مجزرة المساعدات في غزة: مقتل 798 مدنياً منذ مايو أثناء بحثهم عن الغذاء وسط تصاعد الغارات الإسرائيلية

كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة عن حصيلة صادمة للضحايا في قطاع غزة حيث بلغ عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ نهاية مايو 798 شخصا على الأقل

وأكد المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن 615 من هؤلاء الضحايا قتلوا في محيط مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية منذ تاريخ 27 مايو أثناء تجمعهم لتلقي المساعدات في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر

تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة

يأتي هذا التقرير الأممي في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة حيث أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة عن مقتل 6 أشخاص على الأقل اليوم الجمعة نتيجة غارات جوية استهدفت مناطق شمالية من القطاع

غارات مباشرة علي مواطنيين عزل

وأوضح البيان الصادر عن الجهاز أن 5 من القتلى سقطوا نتيجة غارة مباشرة استهدفت مدرسة حليمة السعدية في منطقة جباليا النزلة والتي كانت تؤوي مئات النازحين الذين فروا من مناطق القتال بحثا عن الأمان

كما أشار الدفاع المدني إلى وقوع غارة أخرى في مدينة غزة أسفرت عن مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة دون أن تتوفر تفاصيل إضافية حتى اللحظة

توزيع المساعدات والموت في وقت واحد

وفي تطور آخر من وسط قطاع غزة أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات عن استقباله لعدد من الجرحى أصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية قرب إحدى نقاط توزيع المساعدات في المنطقة حيث كان المدنيون يتجمعون للحصول على ما يسد رمقهم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية

يذكر أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر أي تعليق رسمي بشأن تلك الغارات أو حوادث إطلاق النار الأخيرة التي طالت المدنيين في محيط مراكز الإغاثة فيما تواصل القوات الإسرائيلية تصعيد عملياتها العسكرية على امتداد قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الثاني والعشرين وسط أوضاع إنسانية متدهورة

أزمة غذائية حادة تزداد سوءا يوما بعد يوم

وتشير منظمات حقوقية محلية ودولية إلى أن القطاع يعاني من أزمة غذائية حادة تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب استمرار الحصار ومنع وصول الإمدادات الأساسية إضافة إلى الدمار الكبير الذي طال البنية التحتية ومراكز الإيواء والمستشفيات

في الوقت نفسه حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار هذه الهجمات ضد المدنيين خاصة في محيط مراكز توزيع المساعدات يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقد يرقى إلى جرائم حرب مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف إراقة الدماء وضمان وصول المساعدات دون عوائق

أكثر من مليون شخص في ظروف نزوح قسري بلا مأوى

ويواجه سكان غزة أوضاعا معيشية مأساوية حيث يعيش أكثر من مليون شخص في ظروف نزوح قسري بلا مأوى ولا غذاء كاف بينما تتصاعد التحذيرات من خطر المجاعة وانتشار الأوبئة في المخيمات العشوائية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة

وتستمر الأزمة وسط غياب أي أفق لحل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرا والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى ودمرت غالبية أحياء القطاع الساحلي الذي يعيش أسوأ أزماته منذ عقود