د مصطفى راشد يكتب : الطفل الذى أبكانى

أمس الأحد 5 أكتوبر 2025 كان عندى تسجيل حلقة مناظرة مع زميل أزهرى عن بعض أبحاثى الدينية فى بودكاست استوديو نيوز روم بالدقى بالقاهرة ولأنى سكندرى أترك سيارتى القديمة التى لا تقوى على مشوار طويل بموقف الأسكندرية واتوجه للقاهرة بالمواصلات وحين عودتى من القاهرة قررت اللحاق بقطار السادسة المغرب السريع فهو لا يتوقف إلا فى طنطا لذا يستحق الوزير النشيط كامل الوزير التحية
طفل يبيع الحظاظات ويحمل الحياة فوق كتفيه
وبالفعل توجهة وحصلت على تذكرة بالواسطة رغم أنى وجدت القطار نصفه فاضى وأنا أرى القطار من أفضل المواصلات المريحة والمكيفة والأمنة لذا انتهز الوقت بالقطار للقراءة وأثناء انهماكى فى القراءة فوجئت بطفل تقريبا فى عمر ابنى الصغير يوسف يحمل كرتونة على كتفه يبيع حظاظات وسلاسل أطفال بخمسه وعشره جنيه ويعرض البضاعة على كل راكب وراكبة وهو يمشى بين المقاعد ولا أحد يشترى فتأثرت بوضع الطفل الصغير وهو يلبس شبشب وبيلف على رجليه ليلا وتخيلت أن يكون أبنى يوسف مكانه وحينما أقترب من الطفل البائع من مقعدى قررت أن أعطيه نصف مافى جيبى وفوجئت بعزة نفس الطفل الشديدة ورفضه لأخذ مال دون شراء فأقسمت عليه عدة مرات ووضعت المال فى جيبه وقبلت رأسه وقلتله عيب تكسر قسمى فأخذهم مرغما ،وبعد أن ذهب وجدت دموعى تنسال، لأن أقران هذا الطفل يلعبون وتأتيهم اللعب والطعام إلى فراشهم ،
بحث عن “يوسف الصغير” بين العربات
قررت أن أعرف قصة هذا الطفل فقمت من مقعدى ابحث بين العربات والقطار مسرعا عن هذا البائع الصغير، الذى ألقت به الحياة فى هذه الظروف فى مجتمع لايعرف الرحمة، لأن بلاد الكفار تحمى الأطفال حيث توفر لهم التعليم المجانى ومرتب شهرى حتى لايعمل ويعيش طفولته ،، وبعد بحث شاق وجدت الطفل مستلقى على كرسى فاضى من التعب فوقف احتراما وابتسم حين رأنى ،فقلت له أجلس ووقفت أنا أسأله عن نفسه
نداء للضمير الحي
وطلبت منه كل بياناته والقيت عليه بعض الأسئلة فقال أسمه/ يوسف محمد غدية طالب بتانيه إعدادى يعول أمه وأخته وهو من المحلة الكبرى الجمهورية شارع المصرف ورقم تليفونه 01091513666 وأنا هنا أذكر كل بياناته لعله يجد رحمة من الهيئة القومية للطفل ومن وزارة الشئون الإجتماعية أو من المحافظ أو مدير مدرسته أو جيرانه او من يحجون ويعتمرون مرات ومرات أو أو من يدعون الإيمان والرحمة وهم ابعد مايكونون عن ذلك وحينما وصل القطار بنا لسيدى جابر بالأسكندرية قررت تودين البائع الصغير يوسف وعرضت عليه اى خدمه واين سيبيت وعرضت عليه أن يتفضل عندى بالبيت فقال انه هياخد القطار اللى بيرجعه للمحلة الساعة 12 نصف الليل لأن عنده مدرسة صباحا فتألمت أكثر وقبلت رأسه للمرة التانية لعله يغفر لنا ماصنعه به الناس وبلاد المؤمنين .