المسلماني يدق ناقوس الخطر: ثقافة التريند تهدد وعي المصريين والأمن القومي

حذّر رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، أحمد المسلماني، من خطورة ما سماه بـ"ثقافة التريند" وتأثيرها المدمر على الأمن القومي والوعي الجمعي، وذلك خلال مشاركته في أعمال منتدى دبي للإعلام يوم الأربعاء.
وأوضح المسلماني أن هذه الثقافة، التي باتت تهيمن على ساحات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تقوم على السطحية والابتذال والشخصنة، مشيراً إلى أنها لا تساهم إلا في تشتيت المجتمع عن المسارات الجادة للعلم والعمل والابتكار، وتحويل اهتماماته إلى قضايا هامشية بلا قيمة حقيقية.
وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام:
"ثقافة التريند تدمر جدول الأعمال الجاد لأي مجتمع، وتفرض أولويات تتسم بالتفاهة والانحدار، كما أنها تبعد الناس عن حركة العلم وتطورات المعرفة العالمية، لتسلط الضوء على صغائر الأمور وصغار البشر".
تهديد حقيقي للأمن القومي
اعتبر المسلماني أن هذه الظاهرة الإعلامية والثقافية تشكل رافدًا جديدًا من روافد تهديد الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن التعامل معها لا يجب أن يكون بسطحية أو تجاهل، بل يستدعي اليقظة العقلية ورفع حالة الطوارئ الفكرية لمواجهتها. كما دعا إلى ضرورة إعادة ضبط البوصلة الإعلامية لتوجيه اهتمام المجتمع نحو القضايا الجوهرية والتنموية، لا نحو الإثارة الفارغة والترويج للتفاهة.
انتقاد لمفهوم "الإعلام للإعلام" و"الفن للفن"
وفي سياق حديثه، شن المسلماني هجومًا على ما وصفه بـ"الإعلام للإعلام" ومقولة "الفن للفن"، موضحًا أن الإعلام ليس مجرد وسيلة ترفيهية أو منصة للنجومية، بل هو ركيزة من ركائز المشروع الحضاري للدولة، يحمل رسالة وطنية ويؤدي دورًا محوريًا في بناء الوعي وتعزيز القيم المجتمعية.
وقال:
"من الخطأ أن نقارن إعلامنا بالنموذج الأمريكي، ففي الولايات المتحدة لا تقود التسلية المجتمع، بل الجامعات ومراكز الفكر والشركات الكبرى والنخب العلمية والثقافية. أما عندنا، فإن التسلية باتت تقود المحتوى وتحدد المزاج العام".
دعوة إلى العودة لمسار الإبداع والمعرفة
وختم المسلماني كلمته بدعوة واضحة إلى الابتعاد عن نمط التسلية الفارغة الذي يغزو المنصات الإعلامية والاجتماعية، والتركيز على قيم الإبداع، والابتكار، وعدد براءات الاختراع، وفائض المعرفة، باعتبارها مؤشرات حقيقية لتقدم الأمم. كما شدد على أن القراءة الصحيحة للغرب يجب أن تكون من خلال ما يملكه من قوة معرفية وتكنولوجية، لا من خلال ما يُصدَّر للعالم من محتوى ترفيهي خادع.