الصباح اليوم
الإثنين 29 ديسمبر 2025 09:21 مـ 9 رجب 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق شركة مساهمة مصرية
«لص يعترف بلص».. اعتراف إسرائيل بأرض الصومال يفتح باب الفوضى ويستفز القانون الدولي الولايات المتحدة تشهد أسرع تحوّل ديني في تاريخها الحديث.. أرقام صادمة وتأثيرات اجتماعية عميقة موعد عرض مسلسل تحت الأرض.. دينيز أكتاش يواجه صدمة حبيبته في أحضان صديقه شاهد مسلسل على صدى الخلخال الحلقة 148.. جناك تواجه التحديات وتصل إلى نهائيات الرقص شاهد مسلسل العائلة هي الامتحان الحلقة 1.. دراما تركية مشوقة تجمع بين الماضي والحاضر شاهد مسلسل وأزهر الحب الحلقة 74.. مواجهة نارية بين كيري ويوج ولاتا وتوتر كبير في الأحداث شاهد مسلسل المرسى الحلقة 55.. مواجهة نارية بين خولة ونوال وتوتر كبير في المزرعة مجموعة مصر .. أنجولا تسقط في كمين زيمبابوي وتعادل مثير يشعل حسابات التأهل شاهد مسلسل شراب التوت الحلقة 119.. نيلاي ووالدتها يفتتحان متجرًا للهدايا بموافقة عبدالله أونال يلاشوت بلس 4k.. بث مباشر مباراة مصر وجنوب إفريقيا اليوم في كأس أمم إفريقيا 2025 تشكيلة منتخب مصر أمام جنوب أفريقيا في كأس الأمم الإفريقية 2026 ترتيب مجموعة مصر في كأس الأمم الأفريقية 2026 بعد مباراة أنجولا وزيمبابوي

أسرار السياسة

أروي الشاعر تكتب: في زمنٍ يظن فيه الجهلة بالتاريخ أن بإمكانهم إعادة رسم الخرائط

الدكتورة أروي الشاعر
الدكتورة أروي الشاعر

في زمنٍ يظن فيه الجهلة بالتاريخ أن بإمكانهم إعادة رسم الخرائط وفق أهوائهم، يقف الشعب الفلسطيني كالجبل الصامد، يُثبت للعالم مرةً تلو الأخرى أن هذه الأرض ليست مجرد بقعة جغرافية تُشترى وتُباع، بل هي هوية متجذرة، وحقٌ لا يسقط بالتقادم. ولعل آخر من أصيب بجنون العظمة وتوهم أن بمقدوره اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم هو دونالد ترامب، الذي لا يزال يحلم بأنه يتحكم بمصير الشعوب كما يتحكم في عقاراته المشبوهة وأمواله المتدفقة من داعميه. يبدو أنه لم يستفق بعد من أوهام الهيمنة، ما زال يحسب العالم رقعة شطرنج يحركه كما شاء، وأن غزة أرض معروضة في مزاد، وأن فلسطين سلعة قابلة للمساومة، لكنه نسي بأن عهد الإمبراطوريات قد سقط وأن الأرض التي رُويت بالدم لا تُشترى بالمال، وأن الشعوب التي تعمدت بالمقاومة لا تُهزم بقرارات المهووسين بالسلطة.

وهم ترامب وشراء غزة

إنّ وهم ترامب بلغ حدّ الاعتقاد بأنّ مئة مليون دولار من ماريان أدلسون كفيلة بشراء غزة وضم الضفة الغربية وكأنها قطعة في لعبة "مونوبولي"، متناسيًا أن فلسطين لم تكن يومًا للبيع، وأن كل من سبقوه من الطغاة والمستعمرين رحلوا ولم يتركوا سوى بصمات العار في كتب التاريخ. هل نسي هذا المعتوه أن الاستعمار البريطاني، الذي كان يملك من القوة ما لا تملكه أميركا اليوم، انهار أمام ثورات الشعوب؟ هل غفل عن مصير الاحتلال الفرنسي في الجزائر، الذي رغم محاولاته لطمس الهوية، لفظه الجزائريون كما سيُلفظ هو ومن يدعمه من الصهاينة المتطرفين؟

التاريخ مليء بالدروس التي تُثبت أن الشعوب المتمسكة بحقوقها

ألا يتذكر ترامب مصير نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث انتصرت إرادة الشعب على قوى القمع والتمييز؟ أم تناسى كيف هزمت فيتنام، الدولة الصغيرة، أقوى جيوش العالم بإرادتها الصلبة وصمودها الأسطوري؟ إنّ التاريخ مليء بالدروس التي تُثبت أن الشعوب المتمسكة بحقوقها وهويتها لا تُهزم، مهما بلغت قوة المستعمرين.

فلسطين ليست كازينو في لاس فيغاس

إن ترامب، بجنون عظمته، يظن أن بإمكانه التحكم بمستقبل فلسطين بمجرد توقيع اتفاقيات مع مجرمي الحرب مثل نتنياهو، الذي استقبله بالأحضان بدلًا من الدفع به إلى محكمة جرائم الحرب الدولية. لكنه يجهل أن فلسطين ليست كازينو في لاس فيغاس، وأنه مهما حاول لتكرار سيناريوهات الاستعمار البائدة وتدويره بأساليب حديثة في فلسطين محكومة بالفشل، فالشعب الفلسطيني، بجذوره الضاربة في عمق التاريخ، لن يسمح بتمرير مخططات تهدف إلى اقتلاعه من أرضه. وكما فشلت كل محاولات الاستعمار السابقة، سيفشل ترامب ومن يدعمه من الصهاينة المتطرفين في كسر إرادة هذا الشعب البطل، يقف الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة هذه الإمبريالية الصهيونية، مدافعًا ليس فقط عن أرضه وحقوقه، بل عن قيم العدالة والحرية التي يسعى العالم لتحقيقها. إن صمود الفلسطينيين يمثل مقاومة حقيقية للهيمنة التي تحاول فرضها قوى الاستعمار الحديث، ويعكس إرادة لا تنكسر في وجه الظلم والقهر.

إن التاريخ يعيد نفسه، فكما تعرض الهنود الحمر للإبادة والتهجير على يد المستعمرين الأوروبيين، يظن الوقح ترامب أنه يستطيع تكرار ذلك مع الفلسطينيين باسم الإمبريالية الحديثة. لكن، كما فشلت تلك المحاولات في القضاء على روح الشعوب الأصلية، سيفشلون اليوم في كسر إرادة الفلسطينيين الذين يثبتون يومًا بعد يوم أنهم أصحاب الحق والأرض، وأنهم باقون ما بقي التاريخ.

أريحا، أقدم مدينة مأهولة في التاريخ.

فمنذ آلاف السنين، كانت فلسطين موطن الفلسطينيون الكنعانيون، الذين بنوا أريحا، أقدم مدينة مأهولة في التاريخ. تعاقبت على هذه الأرض حضاراتٌ كثيرة، لكن الفلسطينيين ظلوا ثابتين، يتوارثون حب الأرض كأنها جزءٌ من دمهم. حاول الغزاة عبر القرون تغيير هذه الحقيقة، لكنهم رحلوا، وبقيت فلسطين لأهلها، الذين يحرسونها بالدم والتاريخ والإيمان.
ليس غريبًا أن يحاول الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية، فهو يدرك أن الثقافة هي خط الدفاع الأول عن الأرض. لكن الفلسطينيين حافظوا على تراثهم رغم المحن، فالثوب المطرز والدبكة الشعبية والأغاني التراثية كلها شواهد على أن الهوية لا تُسرق، مهما حاول المحتل أن يفرض واقعًا جديدًا.

الصفقة وقلب الوطن

في قلب هذه المؤامرة ، تقف القدس، المدينة التي رآها ترامب مجرد “صفقة”، فيما يراها الفلسطينيون قلب وطنهم. شوارعها العتيقة، مآذنها، كنائسها، أسواقها التي تفوح منها رائحة التاريخ، حاول الغزاة طمس هويتها مرارًا، لكنها بقيت كما كانت، عصيّة على الاستسلام، شاهدة على صمود الفلسطينيين أمام أكبر مشاريع الاستعمار في العصر الحديث.

في تناقض صارخ، يصف ترامب الرهائن الإسرائيليين الثلاثة الذين أُطلق سراحهم بأنهم "نحيفون وهزيلون" ويشبهون الناجين من الهولوكوست، معبّرًا عن قلقه العميق تجاه حالتهم. في الوقت نفسه، يتجاهل تمامًا معاناة أكثر من 10,400 أسير فلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ وشباب يقبعون في السجون الإسرائيلية، بينهم 5150 اعتُقلوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.

هؤلاء الأسرى الفلسطينيون يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية. وفقًا لتقارير حقوقية، تشمل هذه الانتهاكات الضرب المبرح، الإذلال، التجويع، والاعتداءات الجنسية. وقد وثّقت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن السجون الإسرائيلية تعمل كـ"معسكرات تعذيب" للفلسطينيين، من بين هذه الحالات المروعة، حالة الطفل الفلسطيني الذي أُطلق سراحه مؤخرًا بيدين مكسورتين، نتيجة للتعذيب الوحشي الذي تعرض له. هذه الجرائم المستمرة تُظهر الازدواجية الصارخة في مواقف ترامب، الذي يتجاهل معاناة آلاف الفلسطينيين بينما يذرف دموع التماسيح على ثلاثة رهائن إسرائيليين.

ظروف أهل غزة نتيجة مباشرة للحصار الصهيوني والاحتلال

علاوة على ذلك، يدّعي ترامب أن أهل غزة يعيشون في ظروف قاسية، ويقترح ترحيلهم كحل لهذه المعاناة، متناسيًا أن هذه الظروف هي نتيجة مباشرة للحصار الصهيوني والاحتلال الذي يبتلع يوميًا المزيد من الأراضي الفلسطينية. إن هذا الطرح ليس إلا محاولة لتبرير سياسات التطهير العرقي والتهجير القسري التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

إن هذه المواقف تكشف عن نفاق وإجرام ترامب، الذي يتجاهل حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، ويبرر جرائم الاحتلال تحت ستار الإمبريالية الحديثة. لكن، كما فشلت كل محاولات الاستعمار السابقة، سيفشل ترامب ومن يدعمه من الصهاينة المتطرفين في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي سيبقى صامدًا على أرضه، مدافعًا عن حقوقه وكرامته.

ترامب وأمثاله يتوهمون أن بإمكانهم إعادة هندسة العالم وفق مقاييس القوة والمال، لكنهم يتجاهلون حقيقة ثابتة: أن الشعوب لا تُهزم بالإملاءات، ولا تُكسر بالقرارات السياسية الظالمة. من ثورة البراق إلى الانتفاضات المتكررة، لم يتوقف الفلسطينيون عن النضال، لأنهم يدركون أن الحق يُنتزع ولا يُوهب، وأن التاريخ لا يرحم من يتخاذل عن أرضه.

ختاماً اقول لترامب وأمثاله من الصهاينه :
إننا هنا في فلسطين باقون منذ آلاف السنين، كشجر الزيتون والبحر والجبال، لن تهزنا كل الرياح العابرة. فكما قال الشاعر الفلسطيني توفيق زياد:
"هنا باقون كأننا عشرون مستحيلاً في اللد، والرملة، والجليل"

وكما قال الشاعر محمود درويش:
"سجّل، أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعدَ صيفْ فهلْ تغضبْ؟"
نحن الجذور الراسخة في هذه الأرض، نمتد عميقًا في تاريخها، ونستمد قوتنا من صمودنا وإيماننا بعدالة قضيتنا. لن تزعزعنا محاولات الطمس أو الاقتلاع، ففلسطين في قلوبنا، ونحن فيها باقون، نرسم مستقبلنا بأيدينا، ونحمي تراثنا وهويتنا بأرواحنا.

وكما قال الشاعر سميح القاسم، أقولها لترامب والصهاينة:
"تقدموا تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم"

سنبقى ثابتون كالجدار، نواجه كل التحديات بعزيمة لا تلين، ونؤمن بأن الحق معنا، وأن النصر حليف من يصبر ويصمد.
فلسطين هي روح تسري في عروقنا، وقضية نحملها في قلوبنا، وسنظل ندافع عنها حتى آخر رمق.

يجب أن يدرك العالم أن دعم الظلم والاحتلال لا يجلب سوى المزيد من المعاناة وعدم الاستقرار. إن الوقوف مع الحق والعدالة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، والشعب الفلسطيني، بصموده وثباته، يقدم للعالم درسًا في الكرامة والإباء.

الدكتورة أروى محمد الشاعر، هي ابنة العميد محمد الشاعر وهو من الضباط المؤسسين لجيش التحرير الفلسطيني وأول سفير فلسطيني في الاتحاد السوفييتي، بالإضافة فهو من اهم المفكرين والكتاب الفلسطينيين …

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى29 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.6637 47.7637
يورو 56.0525 56.1845
جنيه إسترلينى 64.2555 64.4189
فرنك سويسرى 60.2880 60.4451
100 ين يابانى 30.4892 30.5551
ريال سعودى 12.7076 12.7350
دينار كويتى 154.7573 155.2080
درهم اماراتى 12.9757 13.0065
اليوان الصينى 6.8022 6.8171

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6665 جنيه 6640 جنيه $139.22
سعر ذهب 22 6110 جنيه 6085 جنيه $127.62
سعر ذهب 21 5830 جنيه 5810 جنيه $121.81
سعر ذهب 18 4995 جنيه 4980 جنيه $104.41
سعر ذهب 14 3885 جنيه 3875 جنيه $81.21
سعر ذهب 12 3330 جنيه 3320 جنيه $69.61
سعر الأونصة 207240 جنيه 206525 جنيه $4330.13
الجنيه الذهب 46640 جنيه 46480 جنيه $974.52
الأونصة بالدولار 4330.13 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى