غضب في الإسكندرية بسبب زيارة وزير التربية والتعليم لمدرسة دولية وتجاهله المدارس الحكومية

سادت حالة من الغضب والاستياء داخل الوسط التعليمي بمحافظة الإسكندرية، خاصة بين أولياء الأمور والمعلمين، عقب زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبدالطيف لعدد من المدارس الدولية بالمحافظة، في وقت تعاني فيه المدارس الحكومية من مشكلات مزمنة تتعلق بزيادة الكثافة الطلابية ونقص الكوادر التعليمية.
تجاهل المدارس الشعبية ومشاكلها
وأعرب أولياء الأمور في مناطق العجمي والعامرية ونجع أبو مطيرد وبغداد والجزائر وبنجر السكر عن دهشتهم من اقتصار زيارة الوزير على مدارس خاصة ودولية، دون المرور على المدارس الحكومية التي تعاني من ازدحام الفصول وتدهور البنية التحتية ونقص شديد في أعداد المعلمين.
وأكد عدد من أولياء الأمور أن المدارس الحكومية في غرب الإسكندرية تضم فصولًا يتجاوز عدد الطلاب فيها 75 طالبًا، فضلًا عن وجود مدارس تعمل بنظام الفترتين والثلاث فترات، ما يجعل البيئة التعليمية غير مناسبة لتلقي الطلاب دروسهم بشكل طبيعي.
غضب في الأوساط الإعلامية
وامتد الغضب أيضًا إلى صفوف الصحفيين في الإسكندرية، بعد تجاهل الدعوة الإعلامية الرسمية للزيارة التي قام بها الوزير، حيث لم يتم إخطار ممثلي الصحف المحلية أو المراسلين بحضور الجولة، وهو ما اعتبره الصحفيون تجاهلًا غير مبرر للإعلام المحلي الذي يُعد شريكًا أساسيًا في نقل الصورة الحقيقية للمواطنين.
وقال أحد الصحفيين بالمحافظة:
"من غير المقبول أن تتم زيارة رسمية على هذا المستوى دون تنسيق إعلامي واضح أو دعوة للصحفيين المحليين، خاصة في ظل القضايا الملحة التي تمس العملية التعليمية في الإسكندرية."
مطالب بإعادة النظر في أولويات الزيارات
وطالب عدد من التربويين والمهتمين بملف التعليم بأن تشمل زيارات الوزير المدارس الحكومية المتضررة بدلًا من التركيز على المؤسسات التعليمية المتميزة التي لا تعكس الواقع الفعلي لمعاناة الطلاب والمعلمين في الأحياء الشعبية.
وأكدوا أن الوزير يجب أن يرى بنفسه الأوضاع داخل المدارس التي تفتقر إلى المقاعد والمراوح والوسائل التعليمية الأساسية، مشيرين إلى أن تحسين التعليم يبدأ من الميدان، وليس من المدارس النموذجية فقط.
انتظار توضيح رسمي
ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من وزارة التربية والتعليم أو محافظة الإسكندرية بشأن أسباب اقتصار الزيارة على المدارس الدولية دون الحكومية، ما زاد من حالة الجدل والسخط الشعبي في أوساط المعلمين وأولياء الأمورعلي حد سواء.