المونوريل في مصر.. ثورة في وسائل النقل الذكية تربط العاصمة الإدارية و6 أكتوبر بالقاهرة الكبرى

يشهد قطاع النقل في مصر طفرة حقيقية خلال السنوات الأخيرة، مع التوسع في مشروعات النقل الذكي والمستدام التي تستهدف ربط المدن الجديدة بالمناطق الحيوية داخل القاهرة الكبرى. ويأتي مشروع المونوريل كأحد أبرز هذه المشروعات العملاقة التي تُجسد رؤية الدولة المصرية في تطوير البنية التحتية وتخفيف الزحام المروري ودعم التحول نحو وسائل نقل نظيفة وسريعة وآمنة.

ما هو المونوريل؟

المونوريل هو قطار أحادي السكة يسير على قضيب خرساني مرتفع عن سطح الأرض، ويعمل بالكهرباء بالكامل دون أي انبعاثات كربونية، ما يجعله صديقًا للبيئة. يتميز بسرعته العالية، التي تصل إلى 90 كيلومترًا في الساعة، وبتقنيات حديثة تشمل أنظمة تحكم أوتوماتيكية تمنع أي تدخل بشري أثناء التشغيل، مما يجعله من أكثر وسائل النقل أمانًا في العالم.

خطوط المونوريل في مصر وخريطة سيره

تعمل الحكومة المصرية على تنفيذ خطين رئيسيين للمونوريل، أحدهما في شرق القاهرة والآخر في غربها، لتغطية أهم المناطق الحضرية الجديدة.

1. مونوريل العاصمة الإدارية (شرق القاهرة)

• الطول: نحو 56.5 كيلومترًا.

• عدد المحطات: 22 محطة رئيسية.

• نقطة البداية: الاستاد بمدينة نصر.

• نقطة النهاية: العاصمة الإدارية الجديدة.

• أبرز المحطات: الاستاد – الحي السابع – وزارة الدفاع – الشروق – بدر – المنطقة الصناعية – الدائري الأوسطي – المدينة الطبية – العاصمة الإدارية.

• مدة الرحلة: من 45 إلى 50 دقيقة فقط.

يخدم هذا الخط مئات الآلاف من الموظفين والمترددين على العاصمة الجديدة يوميًا، ويُعد الوسيلة الرئيسية لربط العاصمة الإدارية بالقاهرة دون الحاجة لاستخدام السيارات الخاصة.

2. مونوريل 6 أكتوبر (غرب القاهرة)

• الطول: حوالي 42 كيلومترًا.

• عدد المحطات: 13 محطة رئيسية.

• نقطة البداية: محطة وادي النيل بالمهندسين.

• نقطة النهاية: المنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر.

• أبرز المحطات: وادي النيل – جامعة الدول العربية – الطريق الدائري – هايبر وان – جهينة – الحصري – المنطقة الصناعية.

• مدة الرحلة: من 35 إلى 40 دقيقة.

ويُعد هذا الخط جزءًا مهمًا من خطة الربط بين محافظتي الجيزة والقاهرة، حيث سيساهم في تخفيف الضغط على محور 26 يوليو والدائري.

أسعار تذاكر المونوريل في مصر

وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن وزارة النقل المصرية، فإن أسعار تذاكر المونوريل ستكون قابلة للتدرج حسب عدد المحطات، بما يضمن توفير الخدمة لجميع الفئات الاجتماعية بأسعار مناسبة.

• التذكرة المبدئية: تبدأ من 20 جنيهًا لأول 5 محطات.

• التذكرة المتوسطة: من 25 إلى 35 جنيهًا لمسافات متوسطة.

• الحد الأقصى للتذكرة: نحو 50 جنيهًا للرحلة الكاملة بين أول وآخر محطة.

وسيتم تطبيق نظام إلكتروني موحد للدفع باستخدام كروت ذكية أو تطبيقات إلكترونية على الهواتف المحمولة، مما يجعل التجربة أكثر سهولة وسرعة.

مواعيد تشغيل المونوريل

من المقرر أن يعمل المونوريل على مدار 16 ساعة يوميًا، من الساعة 6 صباحًا وحتى 10 مساءً، مع إمكانية زيادة المدة في الأعياد والمناسبات الرسمية. كما تُجرى التجارب التشغيلية حاليًا على خط العاصمة الإدارية تمهيدًا للافتتاح الرسمي خلال العام الجاري.

الجهات المنفذة والمواصفات الفنية

يُنفّذ المشروع بواسطة تحالف مصري-دولي يضم شركتي أوراسكوم للإنشاءات وألستوم الفرنسية، وتتم أعمال التنفيذ وفق أعلى المعايير العالمية في الأمان والجودة.
ويعمل المونوريل بنظام التشغيل الآلي الكامل (Driverless)، وتصل سعة القطار الواحد إلى نحو 600 راكب، مع فواصل زمنية بين القطارات لا تتجاوز دقيقتين في أوقات الذروة.

الأثر البيئي والاقتصادي للمشروع

يُعد المونوريل خطوة استراتيجية في التحول نحو النقل الأخضر الذي أعلنته مصر ضمن رؤية 2030. فالمشروع سيسهم في:

• تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن السيارات.

• تخفيف الازدحام المروري في القاهرة الكبرى.

• توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة أثناء التنفيذ والتشغيل.

• رفع كفاءة الربط بين المدن الجديدة والمناطق السكنية القديمة.

التكامل مع وسائل النقل الأخرى

يأتي المونوريل متكاملًا مع القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، ومترو الأنفاق، ووسائل النقل الجماعي الذكي، ليُشكّل شبكة موحدة تربط شرق القاهرة بغربها في منظومة نقل حضارية متطورة.

نقلة نوعية في تاريخ النقل الجماعي

يمثل مشروع المووريل في مصر ننقلة نوعية في تاريخ النقل الجماعي، ليس فقط من حيث التكنولوجيا الحديثة المستخدمة، بل أيضًا من حيث الرؤية الشاملة للدولة نحو مدن أكثر استدامة وتنظيمًا.
وبمجرد تشغيل الخطين بالكامل، سيصبح المونوريل رمزًا للنقل الحضاري الحديث الذي يواكب التطور العالمي ويعزز مكانة مصر كأول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط تمتلك منظومة نقل معلّق متكاملة تربط بين مدنها الجديدة والعاصمة التاريخية.