فرنسا تدخل سباق التسلح بصاروخ ”ASMPA-R” النووي المطوّر الخدمة رسميًا.. بصاروخ الرعب النووي
في تصعيد لافت على مستوى قدراتها الاستراتيجية، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، الخميس، إدخال النسخة المطوّرة من صاروخ "إيه إس إم بي إيه – آر" (ASMPA-R) - صاروخ الرعب النووي إلى الخدمة التشغيلية ضمن قوات الردع النووي البحري–الجوي، وذلك بعد نجاح ثاني تجربة إطلاق للصاروخ من مقاتلة "رافال" تابعة للبحرية الفرنسية.
هذه الخطوة التي وصفها مراقبون بأنها "مرحلة فاصلة" في تحديث الترسانة النووية الفرنسية، تأتي في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في سباق التسلح وتناميًا في المخاوف المرتبطة بتوازن الردع بين القوى الكبرى.

صاروخ "الرعب النووي".. ماذا يعني إدخال ASMPA-R للخدمة؟
أكدت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان رسمي أن التجربة الأخيرة تمت عقب توقيع وزير الدفاع وشؤون المحاربين القدامى وثيقة إدخال الصاروخ إلى الخدمة في 10 نوفمبر الجاري.
ويُعد ASMPA-R نسخة مطوّرة من صاروخ جو–أرض متوسط المدى قادر على حمل رأس نووي حراري، ويُستخدم ضمن ما يعرف بـ"المكوّن الجوي للردع النووي" الذي تعتمد عليه باريس لضمان توازن الردع.
ورغم سرية التفاصيل التقنية الدقيقة، تشير المصادر العسكرية إلى أن النسخة الجديدة تتمتع بـ:
-
قدرات اختراق أعلى للدفاعات الجوية
-
مستوى أكبر من الدقة
-
نظام ملاحة مطوّر
-
قدرة أفضل على التحليق بسرعات فوق صوتية
ويُلقّب هذا الصاروخ عسكريًا بـ**"صاروخ الرعب"** نظرًا لوظيفته الجوهرية في استراتيجية الردع النووي الفرنسية.
تطوير الجيل القادم من الصواريخ النووية
لا يقف التطوير عند حدود ASMPA-R، بل تخطط فرنسا لمرحلة أكثر تقدّمًا بإطلاق صاروخين نوويين جديدين بحلول عام 2035:
1. الصاروخ الجوي ASN4G (الجيل الرابع)
-
سيُعد امتدادًا للصاروخ الجديد
-
يتم تطويره بقدرات أقرب إلى "المركبات الانزلاقية فوق الصوتية"
-
مصمم لتجاوز أحدث أنظمة الدفاع في العالم
2. الصاروخ الباليستي M51.4
-
النسخة الأحدث من سلسلة صواريخ M51
-
سيدخل الخدمة خلال السنوات المقبلة
-
يمكن إطلاقه من الغواصات النووية الفرنسية
ترسانة الردع الفرنسية.. تحديث شامل
أشارت وزارة الدفاع إلى أن قوات الردع النووي البحري تمتلك حاليًا 3 نسخ من صاروخ M51، أولها دخل الخدمة عام 2010.
وفي أغسطس الماضي، وقّعت المديرية العامة للتسلّح اتفاقًا مع شركة "أريان غروب" لتطوير وإنتاج النسخة الرابعة من هذا الصاروخ.
وكشفت قناة BFM TV الفرنسية أن النسخة الجديدة:
-
ستزن أكثر من 50 طنًا
-
ستبلغ 12 مترًا طولًا
-
تنتمي إلى صواريخ "البحر – الأرض"
-
قادرة على الوصول إلى ارتفاع يفوق 2000 كيلومتر
-
وتبلغ سرعتها عند دخول الغلاف الجوي 20 ماخ (20 ألف كم / ساعة)
ما دلالات هذه الخطوة دوليًا؟
تؤكد التحركات الفرنسية أن أوروبا باتت تسعى لتعزيز قدرات الردع النووي بشكل مستقل، خاصة بعد:
-
تصاعد التهديدات في شرق القارة
-
التوترات الروسية–الأوروبية
-
شكوك متزايدة حول المظلة النووية الأمريكية مستقبلاً
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع تحديثات مشابهة في الولايات المتحدة وروسيا والصين، ما يشير إلى مرحلة جديدة من سباق التسلح النووي العالمي.
فرنسا.. دولة ذات استراتيجية نووية مستقلة
على عكس بريطانيا التي تشترك في استراتيجيتها النووية مع الولايات المتحدة، تعتمد فرنسا على "ردع مستقل" قائم على:
-
الغواصات النووية
-
الصواريخ الباليستية
-
الصواريخ الجوية المحمولة على مقاتلات رافال
وتعتبر باريس هذا التنوع ضرورة لحماية سيادتها ومكانتها العسكرية عالميًا.

















