الصباح اليوم
الأربعاء 3 سبتمبر 2025 07:23 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
خدمات البنوك المصرية في العطلة.. شراء شهادات وسحب نقدي بسهولة خلال الإجازة وعكة مفاجئة تُقلق محبيه.. عصام صاصا يكشف تطورات حالته الصحية بعد إصابته في حادث السيسي يتبادل برقيات التهنئة بالمولد النبوي مع قادة الدول العربية والإسلامية ومسلمي مصر بالخارج الزمالك يستعد لخوض 4 مواجهات حاسمة بعد انتهاء التوقف الدولي في الدوري الممتاز أهداف لا تُنسى.. أبرز صاروخيات أول 5 جولات في الدوري المصري الممتاز مأساة دلجا.. محاكمة الأم المتهمة بقتل زوجها وأطفالها الستة تبدأ 15 سبتمبر تحذير عاجل: انقطاع المياه بعدة مناطق بالقاهرة السبت لمدة 8 ساعات نهاية دامية لمطلوب في 8 قضايا مخدرات ببني سويف بالفيديوهات والإيحاءات.. صانعة محتوى تغسل ملايين الجنيهات وتشتري شقق وسيارات شهيد العاشر من رمضان.. سائق شجاع ضحى بحياته لإنقاذ محطة وقود من كارثة محققة وزيرا الزراعة والشؤون النيابية يقودان وفدًا مصريًا لإيطاليا للاطلاع على تجربة التعاونيات الزراعية لوضع خطة الأمن الغذائي 2026 – 2035.. نائب وزير الزراعة يشارك في اجتماع التشاور الإقليمي بالدوحة

الأخبار

صفقة علاء هنية تفضح أزمة الهوية العربية في إسرائيل.. بين رفض الاندماج وواقع المواطنة الناقصة

علاء هنية
علاء هنية

أعادت واقعة شراء علاء هنية، أحد أقارب الزعيم الأسبق لحركة حماس إسماعيل هنية، منزلًا في بلدة عومر جنوب إسرائيل، الجدل حول مستقبل الهوية العربية في الداخل الإسرائيلي، بعدما فجّرت القضية موجة رفض اجتماعي وسياسي تجلت في تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وتعليقات سكان المنطقة الذين ربطوا الصفقة باسم العائلة وذكريات 7 أكتوبر.

ما وراء "اللقب"

علاء هنية، رجل أعمال من تل السبع بالنقب، نفى أي علاقة له بحماس أو بالسياسة، مؤكدًا أن الاعتراضات سببها "اللقب فقط"، وأنه يسعى لحياة طبيعية كمواطن إسرائيلي. لكن الجدل الذي صاحب الصفقة يكشف أن مجرد الانتماء الأسري أو العرقي كافٍ ليجعل العربي داخل إسرائيل عرضة للشكوك والرفض، حتى لو كان يحمل أوراقًا قانونية، ويدفع ثمن شراء منزله من ماله الخاص.

أزمة اندماج تتجدد

هذه الواقعة تسلط الضوء على أزمة أعمق يعيشها العرب داخل إسرائيل، الذين يُقدَّر عددهم بنحو 20% من السكان. ورغم حملهم الجنسية الإسرائيلية، إلا أنهم يعيشون واقع المواطنة الناقصة، حيث يواجهون عراقيل في السكن، والوظائف، والتعليم، فضلًا عن نظرة الشك التي تُحيط بهم باعتبارهم "خطرًا ديموغرافيًا" في نظر اليمين الإسرائيلي.

تصريحات سكان عومر التي انتشرت عبر مجموعات واتساب، والتي رفضت وجود "جار عربي" بعد 7 أكتوبر، تكشف كيف تتحول الهوية العربية إلى وصمة في نظر قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل التصعيد العسكري مع غزة، وما تركه من جروح نفسية عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي.

اليمين الإسرائيلي والسيطرة على الخطاب

رد فعل بن غفير – الذي وصف عائلة هنية بأنها "عائلة إرهابيين" – يعكس خطابًا سياسيًا يتبناه اليمين الإسرائيلي منذ سنوات، يقوم على تصوير العرب كخطر داخلي يجب السيطرة عليه. ومع تصاعد نفوذ اليمين بعد 7 أكتوبر، بات هذا الخطاب أكثر حضورًا في السياسة الإسرائيلية، لدرجة أن قضايا فردية مثل شراء منزل تتحول إلى "قضية أمن قومي".

ازدواجية في التعاطي

ما يثير المفارقة أن بعض العرب في إسرائيل لديهم جذور عميقة داخل مؤسسات الدولة، مثل عائلة زوجة علاء هنية التي تضم أفرادًا خدموا في الجيش الإسرائيلي، أو عائلات فقدت أبناءها في حروب مع غزة. ومع ذلك، يبقى العربي دومًا في موقع "المتهم" حتى يثبت العكس.
هذه الازدواجية تكشف أن الاندماج الاجتماعي للعرب في إسرائيل لا يزال هشًا، وأن "المواطنة القانونية" لا تعني بالضرورة قبولًا مجتمعيًا كاملًا.

دلالات أوسع

صفقة علاء هنية ليست مجرد قضية عقارية؛ إنها مرآة تعكس عمق أزمة الهوية في إسرائيل. فهي تكشف عن التناقض بين دولة تُعرّف نفسها كـ"ديمقراطية" وتؤكد حرية السوق، لكنها في الواقع تُفرّق بين مواطنيها على أساس الدين والعرق.
كما تفضح أن معركة العرب في الداخل ليست فقط مع مؤسسات الدولة، بل أيضًا مع المجتمع نفسه، الذي يرى في كل عربي تهديدًا للهوية اليهودية.

عرب إسرائيل يملكون الهوية القانونية لكنهم محرومون من الاعتراف الكامل

قضية علاء هنية تضعنا أمام معادلة صعبة: عرب إسرائيل يملكون الهوية القانونية لكنهم محرومون من الاعتراف الكامل بالهوية الوطنية، بين اندماج ناقص، ورفض مجتمعي، وخطاب سياسي متطرف.
إنها قضية تكشف أن العرب في الداخل يعيشون على حافة الانتماء، بين وطن يرفضهم ومجتمع يحمّلهم وزر الصراع، ليظل سؤال الهوية مفتوحًا: هل هم مواطنون متساوون، أم مجرد "غرباء مقيمون" داخل دولة لا تريد الاعتراف بهم؟