حضرموت على صفيح ساخن.. القبائل تعلن ”المقاومة الشاملة” ضد المجلس الانتقالي وسط مخاوف من انفجار الوضع جنوب اليمن
أعلنت قبائل حضرموت مساء الخميس تفويضًا كاملًا لقوات "حماية حضرموت" للتحرك فورًا لردع أي قوات قادمة من خارج المحافظة، والدفاع عن حضرموت وثرواتها "بكل الطرق والوسائل".
البيان القبلي جاء فيما يبدو كرسالة مواجهة مباشرة لتعزيزات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دفع خلال الأيام الأخيرة بقوات ضخمة إلى مواقع داخل المحافظة النفطية الأهم في اليمن.
هذا التصعيد يثير مخاوف متزايدة من تفجّر الوضع عسكريًا في حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالنفط، والتي بقيت نسبيًا بعيدة عن الاشتباكات مقارنة بمحافظات الجنوب الأخرى.
القبائل: أي وجود لقوات خارجية هو "احتلال" وسيُواجه بالقوة
حلف قبائل حضرموت، برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش (وكيل أول المحافظة)، أصدر بيانًا حادًا عقب اجتماع موسع، أكد فيه:
-
أن أي تمركز لقوات من خارج حضرموت يُعد "احتلالًا".
-
أن القبائل ستتخذ خطوات "حاسمة" لمواجهة ما وصفته بتحركات "خطرة" تقوم بها قوات وافدة.
-
أن المحافظة تتعرض لـ "محاولة واضحة للسيطرة على مكامن النفط".
الحلف حذّر من أن مجموعات مسلحة بدأت التمركز في مواقع حيوية، واستلام معسكرات وعزل قياداتها المحلية، في مؤشر تصعيد غير مسبوق.
تعزيزات الانتقالي تقودها قوات "الدعم الأمني" بقيادة أبو علي الحضرمي
تستخدم القبائل وصف "القوى الخارجية" في الإشارة إلى القوات التي دفع بها المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حضرموت خلال الأيام الماضية.
وتضم هذه القوة:
-
مجندين من الضالع ولحج وعدن
-
جزءًا من تشكيلات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا
-
قيادة عسكرية بقيادة العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر "أبو علي الحضرمي"
هذه القوات تم تدريبها في معسكرات بعدن قبل نقلها إلى مناطق في بروم ميفع وجنوب وغرب حضرموت.
المراقبون يحذرون من أن هذا التوسع قد يشعل مواجهة مباشرة بين القبائل والانتقالي، ما ينذر بانتقال التوتر من الخلاف السياسي إلى اشتباك مسلح.
الحكومة الشرعية تتحرك.. والعليمي يصدر قرارًا عاجلًا

حتى مساء الخميس، لم تتخذ الحكومة إجراءات واضحة لنزع فتيل الأزمة.
لكن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أصدر مرسومًا بتعيين سالم أحمد الخنبشي محافظًا لحضرموت، خلفًا للمحافظ مبخوت بن ماضي، في خطوة يرجح أنها تهدف لامتصاص الاحتقان.
تحذيرات من مرحلة "هي الأخطر منذ عقود"
عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني حذر من أن حضرموت تمر بمرحلة:
"هي الأخطر منذ عقود"
داعيًا إلى وقف التصعيد، محذرًا من أن المحافظة تساق نحو انقسامات داخلية لا تخدم إلا أعداءها.
التحذير جاء بعد بيان حاد من السلطة المحلية بقيادة المحافظ المعزول، حمل تهديدات بإجراءات قد تؤدي إلى "فوضى".
حلف القبائل: قوة عسكرية موازية خارج سيطرة وزارة الدفاع
حلف قبائل حضرموت أصبح يمتلك قوة عسكرية منتشرة في عدة مديريات، ولا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية، ويرفع شعار:
-
تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم
-
رفض الوصاية المركزية أو أي نفوذ خارجي
ويرى محللون أن حضرموت أصبحت ساحة تنافس معقد بين:
-
القوى المحلية
-
النفوذ الإقليمي
-
المبادرات الدولية
-
مجلس القيادة الرئاسي
-
المجلس الانتقالي
-
التحالف العربي بقيادة السعودية
وهو ما يجعل أي تصعيد مفاجئ كفيلًا بجر المنطقة إلى مواجهة واسعة يصعب احتواؤها لاحقًا.
لماذا حضرموت؟
حضرموت ليست مجرد محافظة:
-
أكبر محافظة يمنية مساحةً
-
الأغنى بالنفط
-
ذات وزن قبلي ضخم
-
تُعد خط الدفاع الأخير الذي بقي نسبيًا بعيدًا عن ساحات الحرب المباشرة
تحالفات القوى حول المحافظة تجعلها محور تنافس إقليمي ومحلي، وكل خطوة على الأرض قد تُترجم إلى تحولات سياسية كبيرة.
مستقبل غامض.. ومخاوف من انفجار وشيك
المعطيات الحالية تشير إلى أن حضرموت على أعتاب مرحلة حساسة، خاصة في ظل التحشيد المتبادل، وتغيير المحافظ، وتصاعد بيانات التهديد والتحذير.
ويتخوّف المراقبون من أن استمرار التوتر قد يدفع المحافظة إلى صراع داخلي يصعب التحكم في مآلاته، في بلد يعيش حربًا مستمرة لأكثر من عقد.




