المخبأ السري لإسرائيل في أمريكا.. أرشيف كامل محفوظ في هارفارد تحسّبًا لزوال الدولة! -- تفاصيل
قصة “النسخة الاحتياطية” للثقافة الإسرائيلية وأسرار المشروع الذي أخفته تل أبيب لعقود
نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريير مثير جيث فجرت واحدة من أكبر المفاجآت المتعلقة بالذاكرة الثقافية الإسرائيلية: وجود موقع سري داخل جامعة هارفارد الأمريكية، يحتفظ بنسخة كاملة من كل ما تم نشره في إسرائيل منذ عقود، تحسّبًا لأي سيناريو قد يؤدي إلى زوال الدولة العبرية أو تدمير أرشيفاتها داخل الأراضي المحتلة.
التقرير الذي حمل عنوان:
"موقع سري في الولايات المتحدة يخزن كل ما نشر في إسرائيل تحسبا لزوال البلاد"
كشف تفاصيل مشروع ضخم أشرف عليه باحثون يهود داخل هارفارد منذ ستينيات القرن الماضي، بعيدًا عن أي إشراف حكومي إسرائيلي، ما جعله أقرب إلى مخبأ حضاري بديل أو كما وصفته الصحيفة:
"نظام ذاكرة بديلة لإسرائيل".
قبو تحت الأرض.. وزائر يكشف السر لأول مرة
الشاعر والروائي الإسرائيلي حاييم بئير كان أول من كشف القصة، بعد مشاركته في مؤتمر أدبي في هارفارد أواخر التسعينيات. يقول إن منظمي المؤتمر اصطحبوه إلى مبنى يبدو من الخارج كـ معبد يوناني، قبل أن يتم إنزاله إلى قبو ضخم تحت الأرض.
ويضيف:
"انفتح أمامي مكان هائل مليء بكل أنواع المواد المطبوعة، ورأيت شابات يعملن بلا توقّف على توثيق مواد لا يمكن تخيّل وجودها في مكتبة أكاديمية".
المحتوى لم يكن مجرد كتب جامعية، بل:
-
نشرات كيبوتسات
-
منشورات كنائس يهودية
-
كتيبات تخليد قتلى الجيش
-
دعاية سياسية
-
أعلام احتفالات دينية
-
أرشيفات اجتماعية نادرة
أي كل ما يكوّن نسيج المجتمع الإسرائيلي عبر الزمن.
لماذا أمريكا؟.. ولماذا هذا السر؟
تشير "هآرتس" إلى أن المشروع قام على فكرة واضحة:
إذا زالت إسرائيل، يجب أن تبقى ثقافتها محفوظة في مكان آمن خارج حدودها.
ولهذا:
-
المشروع منفصل بالكامل عن مؤسسات الدولة
-
محفوظ داخل جامعة مستقرة سياسيًا
-
غير معرّض لتهديدات الحرب النووية أو القصف أو الانهيار الداخلي
هذه الفلسفة أثارت غضب العديد من المسؤولين في إسرائيل، إذ نقلت الصحيفة أن بعضهم اعتبر المشروع:
"اعترافًا ضمنيًا بأن إسرائيل قد لا تبقى إلى الأبد."
من يقف وراء المشروع؟.. “تشارلز برلين” الرجل الذي صنع الذاكرة البديلة
![]()
تقف خلف هذه الفكرة شخصية يهودية بارزة هي الباحث تشارلز برلين، الذي عُيّن في ستينيات القرن الماضي مشرفًا على قسم جديد في هارفارد لتوثيق الحياة اليهودية.
اليوم يضم هذا القسم:
-
نحو مليون عنصر أرشيفي
-
6 ملايين صورة
-
عشرات آلاف الساعات الصوتية والمرئية
-
مواد دينية وسياسية واجتماعية وثقافية
-
وثائق لا تمتلكها إسرائيل نفسها
وتعتبر هارفارد هذه الوثائق ذات قيمة بحثية كبرى لأنها تكشف تطور المجتمع الإسرائيلي عبر اللغات، الأحزاب، الحروب، والمعتقدات.
الصدمة داخل إسرائيل.. وخلافات سياسية حول المشروع
المشروع لم يمرّ دون اعتراض، إذ قال موشيه موسك، المدير السابق لـ"أرشيف إسرائيل"، إنه رفض تسليم مواد حساسة تتعلق بالجيش والشعب اليهودي لأن فكرة المشروع "تثير الانزعاج"، مشيرًا إلى:
"الفكرة الأساسية للمشروع مبنية على احتمال ألا تبقى إسرائيل مستقبلًا."
في المقابل، قال الكاتب الإسرائيلي إيهود بن عزر:
"حتى اليوم أعتقد أن إسرائيل مهددة بهجوم نووي، وأن الأرشيف في هارفارد ضروري لحماية تاريخنا."
نسخة احتياطية لدولة تهتز وجوديًا
يرى محللون أن هذا المشروع يعكس قلقًا وجوديًا عميقًا داخل العقل الإسرائيلي، قائمًا على احتمال تعرض الدولة لسيناريوهات:
-
هجوم نووي
-
تفكك داخلي
-
حرب شاملة
-
انهيار سياسي أو اقتصادي
-
كارثة طبيعية أو فوضى أمنية
ولذلك فإن حفظ الذاكرة الثقافية في أمريكا يشكل "خطة ب" أو "نسخة حضارية مضادة للفناء".
هل تعرف إسرائيل أن مشروعها قد يكون بديلاً عنها؟
التقرير يطرح سؤالًا وجوديًا:
هل تخشى إسرائيل الزوال إلى هذا الحد؟
وجود هذا الأرشيف السري، الضخم، المنظم، والمموّل منذ عقود، يشير بوضوح إلى اعتراف غير معلن بأن:
بقاء إسرائيل ليس مضمونًا بالنسبة للنخبة المثقفة والبحثية اليهودية.
وربما لهذا السبب لم تصدر جامعة هارفارد أي تعليق رسمي، في محاولة لتفادي الجدل السياسي الذي قد يرافق هذا الكشف.
خلاصة
يكشف هذا التقرير أن "المخبأ السري" في هارفارد ليس مجرد أرشيف أكاديمي، بل:
-
نسخة احتياطية كاملة للثقافة الإسرائيلية
-
رهان على المستقبل في حال زوال الدولة
-
وثيقة إثبات أن النخب اليهودية نفسها تشك في دوام الكيان الإسرائيلي
وهكذا تتحول أكبر جامعات العالم إلى صندوق أسود لدولة تخشى سقوطها في أي لحظة.




