تعليم سوهاج: خطة شاملة لتسكين المعلمين وتحقيق العدالة بين الإدارات التعليمية
في إطار جهود الدولة لتحقيق العدالة الوظيفية وضمان انتظام العملية التعليمية بجميع المحافظات، شهدت مديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج خلال الفترة الماضية سلسلة من الإجراءات التنظيمية الهادفة إلى سد العجز في المدارس وتحقيق التوازن بين الإدارات التعليمية المختلفة، خاصة في قطاعات الجنوب التي تعاني من نقص كبير في أعداد المعلمين.
وأوضح تقرير رسمي صادر عن المديرية أن محافظة سوهاج شهدت تعيين أربع دفعات من المعلمين خلال العامين الماضيين، تم تسكينهم واستلامهم العمل وفقًا للاحتياجات الفعلية بكل إدارة تعليمية، مع الالتزام الكامل بمبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين المتقدمين.
توزيع المعلمين وفق الاحتياجات الفعلية
أكدت المديرية أن خطة التسكين بُنيت على أساس أن يتم تعيين المعلمين من داخل الإدارات التي بها عجز، لضمان تلبية الاحتياجات التعليمية دون نقلهم لمسافات بعيدة. إلا أن بعض الإدارات، خاصة الواقعة في قطاع الجنوب مثل جرجا والبلينا ودار السلام، لم تستكمل الأعداد المطلوبة من أبنائها أو المقيمين في نطاقها، ما استلزم نقل عدد من المعلمين من إدارات أخرى لتغطية العجز، وذلك بموافقة المتقدمين أنفسهم أثناء المسابقة.

وأوضحت المديرية أن الدفعة الخامسة من المعلمين استوفت أوراقها بالكامل، وتم إرسالها إلى الجهات المختصة بالقاهرة تمهيدًا لإلحاقها بالكليات الحربية للتدريب، ولم يتم تسكينها بعد أو استلامها العمل حتى تاريخه.
خطة الموازنة بين القطاعات التعليمية
وبيّن التقرير أن محافظة سوهاج جرى تقسيمها إلى ثلاثة قطاعات تعليمية رئيسية:
-
قطاع الشمال: المراغة – طهطا – طما – جهينة.
-
قطاع الوسط: سوهاج – أخميم – ساقلتة.
-
قطاع الجنوب: المنشاة – جرجا – البلينا – دار السلام.
وكشفت البيانات أن قطاعي الشمال والوسط يتمتعان باستقرار نسبي في أعداد المعلمين، بينما يعاني الجنوب من عجز كبير في بعض المواد الأساسية، إذ يصل العجز في مادة واحدة إلى أكثر من 500 معلم في الجنوب مقابل 50 فقط في الشمال، الأمر الذي دفع المديرية إلى توجيه التعيينات الجديدة لتغطية احتياجات هذا القطاع الحيوي.
لجنة لتقليل الاغتراب وحل المشكلات الإنسانية
وفور تولي الدكتور محمد السيد مهام عمله وكيلًا لوزارة التربية والتعليم بسوهاج، وبتوجيهات من اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، تم تشكيل لجنة متخصصة لتقليل الاغتراب ودراسة الحالات الإنسانية والاستثنائية للمعلمين، بهدف تحقيق التوازن بين الاستقرار الوظيفي وسير العملية التعليمية.
وخلال عام كامل، نجحت اللجنة في نقل وندب عشرات الحالات التي انطبقت عليها المعايير دون الإخلال بنظام العمل داخل المدارس. كما تم عقد اجتماعات موسّعة مع مديري الإدارات التعليمية لبحث حلول مرنة تراعي ظروف المعلمين وتحقق في الوقت نفسه انتظام الدراسة.
آلية جديدة للندب الجزئي: 3 أيام في الإدارة الأصلية و3 أيام في إدارة العجز
ضمن خطة الموازنة بين الإدارات، أقرت المديرية نظام الندب الجزئي، بحيث يعود المعلمون الجدد إلى إداراتهم الأصلية ثلاثة أيام أسبوعيًا، ويقضون الثلاثة أيام الأخرى في المدارس التي تعاني من عجز.
وتهدف هذه الآلية إلى تحقيق معادلة دقيقة بين الاستقرار الاجتماعي والوظيفي للمعلمين، واستمرار العملية التعليمية في المناطق التي تعاني نقصًا في الكوادر.
وأكدت المديرية أن الأيام الثلاثة التي يُنتدب فيها المعلمون سيتم استغلالها لسد العجز عبر الاستعانة بمعلمي الحصة، مع تقليل نصابهم في الإدارات التي تشهد دعمًا إضافيًا من المعلمين الجدد، وذلك لضمان تحقيق التوازن وعدم إهدار المال العام.
شفافية كاملة وقرارات مدروسة
وأشار الدكتور محمد السيد، وكيل الوزارة، إلى أن جميع قرارات التسكين والندب الجزئي تمت بعد دراسة دقيقة من الإدارات المختصة ومراجعة شاملة للبيانات التعليمية والإدارية، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة بين المعلمين في التوزيع، وضمان انتظام الدراسة في جميع المدارس، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ووزارة التربية والتعليم.
وأضاف أن المديرية تعمل في إطار من الشفافية الكاملة وبما يحقق المصلحة المشتركة للمعلمين والطلاب، مع الالتزام الكامل بالقوانين والتعليمات الوزارية.
محافظ سوهاج يشيد بجهود المديرية
من جانبه، أشاد اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، بجهود مديرية التربية والتعليم في إدارة الموارد البشرية بكفاءة عالية وتحقيق العدالة بين الإدارات التعليمية، مؤكدًا دعمه الكامل لخطة المديرية في استمرار الندب الجزئي وتوزيع الكفاءات بما يضمن استقرار العملية التعليمية في جميع مراكز المحافظة.

















