إذاعة الجيش الإسرائيلي: بطء تقدم الفرقتين 162 و98 في مدينة غزة بسبب إخلاء المدنيين

تشهد العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة تباطؤًا ملحوظًا، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء مناورة برية واسعة النطاق منذ منتصف الأسبوع. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن الفرقتين 162 و98 تتقدمان ببطء داخل المدينة، في ظل صعوبات كبيرة مرتبطة ببطء وتيرة إخلاء المدنيين من الأحياء المكتظة.
تأجيل دخول الفرقة 36 إلى غزة
وبحسب التقرير العسكري، قررت قيادة الجيش إرجاء دخول الفرقة 36 إلى مدينة غزة لعدة أيام، وهو ما يعكس حجم التحديات الميدانية التي تواجه القوات الإسرائيلية. وأوضحت إذاعة الجيش أن الكثافة السكانية وعدم وجود تصور واضح حول أعداد من انتقلوا إلى جنوب القطاع يعقد مهمة الجيش، بينما أشار محللون عسكريون إلى أن القصف المكثف للأبراج والتجمعات السكنية لم يحقق النتائج المرجوة.
صحيفة "معاريف": غياب تصور واضح
صحيفة "معاريف" العبرية أكدت في تقرير لها أن الجيش لا يمتلك صورة دقيقة حول حجم النزوح جنوبًا، مشيرة إلى أن الهجمات الجوية المكثفة على البنية التحتية والتجمعات السكنية في شمال ووسط غزة لم تسفر عن تقدم ملموس على الأرض.
فتح ممر عبر شارع صلاح الدين
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الأربعاء، عن فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين بمدينة غزة، لتسهيل حركة المدنيين نحو الجنوب. وأوضح الجيش أن الممر سيكون متاحًا لمدة 48 ساعة فقط، ابتداء من الساعة 12:00 ظهر يوم الأربعاء 17 سبتمبر/أيلول 2025 وحتى الساعة 12:00 ظهر الجمعة 19 سبتمبر/أيلول 2025، في خطوة تهدف إلى تقليل الضغط المدني في مناطق العمليات.
خلفية العملية البرية
الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن صباح الثلاثاء أن قواته النظامية والاحتياطية من الفرق 98 و162 و36 بدأت تنفيذ عملية برية واسعة في مدينة غزة، واصفًا هذه الخطوة بأنها جزء من مناورة أوسع تحت اسم "عربات جدعون 2".
وأوضح المتحدث العسكري أن العملية تهدف إلى "تعميق الإنجازات الميدانية التي تحققت سابقًا، وتوسيع نطاق السيطرة على المناطق الحيوية التي تضم البنى التحتية لحركة حماس". وأكد أن الهدف النهائي يتمثل في إضعاف القدرات العسكرية للحركة وتعزيز السيطرة على مفاصل القطاع.
تعقيدات ميدانية مرتبطة بالكثافة السكانية العالية
يرى مراقبون أن بطء التقدم البري الإسرائيلي يعكس تعقيدات ميدانية مرتبطة بالكثافة السكانية العالية، إضافة إلى شبكة الأنفاق التي تعتمد عليها حركة حماس، وهو ما يجعل المناورة البرية محفوفة بالمخاطر. كما يشير محللون إلى أن تل أبيب تحاول الجمع بين القصف المكثف والحصار التدريجي لمدينة غزة، من أجل إجبار المدنيين على النزوح جنوبًا وتقليل احتمالات المقاومة داخل الأحياء المكتظة.