شهادة ة على تجرد الاحتلال من الإنسانية
فنانة تشكيلية إسرائيلية تفضح جرائم الاحتلال في غزة: ”أطلقنا النار عليهم بعد أن أغريناهم بالطعام وكأنها لعبة فيديو”

في واقعة صادمة كشفت عن وجه الاحتلال الحقيقي بعيدًا عن التصريحات الرسمية، نشرت الفنانة التشكيلية الإسرائيلية إيلا كوهين تفاصيل حوار مروّع دار بين جنديين إسرائيليين في محطة قطار بمدينة بنيامينا، حيث تحدث أحدهما عن استدراج فلسطينيين في غزة وقتلهم بطريقة وصفها بـ"اللعبة الإلكترونية".
وقالت كوهين، في منشور نشرته عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك" يوم الثلاثاء، إنها كانت تستقل القطار عندما استمعت مصادفةً إلى حوار بين جنديين بالزي العسكري، يتحدثان بصوت مسموع عن تجربتهما في الحرب الدائرة على قطاع غزة.
"لقد كان الأمر كلعبة كمبيوتر"
وأوردت الفنانة في تدوينتها أن أحد الجنود قال لزميله حرفيًا:
"يا رجل، لقد كان الأمر كلعبة كمبيوتر... قمنا بإغرائهم ووضعنا لهم حاويات طعام على الشارع، وعندما اقتربوا منها، أطلقنا النار عليهم جميعًا... بعضهم تطاير في الهواء".
وأضافت كوهين:
"كان هناك المزيد من الكلام، لكنني لم أستطع تحمّله... وضعت سماعات الرأس لأن قلبي لم يعد يحتمل ما أسمعه".
وقد أرفقت الفنانة منشورها بصورة للجنديين من الخلف أثناء جلوسهما في القطار، مع تغطية وجهيهما حفاظًا على الخصوصية، مؤكدة أنها لا تسعى إلى التشهير الشخصي، بل إلى إظهار حقيقة ما يحدث في غزة من انتهاكات ممنهجة.
فنانة ترفض الصمت: "هذه ليست حربًا بل مذبحة"
تُعد إيلا كوهين واحدة من الأصوات الفنية الإسرائيلية المعارضة للعدوان على غزة، حيث استخدمت لوحاتها ومشاركاتها عبر مواقع التواصل للتعبير عن رفضها للقتل العشوائي والاستهداف المدني، مطالبة بـ"الحد الأدنى من الإنسانية".
وكتبت في تعليق لاحق على منشورها:
"هذه ليست حربًا ضد مقاتلين... بل مذبحة مفتوحة بحق مدنيين، جوعى، محاصرين، لا يجدون حتى الماء... يتم استدراجهم ليُقتلوا كما لو كانوا في لعبة بلا قواعد".
اعترافات تنسف رواية "الدفاع عن النفس"
ما قاله الجندي، كما نقلته كوهين، يتعارض تمامًا مع الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تدّعي أن الجيش لا يستهدف المدنيين، بل يركز على عناصر مسلحة فقط.
لكن هذا الحوار العابر، الذي سُمع في مكان عام، يفضح الأساليب الوحشية التي يُقال إن قوات الاحتلال تستخدمها ضد السكان العزّل في قطاع غزة، بما في ذلك الاستدراج المسبق والتصفية دون تحذير، وهو ما يُعد جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني.
ردود فعل غاضبة ودعوات لتوثيق الشهادة
منذ نشر التدوينة، لقيت القصة تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء حقوق الإنسان من الداخل والخارج بضرورة توثيق هذه الشهادة وتحويلها إلى دليل قانوني يمكن استخدامه أمام محاكم دولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.
كما علّق كثيرون بأن مثل هذه الاعترافات "العفوية" أكثر صدقًا من أي تقرير رسمي، خاصة حين تأتي من أفراد داخل المجتمع الإسرائيلي أنفسهم، وتُفضح على لسان جنود شاركوا بشكل مباشر في العمليات العسكرية.
هل تكون هذه الشهادة بداية لانكشاف أوسع؟
في ظل استمرار القصف والتجويع والتهجير القسري في غزة، تفتح هذه الواقعة الباب أمام تساؤلات عميقة:
-
كم من الجرائم المروعة ارتُكبت دون أن يسمع بها أحد؟
-
هل هناك المزيد من الجنود الذين قد يتحدثون؟
-
وهل سيبقى الضمير العالمي صامتًا أمام ما يحدث في غزة من استهداف متعمد للأطفال والنساء والمدنيين؟
شهادة دامغة على تجرد الاحتلال من الإنسانية
ما وثقته الفنانة إيلا كوهين ليس مجرد "حوار عابر"، بل شهادة دامغة على تجرد الاحتلال من الإنسانية، واستغلاله للظروف الإنسانية القاسية في غزة لتنفيذ عمليات قتل جماعي قد ترقى إلى جرائم حرب.