القبض على شبكة تجسس دولية في صحراء العوينات

في واحدة من أخطر الضربات الأمنية التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، نجحت المخابرات الحربية والاستطلاع الليبية في تفكيك شبكة تجسس دولية شديدة الخطورة كانت تنشط على الحدود الثلاثية بين مصر وليبيا والسودان وتحديدًا في عمق صحراء العوينات وهي المنطقة النائية التي لطالما مثلت بُعدًا استراتيجيًا حساسًا في الجغرافيا الأمنية.
العملية، التي نُفذت بدقة وتكتم، أسفرت عن ضبط عناصر من الشبكة أثناء مباشرتهم لأنشطة استخباراتية حساسة لصالح أجهزة مخابرات عالمية، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة داخل أجهزة الاستطلاع الليبية.
أجهزة تجسس واتصالات بالأقمار الصناعية
عثر بحوزة أفراد الشبكة على كميات كبيرة من أجهزة التجسس المتقدمة، بالإضافة إلى معدات اتصالات تعمل بالإنترنت الفضائي، من بينها أجهزة ستارلينك التي تُستخدم في الاتصالات المشفرة عالية السرعة عبر الأقمار الصناعية، فضلًا عن هواتف "الثريا" المرتبطة بشبكات الاتصال الدولية والتي تُستخدم عادة في البيئات الصحراوية أو المناطق غير المغطاة بالشبكات المحلية.
دعم لوجستي واسع وتحرك أمريكي الصنع
ولم تتوقف المضبوطات عند المعدات التقنية، بل شملت عددًا من السيارات الأمريكية الصنع من نوع فورد تندرا المجهزة للطرق الصحراوية، إلى جانب كميات كبيرة من المواد البترولية، التي يُعتقد أنها كانت تُستخدم لتأمين الإمداد اللوجستي لعناصر الشبكة داخل الصحراء والجبال، ما يكشف عن مستوى تمويل مرتفع وحجم نشاط ميداني غير مسبوق.
نطاق عمليات واسع وتمويل ضخم
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الشبكة كانت تعمل بتنسيق مع جهات استخباراتية أجنبية وتهدف إلى جمع معلومات استراتيجية حول التحركات العسكرية والبنى التحتية على جانبي الحدود إضافة إلى رصد التحركات الأمنية في مناطق حساسة من ليبيا وجنوب مصر وشمال السودان.
كما تبين أن الشبكة كانت تستغل وعورة المنطقة وتداخل الحدود الثلاثية للتمويه عن أنشطتها، مدعومة بتمويل ضخم ومعدات تكنولوجية عالية التقنية تتيح لها العمل بعيدًا عن أعين أجهزة المراقبة التقليدية.
ردود فعل وتحركات أمنية
وقد أثارت هذه العملية ردود فعل واسعة في الأوساط الأمنية، حيث أُشيد بالتنسيق الاستخباراتي بين الأجهزة الليبية وجهات دولية معنية، وسط دعوات لتكثيف الرقابة على هذه المنطقة الحدودية شديدة الحساسية، التي باتت تشكل بؤرة نشاط للمهربين وشبكات التجسس العابرة للحدود.
كما يُنتظر أن تصدر السلطات الليبية قريبًا بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل العملية وأسماء الأطراف المتورطة، بالإضافة إلى نتائج التحقيقات الجارية.
رسالة أمنية صارمة
تبعث هذه العملية رسالة واضحة لكل الأطراف المتربصة بأمن المنطقة، مفادها أن الحدود لم تعد مكانًا آمنًا للتحركات السرية، وأن أجهزة المخابرات العربية بدأت تعتمد نهجًا استباقيًا في مواجهة التهديدات غير التقليدية، لا سيما تلك المرتبطة بالحروب السيبرانية والتجسس عبر الفضاء.