مهرجان القاهرة السينمائي 46 يشهد العرض العالمي الأول لفيلم «شكوى رقم 713317» وسط احتفاء نقدي وكواليس إنسانية لافتة
فيلم عربي يخطف الأنظار في آفاق السينما العربية
شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين، مساء السبت، العرض العالمي الأول لفيلم «شكوى رقم 713317»، أحد أبرز الأفلام المشاركة ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، حيث حظي العمل بتفاعل واسع من الجمهور والنقاد على حد سواء، نظرًا لفرادته الدرامية وقصته التي تجمع بين البساطة والعمق.
الفيلم الذي يمثل أول تجربة روائية طويلة للمخرج ياسر شفيعي، شكّل مفاجأة إيجابية خلال عروض المهرجان، إذ نجح في تقديم لغة سينمائية جديدة ومختلفة تعكس خبرة المخرج في التفاصيل الدقيقة وجرأته في تناول موضوعات حياتية تبدو بسيطة لكنها تحمل دلالات إنسانية واسعة.
شيرين تكشف كواليس إنسانية مؤثرة وراء مشاركتها في الفيلم
كسر القدم يؤجل التصوير خمسة أشهر… وحميدة يقف بجانبها إنسانياً
واحدة من أبرز اللحظات التي أثارت اهتمام الحضور في الندوات المصاحبة للفيلم كانت رواية الفنانة شيرين عن الظروف الصعبة التي رافقت انضمامها للعمل.
فقد كشفت أن مشاركتها لم تكن سهلة، إذ تعرضت لكسر في القدم فور بدء التحضيرات، ما أدى إلى تعطيل التصوير لمدة اقتربت من خمسة أشهر كاملة.
وأشارت شيرين إلى أنها كانت على وشك الاعتذار عن الدور بسبب الإصابة، لكنها فوجئت بإصرار الفنان محمود حميدة على وجودها في العمل، مؤكدة أنه كان أول من زارها في المستشفى للاطمئنان عليها.
وقالت إن دعمه لم يكن مهنيًا فحسب، بل كان دعمًا إنسانيًا حقيقيًا منحها القوة للعودة وإكمال التصوير.
هذا الموقف يعكس، بحسب كلماتها، روح التعاون والاحترام المتبادل داخل فريق العمل، وهو ما ظهر بوضوح في الكيمياء التي جمعت بين أبطال الفيلم على الشاشة.

ياسر شفيعي… من تصميم المجوهرات إلى إخراج أول أفلامه الروائية
رحلة فنية غير تقليدية
يمثل فيلم «شكوى رقم 713317» نقطة تحول كبيرة في مسيرة المخرج ياسر شفيعي، الذي بدأ حياته المهنية بعيدًا تمامًا عن السينما، حيث عمل مصممًا للمجوهرات قبل أن ينتقل تدريجيًا إلى عالم الإخراج.
وتتضمن مسيرته عدة أفلام قصيرة نالت جوائز محلية ودولية، ما جعله يُلفت الأنظار كصوت سينمائي شاب قادر على تقديم رؤية مختلفة.
ويعد الفيلم الروائي الجديد خطوة جريئة تؤكد رغبته في دخول عالم السينما بقوة وثقة.
قصة الفيلم… صراع صغير يكشف حياة كاملة
عطل في الثلاجة يتحول إلى معركة بيروقراطية
تدور أحداث الفيلم حول زوجين متقاعدين يعيشان حياة هادئة وبسيطة، قبل أن يتعرضا لعطل بسيط في الثلاجة. يتطور هذا العطل تدريجيًا ليصبح صراعًا بيروقراطيًا معقدًا يكشف طبقات متعددة من حياتهما، ويعيد فتح ملفات قديمة تتعلق بالعلاقة بين الزوجين، وبأزمة التعامل مع المؤسسات الحكومية وتعقيداتها.
الفيلم يعتمد على بناء درامي واقعي يمزج بين:
-
الكوميديا السوداء
-
تأملات الحياة اليومية
-
الدراما الإنسانية الصامتة
ما يجعله قريبًا من الجمهور المصري والعربي الذي اعتاد على صراعات مشابهة في حياته اليومية.
80 دقيقة من واقعية مؤلمة ودراما صادقة
أسلوب بصري هادئ يعزز قوة الفكرة
يمتد الفيلم لمدة 80 دقيقة فقط، لكنه ينقل خلالها مشاعر كثيرة عبر لقطات هادئة، وإيقاع متزن، ومساحات صمت لها دلالات عميقة.
يُبرز العمل قوة البناء الدرامي الذي يعتمد على التفاصيل الصغيرة، وملامح الشخصيات، والانفعالات التي تُقال دون كلمات.
انعكاس واضح للمجتمع المصري
انعكس المجتمع المصري بوضوح في الفيلم، من خلال المشاكل البيروقراطية، وتداخل العلاقات الأسرية، وصوت المواطن البسيط الذي يحاول النجاة من التعقيدات اليومية.
هذه التفاصيل جعلت الفيلم قريبًا جدًا من وجدان الجمهور، رغم بساطة الفكرة.
ردود فعل إيجابية… وتوقعات بمنافسة قوية على جوائز المهرجان
ترحيب نقدي وجماهيري واسع
حظي الفيلم عقب عرضه بتصفيق طويل، مع إشادات واسعة بأداء أبطاله، وباللغة السينمائية الهادئة والعميقة التي قدمها المخرج.
ويرى نقاد أن الفيلم قادر على المنافسة بقوة ضمن مسابقة آفاق السينما العربية نظرًا لفرادته الأسلوبية وقصته المؤثرة.
عمل درامي يفتح بابًا واسعًا لفهم العلاقات الإنسانية
«شكوى رقم 713317» ليس مجرد فيلم يروي عطلًا بسيطًا في جهاز منزلي، بل عمل يفتح بابًا واسعًا لفهم العلاقات الإنسانية، وكيف يمكن لحدث صغير أن يكشف الكثير عن منظومات أكبر… من البيروقراطية إلى طبيعة الحياة نفسها.
وفي ظل إشادة الجمهور والنقاد، يبدو أن الفيلم قد يكون أحد أبرز المفاجآت في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.
















