اعترافات تهز الضمير.. «كارثة سيدز الدولية» تكشف شبكة مظلمة تستهدف الأطفال وجرس إنذار لإصلاح التعليم في مصر
في أكبر فضيحة أخلاقية وتعليمية تضرب المؤسسات التعليمية في مصر، تتواصل تداعيات قضية مدرسة سيدز الدولية بعد اعترافات صادمة أدلى بها المتهمون، كشفت عن احتمال وجود أطراف جديدة تدير التشكيل الإجرامي الذي استهدف أطفالًا في عمر الزهور داخل مدرسة يفترض أن تكون مكانًا آمنًا للتعلم والحماية.
القضية لم تعد مجرد واقعة فردية، بل جرس إنذار مدوٍّ يكشف عن ثغرات كارثية في منظومة الرقابة داخل المدارس الخاصة والدولية، ويؤكد أن السكوت لم يعد خيارًا بعد ما تعرض له الأطفال من أذى نفسي وجسدي يندى له الجبين.
محامي الضحايا: هناك أطراف خفية تقود التشكيل.. والواقعة تمت بتخطيط مسبق
أكد المحامي عبد العزيز عزالدين، دفاع المجني عليهم، أن التحقيقات أظهرت وجود أطراف جديدة مشتبه بها، وأن اعترافات المتهمين لم تقتصر عليهم فقط، بل فتحت الباب أمام احتمالات تورط جهة تدير وتخطط لهذه الجرائم داخل المدرسة.
وأضاف أن ما ظهر من حقائق حتى الآن يكشف أن الجريمة لم تكن عشوائية، بل تمت وفق مخطط مسبق، ما يطرح سؤالًا خطيرًا:
من يختبئ خلف الكواليس؟ ومن الجهة التي تسعى لطمس الحقيقة؟

دلائل خطيرة على تعدد الضحايا وصعوبة حصرهم
وأوضح عزالدين أن قيام المتهمين باستدراج أطفال من مرحلة رياض الأطفال (KG)، ومن بينهم أصحاب البلاغات، يكشف دلالة واضحة على تعدد الضحايا بصورة تفوق التصور.
وأشار إلى أن بيان النيابة نفسه يعد مناشدة رسمية لأي أسرة تُكتشف لديها حالة مشابهة بأن تتقدم فورًا ببلاغ، ما يعكس حجم الكارثة، وأن ما تم كشفه ليس إلا بداية خيط قد يقود إلى حالات أخرى.
تهديدات تشرح صمت الأطفال.. والتقرير النفسي يثبت الحقيقة
نفى التقرير الاجتماعي والنفسي ما وصفه الدفاع بـ"الادعاءات المضللة" حول تقصير بعض الأسر في رعاية أبنائهم، مؤكدًا أن الأطفال تعرضوا لتهديدات مباشرة بالإيذاء، وهو ما يفسر صمتهم وخوفهم من إبلاغ أسرهم.
هذا التقرير يسقط كل محاولات التلاعب بالرأي العام، ويعيد التركيز على الجريمة نفسها وعلى المتهمين الحقيقيين.
تلاعب بالأجهزة.. وغياب كامل للرقابة داخل المدرسة
كشف دفاع الضحايا أن أجهزة التسجيل بالمدرسة تعرضت للعبث والحذف، ما يثبت وجود أطراف تعمل على طمس الأدلة بدلًا من تسليمها للجهات المختصة.
وأكد أن قرارات وزارة التربية والتعليم بزيادة عدد الكاميرات لا قيمة لها طالما أن الإدارة هي من تتحكم في أجهزة التسجيل، ما يجعل أي رقابة مستقلة مستحيلة.
نداء عاجل للمجلس القومي للأمومة والطفولة
طالب المحامي عبد العزيز عزالدين بتدخل عاجل من المجلس القومي للأمومة والطفولة، وتشكيل لجنة موسعة لفحص:
-
الحالة النفسية للأطفال
-
الحالة الطبية
-
بيئة المدرسة
-
آليات الأمان داخل الصفوف والممرات
خصوصًا لطلاب مرحلة الـ KG الذين يتعرضون عادة للأذى بصمت وعجز.
إجراءات قانونية ضد محو التسجيلات.. واتهامات تطال مسؤولين داخل المدرسة
تقدم دفاع الضحايا بطلب رسمي إلى النائب العام للتحقيق في واقعة محو وتشويه التسجيلات داخل أجهزة DVR الخاصة بالمدرسة، موجّهًا الاتهام إلى:
-
مدير الأمن
-
مراقب الكاميرات
-
القائمين على جمع الاستدلالات
-
كل من كانت له سلطة على الأجهزة في اليوم الأول لوقوع الجريمة
وأكد أن الفحص الفني أثبت وجود تعديلات وحذف لم يُبلغ عنه أحد، ما يثبت أن هناك تعمدًا لإخفاء الأدلة.
اعترافات تدين المتهمين.. وتكشف الدافع الحقيقي
جاء في بيان النيابة العامة أن اثنين من المتهمين اعترفا بالواقعة، وأقرا بأن دافعهم كان مرتبطًا بـ هوس جنسي تجاه الأطفال، وهو اعتراف خطير يعيد رسم صورة الجريمة باعتبارها فعلًا منظمًا وليس مجرد نزوة فردية.
هذه الاعترافات تفتح الباب أمام سؤال أكبر:
هل نحن أمام شبكة أوسع؟ وهل هناك من يحمي المتهمين أو يخفي الضحايا؟
جرس إنذار يجب ألا يُهمل
قضية مدرسة سيدز الدولية ليست حادثة عابرة، بل ناقوس خطر يكشف هشاشة الرقابة وضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لحماية الأطفال في المؤسسات التعليمية، ومنع تكرار كارثة أخلاقية بهذا الحجم.






