تُعطل الدراسة في 38 مدرسة بسبب مولد سيدي إبراهيم الدسوقي في كفر الشيخ
تعيش مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ حالة من الاستعدادات المكثفة لاستقبال مئات الآلاف من الزائرين احتفالًا بـ مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، أحد أبرز أولياء الله الصالحين في مصر والعالم الإسلامي، حيث تشهد المدينة أجواء روحانية وشعبية مميزة تمتد على مدار أسبوع كامل، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة.
وفي إطار هذه الاستعدادات، قررت السلطات المحلية تعطيل الدراسة في 38 مدرسة تقع في نطاق محيط الاحتفالات، حرصًا على سلامة الطلاب والأهالي، نظرًا للكثافة البشرية الكبيرة المتوقع توافدها من مختلف المحافظات.
قرار إداري لحماية الطلاب
أصدر وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ الدكتور علاء جودة تعليماته بتعطيل الدراسة في المدارس الواقعة بالقرب من ساحة المولد والمساجد المحيطة بها، وذلك بعد موافقة اللواء علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ.
وأوضح جودة أن القرار جاء في إطار الحرص على سلامة التلاميذ، نتيجة توافد أعداد ضخمة من الزوار وأنصار الطرق الصوفية من أنحاء الجمهورية، مؤكدًا أن الأيام المقبلة ستشهد إجراءات مرورية استثنائية وإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى المدارس الواقعة في محيط الاحتفال.

مدة تعطيل الدراسة
بحسب القرار الإداري، فإن الدراسة ستتوقف لمدة 6 أيام في 5 مدارس تقع داخل نطاق الاحتفالات بمدينة دسوق، بينما ستُعطل لمدة 3 أيام في 33 مدرسة أخرى بالمناطق المحيطة، على أن تستأنف العملية التعليمية فور انتهاء المولد يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025.
وتشمل المدارس المغلقة كلاً من:
-
مدرسة دسوق الإعدادية القديمة.
-
مدرسة العارف بالله إبراهيم الدسوقي الابتدائية.
-
مدرسة الثانوية التجارية بنات.
-
مدرسة النيل الابتدائية.
-
مدرسة السيدة زينب الرسمية.
لطرق الصوفية تستعد للاحتفال
تستعد الطرق الصوفية لإطلاق فعاليات المولد وسط أجواء احتفالية كبيرة تمتد على مدى أسبوع، تتخللها حلقات ذكر ومدائح نبوية ومجالس علمية، إضافة إلى موكب ضخم ينطلق من مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بمشاركة مشايخ الطرق ومريديهم.
ومن المتوقع أن يشارك في الاحتفال أكثر من مليون زائر من داخل وخارج محافظة كفر الشيخ، مما يجعل مولد الدسوقي من أكبر الموالد الصوفية في مصر بعد مولد الإمام الحسين والسيدة زينب والإمام البدوي.
إجراءات أمنية ومرورية مشددة

أعلنت الأجهزة التنفيذية والأمنية عن خطة لتأمين الاحتفالات، تشمل انتشار مكثف لقوات الشرطة في محيط المسجد وساحات الذكر، وتخصيص ممرات خاصة للمشاة، إلى جانب إنشاء نقاط إسعاف متنقلة للتعامل مع أي طارئ.
كما تم التنسيق مع إدارة المرور لإغلاق بعض الشوارع الرئيسية، وتخصيص مواقف مؤقتة للحافلات القادمة من المحافظات المجاورة.
أجواء روحانية ومشهد تراثي
يعد مولد سيدي إبراهيم الدسوقي أحد أبرز المظاهر الدينية الشعبية في مصر، حيث يجمع بين الروحانية الصوفية والتراث الشعبي، ويتحول وسط المدينة إلى لوحة نابضة بالحياة تمتزج فيها الأذكار والمواكب والأطعمة الشعبية.
ويحرص المشاركون على زيارة ضريح الولي الدسوقي والتبرك به، مع أداء الصلوات في مسجد دسوق الكبير الذي يشهد الزحام الأكبر خلال الليالي الختامية.
من هو سيدي إبراهيم الدسوقي؟
يُعد سيدي إبراهيم الدسوقي (632هـ – 676هـ) من كبار الأولياء الصالحين في مصر، وينحدر نسبه من آل بيت النبي محمد ﷺ.
أسس الطريقة الدسوقية، وهي إحدى الطرق الصوفية المعروفة في العالم الإسلامي، واشتهر بعلمه وزهده وكراماته التي جعلته من أبرز رموز التصوف في مصر، ويقصد مقامه سنويًا آلاف الزائرين من داخل البلاد وخارجها.





