افتتاح الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: تكريم الفنون والإنسانية تحت ضوء السينما العالمية
انطلقت مساء الأربعاء 12 نوفمبر 2025 فعاليات الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو الحدث السينمائي الأقدم والمعتمد دولياً في العالم العربي. جاء الافتتاح مليئاً بالرمزية والوفاء، إذ احتفى بتكريم عدد من رموز السينما المصرية التي رحلت خلال العام، وتخلّله كلمة إنسانية ألقاها رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، فضلاً عن عرض الفيلم البرازيلي العالمي المسار الأزرق (“The Blue Trail”) كافتتاحٍ بارزٍ يُشيد به في السينما العالمية.
في هذا التقرير الصحفي المطوّل، نستعرض أهمّ محطات حفل الافتتاح، ما تضمّنه من تكريم، الكلمة، وحضور النجوم، وصولاً إلى تحليل عرض الفيلم والمغزى السينمائي والإنساني منه.

تكريم الفنانين الراحلين – لحظة وفاء للسينما المصرية
في افتتاح الدورة الـ46، لَم يقتصر الحدث على عرض أفلام وإنطلاق فعاليات المهرجان، بل شمل فقرة تأبينية مؤثرة، حيث عرضت على الشاشة أسماء وصور عدد من الفنانين وصنّاع السينما الذين ودّعوا الحياة هذا العام، وسط تأثّرٍ وتصفيق طويلين من الحضور.
وجاء في قائمة المكرّمين الراحلين:
-
مدير التصوير تيمور تيمور
-
الفنانة سميحة أيوب
-
الفنان لطفي لبيب
-
الفنان نبيل الحلفاوي
-
الفنان سليمان عيد
-
المخرج سامح عبد العزيز
-
المنتج والمخرج أحمد عبد الله
هؤلاء الذين تركوا بصماتهم في تاريخ السينما المصرية والعربية، واحتفى بهم المهرجان باعتبارهم جزءاً من ذاكرة الفن التي لا تُنسى. -

لماذا هذا التكريم مهم؟
-
يعكس التزام المهرجان بربط الحاضر بالماضي، وتكريم من أسهم في بناء الهوية السينمائية المصرية.
-
يقدّم رسالة للجمهور بأنّ الفن لا يموت، بل يبقى حاضراً من خلال أعماله وإرثه.
-
يعزّز من مكانة المهرجان كمنصة ليست فقط للعرض والتنافس، بل أيضاً للاحتفاء والذاكرة.
كلمة حسين فهمي – رسائل إنسانية من منصة الفن
خلال حفل الافتتاح، ألقى حسين فهمي الرئيس الفخري للمهرجان كلمة شاملة، أكّد فيها أن مصر لم تتخلّ يوماً عن دورها الإنساني، مشيراً إلى مواقفها الثابتة من لبنان والسودان والقضية الفلسطينية، وجهودها في السلام مثل مؤتمر شرم الشيخ.
وأشار أيضاً إلى إنجازات مصر الحديثة، وقال: «مصر التي يرفع أبناؤها اسمها في كل أنحاء العالم… لا يمكن أن ينساها أحد بما تقدمه من إنجازات مبهرة، مثل المتحف المصري الكبير».
وقد وجّه تحيّة تقدير إلى الراحل فاروق حسني، صاحب فكرة إنشاء هذا المشروع الحضاري الضخم، معتبراً أن المتحف رمزاً من رموز الحضارة المصرية الحديثة ودليلاً على قدرة مصر على الإبداع والعطاء المتجدد.
محاور رئيسية في الكلمة
-
الدور الإنساني لمصر: دعم القضايا العربية والإقليمية يعكس قيم السلام والاستقرار.
-
الهوية والإنجاز: ربط الفن بالهوية الوطنية والإنجازات الثقافية.
-
الاحتفاء بالحضارة: إبراز المشاريع الكبرى مثل المتحف المصري الكبير كمحطات حضارية تُعرض للعالم.
-
التواصل بين الفنّ والسياسة: الكلمة جسّدت كيف يمكن للفن أن يكون جزءاً من الحوار الثقافي والسياسي.
حضور فني وإعلامي لافت – نجوم في السجادة الحمراء
شهد افتتاح المهرجان حضوراً كثيفاً من نجوم الفن والإعلام، حيث توافد العشرات إلى السجادة الحمراء في أمسية تجمع بين البهجة والتكريم. من بين الحضور:
أحمد السقا، أحمد مجدي، صبري فواز، أحمد شاكر عبد اللطيف، عمرو الليثي، هاجر الشرنوبي، ليلى عز العرب، أروى جودة، ميرهان حسين، حنين سيف الدين، بوسي شلبي، رشا مهدي، خالد الصاوي، محمد كريم، نرمين الفقي، درة، سلمى أبو ضيف، سامية طرابلسي… وغيرهم كثيرون.
كما حضر عدد من المخرجين والمنتجين والإعلاميين، ما عزّز مشهدية الفعالية وأضفى عليها طابعاً دولياً.
هذا الوجود الجماهيري والنجومي يعكس أهمية المهرجان بوصفه منصة للتواصل بين الصناعة والجمهور، وليس فقط عرضاً سينمائياً.
فيلم الافتتاح – “المسار الأزرق” رؤية إنسانية عبر نهر الأمازون
اختار المهرجان لافتتاح الدورة هذا العام فيلم «المسار الأزرق» (The Blue Trail) للمخرج البرازيلي جابريل ماس كارو، وهو إنتاج مشترك بين البرازيل والمكسيك وتشيلي وهولندا.
عن الفيلم
-
بطلته: دينيز وينبيرج، إلى جانب رودريغو سانتورو، ميريام سوكوراس، أدانيلو.
-
قصة الفيلم: تدور حول “تيريزا” (77 عاماً) تعيش في بلدة صناعية بالأمازون، وتتلقى إخطاراً بنقلها إلى مستعمرة سكنية للمسنين، فتقرر أن تنطلق في رحلة على نهر الأمازون لتحقيق أمنية أخيرة قبل أن تُفقد حريتها.
لماذا اختير هذا الفيلم؟
-
يعكس قمّة التقاء السينما والإنسانية؛ إذ يجسّد صراع الإنسان مع الزمن والمجتمع، والكرامة في مواجهة الإقصاء.
-
يُعدّ افتتاحاً دولياً يُبرز بعداً عالمياً للمهرجان بجانب التركيز على السينما العربية.
-
يعزز من موقع المهرجان كجسر بين الثقافات، ومنصة لقصص قوية لها صدى عالمي.
ماذا يعني هذا الافتتاح للمهرجان؟
تعزيز المكانة الدولية
انطلاق الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بين 12 و21 نوفمبر 2025 تؤكد على استراتيجية المهرجان في الجمع بين الأصالة والتجديد، وتوسيع رقعة تأثيره السينمائي والثقافي.
احتفاء بالذاكرة والهوية
من خلال تكريم رموز السينما المصرية الراحلين، وإلقاء الضوء على قصة انسانية في فيلم الافتتاح، يُعيد المهرجان التأكيد على أن السينما ليست مجرد عرض تجميلي، بل مدخل للحوار والحفظ والتقدير.
منصة للتواصل والنقاش
الحضور النجومي والإعلامي الكثيف يعكس ما أصبح عليه المهرجان: ليس فقط عرضاً سينمائياً، بل حدثاً ثقافياً جماهيرياً، ومكاناً لتبادل الأفكار، ولقاءات الصُناع، وشبكات الإنتاج.
تكريم من صنعوا الفنّ إلى كلمة عبرت عن هوية وموقف
في أمسية حملت عنواناً موجزاً هو: «التكريم – الكلمة – العرض»، رسم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي معالم دورته الـ46 كحدث سينمائي وثقافي وإنساني. من تكريم من صنعوا الفنّ إلى كلمة عبرت عن هوية وموقف، ثم إلى فيلم يروّي قضية إنسانية، جاء الافتتاح رسالة واضحة بأنّ السينما قادرة على أن تكون مرآة المجتمع وجسر التواصل مع العالم.
ومع استمرار فعاليات المهرجان حتى 21 نوفمبر، يتوقع أن تشهد القاهرة جولة فنية دولية تستقطب الأفلام والنجوم من مختلف الأقطار، وتفتح آفاقاً جديدة للنقاش والإبداع.





