قرار الفيدرالي بخفض الفائدة.. ماذا يعني لتدفقات ”الأموال الساخنة” إلى مصر؟

أثار قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس لتتراوح بين 4% و4.25% موجة من التساؤلات حول انعكاساته على الاستثمارات الأجنبية قصيرة الأجل أو ما يُعرف بـ«الأموال الساخنة» في السوق المصري، ومدى قدرة أدوات الدين المحلية على الاستفادة من اتساع الفارق مع نظيراتها العالمية.
الفائدة الأمريكية والجاذبية النسبية لمصر
يرى محمد عبد العال، الخبير المصرفي، أن تراجع الفائدة على الدولار يزيد من جاذبية أدوات الدين المصرية بفضل الفارق المرتفع في العائد بين العملتين. وأضاف أن استمرار التدفقات يتوقف على استقرار الأوضاع الداخلية، متوقعًا بقاءها عند مستوياتها الحالية مع احتمالات للزيادة، وهو ما يعزز من قوة الجنيه واستقرار سوق الصرف.
استثمارات مستقرة وآليات حماية
من جانبها، أوضحت سهر الدماطي، نائبة رئيس بنك مصر الأسبق، أن التدفقات الأجنبية غير المباشرة إلى مصر مستمرة ومستقرة، مؤكدة أن العوامل المحلية هي الأكثر تأثيرًا، وليس فقط قرارات السياسة النقدية الأمريكية.
كما شددت على أن محافظ البنك المركزي حسن عبد الله أطلق آلية جديدة منذ عامين تهدف إلى مواءمة آجال الاستثمارات قصيرة الأجل مع استخداماتها، ما ساعد في تقليل المخاطر التي كانت تضغط سابقًا على الاحتياطيات النقدية.
التحدي العالمي.. منافسة السندات الأمريكية
أما الخبير المالي محمد عبد الرحيم فأشار إلى أن خفض الفائدة الفيدرالية لا يترك أثرًا مباشرًا قويًا على الأموال الساخنة في مصر، لأن المستثمر المحلي يحصل على عائده بالجنيه. لكنه حذّر من المنافسة العالمية، موضحًا أن أي اهتزاز في مصداقية الفيدرالي قد يجعل السندات الأمريكية أكثر جاذبية بفضل عوائدها الفعلية المرتفعة ومخاطرها الأقل، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الأسواق الناشئة ومن بينها مصر.
أموال ساخنة.. بين الفرصة والمخاطر
-
منذ تحرير سعر الصرف، جذبت مصر نحو 23 مليار دولار من استثمارات الأجانب في أدوات الدين خلال العام الأول فقط.
-
ارتفع الإجمالي إلى 38 مليار دولار بنهاية مارس 2025.
-
ورغم أهميتها كمصدر أساسي للعملة الصعبة، تبقى هذه الاستثمارات مرتبطة بمخاطر الخروج المفاجئ، ما يستلزم مواصلة الإصلاحات لضمان ثقة المستثمرين واستدامة التدفقات.
فرصة لتعزيز استثمارات المحافظ الأجنبية في مصر
قرار الفيدرالي بخفض الفائدة قد يخلق فرصة لتعزيز استثمارات المحافظ الأجنبية في مصر بفضل اتساع الفارق في العائد، لكن التحديات العالمية والمنافسة مع الأسواق المتقدمة تفرض على القاهرة مواصلة سياسة الإصلاح الاقتصادي وتحسين بيئة الاستثمار لضمان استقرار هذه التدفقات وعدم تحوّلها إلى أداة ضغط على الاقتصاد.