حجاج إسبان يصلون إلى سوريا على ظهور الخيل في طريقهم إلى مكة إحياءً لتراث الأجداد

وصل عدد من الحجاج القادمين من إسبانيا إلى الأراضي السورية على ظهور الخيول، عبر معبر السلامة الحدودي في مدينة إعزاز شمالي حلب، وذلك في طريقهم إلى أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، في مبادرة فريدة تُحيي تقاليد أسلافهم المسلمين الذين كانوا يقصدون الديار الحجازية من أقاصي الأرض.
رحلة الإيمان على صهوة الأصالة
انطلقت القافلة من الأراضي التركية نحو سوريا، حيث عبر الحجاج الحدود على صهوة خيول عربية أصيلة، يتبعهم موكب من السيارات التي تؤمّن الرحلة وترافقهم في الطريق.
وقد استُقبل الحجاج بالأهازيج الشعبية والتصفيق من قبل الأهالي والمسؤولين المحليين، في مشهد طغت عليه الفرحة والانبهار بربط الماضي بالحاضر.
???????? مغربي من إسبانيا: سوريا بلدي الثاني
أحد المشاركين في الرحلة، وهو مواطن مغربي مقيم في إسبانيا، عبّر عن سعادته بهذه التجربة قائلاً:
"التحقت برحلة الحج على الخيول فور سماعي عنها، أحب سوريا وأعتبرها وطني الثاني، ونحن مسحورون بترحيب أهلها ودخولنا أرضها".
سوريا محطة الحجاج التاريخية
منذ قرون، كانت سوريا محطة مركزية على طريق الحج البري، حيث كانت تمر بها القوافل القادمة من شمال إفريقيا والأندلس وتركيا والشام.
وقال أحد المسؤولين في معبر السلامة:
"فرحنا كثيرًا برؤية هذه القافلة، لقد أعادت لنا ذكريات الأجداد الذين كانوا يقصدون مكة عبر سوريا سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيول".
السعودية تستعد لموسم الحج 1446 هـ
تزامنًا مع هذه الرحلة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن مجموعة من الترتيبات والإجراءات الجديدة لموسم الحج لعام 1446 هجري، تشمل:
-
تعزيز الإجراءات الأمنية.
-
توفير الدعم الطبي واللوجستي.
-
تسهيل مرور الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم عبر المنافذ البرية والجوية.
وتؤكد المملكة على توفير بيئة آمنة وروحانية لجميع الحجاج لأداء مناسكهم بأمان وطمأنينة.
طريق الحنين والإيمان و تقاليد تُبعث من جديد
في عصر الطائرات والقطارات، قرر هؤلاء الحجاج أن يعودوا إلى الجذور، وأن يسلكوا طريق الحنين والإيمان، متحدّين مشقة الطريق وطول المسافة، حاملين رسالة حب وسلام، وموصّلين صدى التاريخ إلى الحاضر.
شعيرة دينية، و تجربة حضارية وإنسانية
في مشهد نادر وعابق بروح التاريخ، وصل حجاج إسبان إلى سوريا على صهوة الإيمان ودفء التقاليد، مجسدين الرحلة التي كانت قبل قرون، على أمل أن يكون حجهم هذا العام ليس فقط شعيرة دينية، بل تجربة حضارية وإنسانية لا تُنسى.