الصباح اليوم
الجمعة 25 أبريل 2025 02:51 مـ 27 شوال 1446 هـ
بوابة الصباح اليومبث تجريبي
أسعار الذهب اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 في مصر.. هبوط مفاجئ رغم استقرار الأسواق العالمية مواجهات نارية في إفريقيا وآسيا.. جدول مباريات اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 والقنوات الناقلة مصانع السلاح تشتغل ”بفلوس العرب”.. صفقة أمريكية سعودية تتجاوز 100 مليار دولار وترامب يعود بـ”صندوق ذخيرة” دبلوماسي تعديل مفاجئ في مواعيد امتحانات النقل 2025.. وزارة التعليم تُبكّر الامتحانات وتُخطر المديريات رسميًا النيابة العامة تُصدر بيانًا حاسمًا بشأن ”قضية سارة خليفة”.. وتتوعد من يحاول التأثير على العدالة ”وهبت له عمرها فكافأها بـ20 طعنة”.. جريمة بشعة تهز العجوزة في نهارٍ دامٍ أزمة بو طيب تعصف بالزمالك.. القيد موقوف وخطة سداد بـ7 أقساط تفك الحظر ”عرض لا يُرفض”.. الزمالك يغري ديريك كوتيسا بأعلى سعر لتعويض زيزو أزمة كشمير تشتعل مجددًا.. باكستان تدرس ”ردًا شاملًا” على التصعيد الهندي بعد هجوم باهالغام إفتتاح مستشفي دار الحياة والأمل بالمنيا ..صرح طبي في عروس الصعيد رتفاع طفيف في أسعار الذهب بمصر اليوم 24 أبريل 2025.. عيار 21 يقترب من 4830 جنيهاً الفضيحة التي فاقت الخيال.. هاتف سارة خليفة يكشف عصابة دولية وتعذيب وصوت المخدرات

أسرار السياسة

د. أروى محمد الشاعر تكتب : ملحمة الشعب الفلسطيني: أنشودة الأرض، الدم، والتراث

 د. أروى محمد الشاعر
 د. أروى محمد الشاعر

أهذا الشعب الفلسطيني بشرٌ مثلنا، أم جاؤوا من عالم آخر؟ من أين يستمدون كل هذا الصبر، كل هذا الكفاح، كل هذا العشق للمقاومة؟ أهناك روحٌ إلهية تعانقهم، تمنحهم القوة كلما اشتدّ الحصار؟. إنه شعبٌ كتب ملحمته بمداد من الصبر والدم، نقشها في حدائق الجنات ، وسقاها من ينابيع الجراح والأمل، لكن فلسطين ليست فقط دماءً وتضحيات، إنها إرثٌ خالد، وتراثٌ يقاوم النسيان كما يقاوم المحتل.
على مرّ التاريخ، جسّد الفلسطينيون قيم الكرم والتسامح، ففتحوا أبوابهم للأرمن واليهود الذين أجبروا على الرحيل من أوروبا، بما في ذلك أرمينيا. لم يكن استقبالهم مجرد إيواء، بل كان احتضانًا إنسانيًا حقيقيًا، حيث وفّروا لهم المنازل والأمان، ليعيدوا بناء حياتهم وسط بيئة يسودها التآخي والتعايش.
منذ أن وُلد الفلسطينيون ، والأرض تسكن في أعماق روحهم ، يحملونها في كفوفهم المثقلة بالألم. في كل بيت فلسطيني، يولد طفلٌ وتولد معه وصية: لا تفرّط، لا تتنازل، لا تنحنِ، فالأرض ليست ملكًا لك وحدك، بل هي أمانة الأجداد، وحلم الأجيال القادمة. يشقّ الأطفال طريقهم بين الرصاص، ويصنعون من حجارتهم أجنحةً تعانق الحرية. في العيون حكايا جيلٍ طاردته النكبات، لكنه لم يرضَ بأن يكون إلا فاتحًا للأمل، راوياً للغد.
يقف طفل أمام الدبابة، يُشهر حجارتَه في وجه الطغيان، ويؤمن بأن الحق، مهما طال الظلم، هو المنتصر في النهاية، يحمل حقيبته الممزقة ويمضي إلى مدرسته، يقرأ في كتابه عن العالم، كيف ينعم الأطفال في مدن الرخاء بطفولة هانئة؛ يحملون حقائبهم المدرسية الجديدة، يذهبون إلى مدارس مجهزة بأحدث التقنيات، لكن قلبه لا يعرف إلا لغة واحدة: لغة الأرض. على الجدار المهدم، يرسم شمسًا لا تغيب، وشجرة زيتونٍ لا تُقلع، وحمامةً تحلق بعيدًا، هذا الطفل، رغم كل المعاناة والصعاب، يحمل في قلبه أملًا لا ينطفئ، وحلمًا بوطن حر يعيش فيه بسلام.
الأرض هنا تنجب الرجال، رويت بدمهم الذي اختلط بالتراب والأحجار، تودعهم وهم يرحلون شهداء، لكنها تعرف أنهم سيعودون في كل غصن زيتون، في كل زهر لوزٍ يورق عند أبواب البيوت المهجورة. كم مرةٍ ظنّ المحتل أن الذاكرة تُمحى، فإذا بها تشتعلُ أكثر، تزهرُ من جديد، تتحدّى الموت في كل مرة، وكم مرة اقتلع جذور الزيتون ، فإذا بها تمتد أعمق.
في صباحٍ تكلله رائحة الزعتر، تودّع أمٌ ابنها الشهيد. لا تبكي، بل تزغرد، لأن دماءه لم تذهب هباءً، بل تنبت قمحًا في السهول، وزهرًا في الروح. على كتفها كوفية، وفي قلبها وجع، لكن في عينيها نورٌ لا يخبو. لقد أدركت أن الفجر، وإن تأخر، قادمٌ لا محالة.
“سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسرّ الصديق
وإما مماتٌ يغيظ العِدى”

هكذا قال عبد الرحيم محمود قبل أن يسقط شهيدًا، وكأن صوته لم يخبُ، بل صار نشيدًا يتردد في أناشيد الصغار وزنازين الأسرى.
وكما تحفظ الأرض دماء الشهداء، فإنها تحفظ التراث في كل تفاصيلها. فالفلاح الفلسطيني، وهو ينثر بذور القمح، لا يزرع الأرض فقط، بل يزرع ذاكرةً وأملًا، يردد المواويل القديمة التي حملها الأجداد كرايةٍ لا تسقط:
"يا أرضنا الغالية يا ريحة الجدود، فيك الصبر مزروع والزرع ممدود، مهما جرفوكِ ومهما صاروا حسود، تبقي الأبية وما يطولك الغاصب، زرعنا الأرض ورد وسقيناه بدموع، كبرت السنابل والشمس إلها شموع، لو هدّوا الدار وسرقوا المفتاح، نبنيها من أول وما نرجع للرجوع"
إن الثوب الفلسطيني هو هوية تنبض بالحكايات، مغزول بخيوط الصبر، ومطرّز بأنفاس المقاومة. كل شكل هندسي وكل غرزة تروي فصلاً من تاريخ فلسطين، وفي زخارفه سيرة وطنٍ لا يشيخ، يحاك بأصابع الأمهات كما يُحاك المجد، المدن العتيقة تسكن تفاصيله، والألوان تحكي قصص الأجداد، يتوشّح بروعة الأرجوان الكنعاني، ذاك اللون الذي استخرجه أجدادنا الكنعانيون من أصداف الموركس، لون الملوك والكهنة والنبلاء، رمز العظمة التي لا تهزمها العصور. لم تكن الأمهات تُطرّزنه للزخرفة، بل كنّ يحيكن في نسيجه ملامح الأرض، وذاكرةً تتحدى النسيان، ويطرّزن ألف عامٍ من الصمود، حتى في الشتات، حين تمزّقت الأثواب، ظلّت النساء يطرزن، يحيكن حلم العودة في كل ثوب، وكأن الخيوط تتحوّل إلى درب يعيد اللاجئين إلى مدنهم وقراهم المهجورة، قالت فدوى طوقان:
“إنني جُذِرْتُ في أرضي كرمحِ اللوزِ في الغيمِ…
وما زالت عيونُ الفجر في عينيَّ مشدودة
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل
وانهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسول”.
حين يدبك الشباب الفلسطيني، يُعلن أن الأرض له. خطواتهم تضرب الأرض، كأنها توقيعٌ جديد على ملكيّتها. حتى في أعراسهم، يُغنّون لفلسطين، تُرفع الكوفية، وتعلو الزغاريد، فلا الفرح ينسيهم قضيتهم، ولا الحزن يُسقط من أيديهم راية المقاومة.
كما قال إبراهيم طوقان:

“موطني…..موطني

الجلال والجمال والسناءُ والبهاء في رباك في رباك"


في فلسطين تُورّث زيتونة الجدّ وتظل قائمة مئات السنين، لا تخيفها الجرافات، شاهدةٌ على حروبٍ، مجازر إنتفاضات وصلوات. المحتلّ يقتلع الشجرة، لكن الجذور تظلّ حيّة، تنتظر العائدين كي تولد من جديد، هناك التين والرمان والليمون في القرى العتيقة، نوافذ البيوت والأبنية المصنوعة من الحجر الكنعاني، كلها شواهد على أن فلسطين متجذرة في التاريخ، لا تُمحى مهما تبدّل الغزاة والمحتلون، هي الزيت والزيتون، هي رائحة الطابون في الصباح مع الأم التي تعجن الخبز، هي حكايات الجدات التي لا تزال تسري في دماء الأحفاد. في أزقتها، تعلو الأهازيج القديمة، وفي سمائها، لا تغيب أحلام الذين رحلوا وهم يحلمون بالعودةً، إنها الأرض التي تنبت الأحرار حتى لو حاصرها الطغيان، تظل تنتظر أبناءها ، كما تنتظر الأم ابنها الأسير، وكما تنتظر السنابل المطر لتزهر من جديد.
في المخيمات حلمٌ لا يموت: في كل بيتٍ لاجئ، مفتاحٌ قديمٌ يُعلّق على الحائط، ليس لأنهم يأملون فقط، بل لأنهم يعرفون أنهم سيعودون وأن الأوطان لا تضيع ما دامت منقوشة في أعماق ذاكرتهم وما دام القلب ينبض بها، تعلّم الأطفال أسماء مدنهم وقراهم التي لم يروها، حفظوها كما يحفظون أسماءهم. تسأل طفلًا أينما يعيش خارج فلسطين عن وطنه، فيجيبك: أنا من عكا، من يافا، من حيفا، من اللد، من بيسان. كيف تُمحى الأوطان من القلوب، وهي محفورةٌ فيها كالنقش على الصخر .يرددون ما قاله الشاعر أبو سلمى:
“سنرجعُ يومًا إلى حيّنا ونغرق في دافئات المنى سنرجع مهما يمرّ الزمان. وتنأى المسافات ما بيننا”
لا يُكتب التاريخ إلا بمن رفض أن يكون في طيّات النسيان. في الزنازين، ينقش الأسرى حريتهم على الجدران، كأنها عهدٌ بأن الروح لا تُسجن، وأن الإرادة أقوى من القضبان. رغم العزل والقيود، يكتبون تاريخ الصبر، يرسمون مفاتيح العودة، ويتحدّون الحديد بأملٍ لا ينطفئ ، ومع كل فجرٍ جديد يبتسمون رغم الألم، لأنهم يؤمنون أن القيود ستنكسر، وأن الحرية قادمة لا محالة، يحفظون الشعرالذي كتبه شاعر الأرض المحتلة توفيق زياد:
"هنا على صدوركم، باقون كالجدار
وفى حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار
وفى عيونكم زوبعة من نار
نجوع ، نعرى، نتحدى، ننشد الأشعار
ونملأ السجون كبرياء
إنا هنا باقون، فلتشربوا البحرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا، ولا نرحل
وبالدم الزكى لا نبخل
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل
يا جذرنا الحى تشبث
واضربى فى القاع يا أصول"
فرغم الدمار، رغم القتل والحصار، رغم ليل الاحتلال الطويل، تظل فلسطين شعراً وأنشودةً لا تموت. في شوارع القدس، بين قبابها الذهبية، في مساجدها وكنائسها، في صوت الأذان وتراتيل الأجراس، هناك وطنٌ يقاوم. حلم العودة لا ينتهي، سينبت الورد في الساحات التي روتها دموع الأمهات ودماء الشهداء وعذاب الزنازين، وسيعود اللاجئون إلى بيوتهم، وستُفتح الأبواب بمفاتيح العودة، وسيتردد في الأفق صدى صوت فيروز :
"لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن، يا زهرة المدائن يا قدس
عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراءً يا درب من مروا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كل يوم وإنني أصلي.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى23 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.8986 50.9986
يورو 58.0499 58.1843
جنيه إسترلينى 67.6850 67.8435
فرنك سويسرى 61.9506 62.1025
100 ين يابانى 35.9251 35.9982
ريال سعودى 13.5690 13.5964
دينار كويتى 166.2104 166.5914
درهم اماراتى 13.8564 13.8855
اليوان الصينى 6.9825 6.9979

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5457 جنيه 5434 جنيه $106.14
سعر ذهب 22 5002 جنيه 4981 جنيه $97.29
سعر ذهب 21 4775 جنيه 4755 جنيه $92.87
سعر ذهب 18 4093 جنيه 4076 جنيه $79.60
سعر ذهب 14 3183 جنيه 3170 جنيه $61.91
سعر ذهب 12 2729 جنيه 2717 جنيه $53.07
سعر الأونصة 169736 جنيه 169025 جنيه $3301.31
الجنيه الذهب 38200 جنيه 38040 جنيه $742.98
الأونصة بالدولار 3301.31 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى