وزارة التعليم الأسرائيلية تزيف التاريخ علنا وتقول ان مصر هي السبب في حرب أكتوبر

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، هاجم الإعلام العبري وزارة التعليم الإسرائيلية بعد اتهامها مصر بالتسبب في حرب أكتوبر 1973. الصحيفة الإسرائيلية "هاآرتس" كشفت عن تعديلات جديدة في المناهج الدراسية تهدف إلى تحميل مصر المسؤولية الكاملة عن اندلاع الحرب، متجاهلة دور الاحتلال الإسرائيلي لسيناء. فما هي تفاصيل هذه القضية، وما تداعياتها على الرواية التاريخية؟
وزارة التعليم الإسرائيلية تُحمّل مصر مسؤولية الحرب
أصدرت وزارة التعليم الإسرائيلية تعليمات جديدة تشير إلى أن مصر كانت السبب الرئيسي في اندلاع حرب أكتوبر 1973. وفقًا للتوجيهات، سيتم تعليم الطلاب أن الحرب اندلعت بسبب "إصرار مصر على انسحاب إسرائيل من سيناء"، متجاهلة حقيقة أن إسرائيل رفضت مبادرات السلام المصرية قبل الحرب.
. انتقادات حادة من الإعلام العبري
هاجمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية هذه التعديلات، واصفة إياها بمحاولة لتشويه التاريخ وفرض رقابة على الرواية الحقيقية. الصحيفة أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات الحكومة الإسرائيلية تعزيز صورة إسرائيل كـ"ضحية دائمة"، متجاهلة أي تحليل نقدي لأسباب الحرب.
. توجيهات سياسية من نتنياهو وكيش
جاءت هذه التعديلات بتوجيهات من يوآف كيش، وزير التعليم المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. الصحيفة أشارت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة كتابة الماضي لتبرير سياسات إسرائيل الحالية، خاصة فيما يتعلق بالاحتلال والصراع العربي الإسرائيلي.
تجاهل مبادرات السلام المصرية
وفقًا لتقارير "هاآرتس"، فإن التعديلات الجديدة تمنع الطلاب من الإجابة بأن إسرائيل رفضت مبادرات السلام المصرية قبل الحرب. بدلاً من ذلك، سيتم تعليمهم أن مصر هي التي أصرت على انسحاب إسرائيل من سيناء، متجاهلة وثائق تاريخية تثبت عكس ذلك.
تداعيات إعادة كتابة التاريخ
هذه الخطوة تثير تساؤلات حول مدى مصداقية الرواية التاريخية التي تقدمها إسرائيل. الصحيفة تساءلت: هل كل الحروب التي خاضتها إسرائيل كانت "عادلة وضرورية"؟ وهل الضحايا سقطوا دفاعًا عن الدولة أم من أجل الاحتفاظ بالأراضي المحتلة؟
دور التاريخ في تشكيل الوعي الجماعي
تعديلات وزارة التعليم الإسرائيلية تثير جدلًا واسعًا ليس فقط حول حرب أكتوبر 1973، ولكن أيضًا حول دور التاريخ في تشكيل الوعي الجماعي. في وقت تحاول إسرائيل تعزيز روايتها التاريخية، يبدو أن هناك مقاومة داخلية من قبل بعض الأصوات الإعلامية والأكاديمية التي ترى في هذه الخطوة تشويهًا للحقيقة.