيضًا تطرح أسئلة صعبة عن العلاقة بين المال والسيادة، الأمن والسياسة، والاحتياج الحقيقي للسلاح في منطقة تتوق أصلًا للسلام.