تفاصيل صادمة حول الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر وانعكاساته على العلاقة بين نتنياهو وترامب

تناولت عدة تقارير صحفية أمريكية تفاصيل جديدة وخطيرة حول الهجوم التي قامت بة إسرائيل و الذي استهدف قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة وهو الهجوم الذي أثار ضجة واسعة على الساحة الدولية وأدى إلى خلافات علنية بين واشنطن وتل أبيب وبين إسرائيل وعدد من القوى الغربية والإقليمية

نتنياهو أبلغ ترامب صباح الثلاثاء الماضي بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربة ضد قادة حماس في قطر

وبحسب ما نشره موقع أكسيوس فقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الثلاثاء الماضي بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ ضربة ضد قادة حماس في قطر وذلك قبل أقل من ساعة من وقوع الهجوم وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين بشكل مباشر على القضية إن المكالمة بين نتنياهو وترامب تمت حوالي الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن بينما وقعت الانفجارات في الدوحة عند الساعة 8:51 صباحا

البيت الأبيض أن يكون قد حصل على إخطار مسبق بالهجوم

البيت الأبيض من جانبه نفى أن يكون قد حصل على إخطار مسبق بالهجوم وأكد أن ترامب لم يعلم إلا بعد إطلاق الصواريخ الأمر الذي لم يترك له أي فرصة لرفض العملية أو محاولة وقفها لكن مسؤولين إسرائيليين نقلوا رواية مختلفة تماما إذ قالوا إن الإدارة الأمريكية كانت على علم مسبق بما يجري حتى لو كان الوقت ضيقا لاتخاذ قرار

الجيش الأمريكي رصد الطائرات الإسرائيلية في الجو وطلب تفسيرا من تل أبيب

المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أوضحت لوكالة أكسيوس أن الجيش الأمريكي رصد الطائرات الإسرائيلية في الجو وطلب تفسيرا من تل أبيب ولم يحصل على رد حتى انطلقت الصواريخ نحو مجمع تابع لحماس في الدوحة وأضافت أن الرئيس ترامب علم بالهجوم عبر قنوات الجيش الأمريكي وأمر مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف بإبلاغ السلطات القطرية على وجه السرعة إلا أن الصواريخ كانت قد أصابت أهدافها بالفعل

نتنياهو حرص على إبلاغ ترامب شخصيا قبل التنفيذ

تقارير أكسيوس نقلت عن سبعة مسؤولين إسرائيليين أن البيت الأبيض كان على علم مسبق بالعملية وأن نتنياهو حرص على إبلاغ ترامب شخصيا قبل التنفيذ ومع ذلك فإن بعض هؤلاء المسؤولين أكدوا أن إسرائيل وافقت على مساعدة البيت الأبيض في إظهار رواية إنكار العلم المسبق بهدف الحفاظ على متانة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب

لكن الأمر لم يخل من خلافات داخلية إذ أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين غضبهم من نتنياهو معتبرين أن ما جرى يمثل تجاوزا غير مسبوق حيث أقدمت إسرائيل على ضرب هدف في بلد يعد حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة دون تنسيق مسبق وهو ما اعتبر خطوة جريئة قد تعرض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لاختبارات صعبة في المرحلة المقبلة

قادة حماس غادروا المبنى المستهدف قبل وقت قصير من الانفجارات

ووفق مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لموقع أكسيوس فإن الضربة أسفرت عن مقتل خمسة من أعضاء حماس إضافة إلى ضابط أمن قطري بينما أكدت الحركة أن كبار قادتها نجوا من الغارة وأشارت المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل لاحقا إلى أن هؤلاء القادة غادروا المبنى المستهدف قبل وقت قصير من الانفجارات

التفاصيل المثيرة لا تقف عند هذا الحد فقد كشف مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو لم يطلب إذن ترامب بشكل مباشر بل اكتفى بإبلاغه أن الضربة وشيكة وهو ما اعتبره بعض المحللين محاولة من نتنياهو لوضع واشنطن أمام الأمر الواقع وفي الوقت نفسه اختبارا لمدى استعداد ترامب لمعارضة قرار عسكري إسرائيلي بهذا الحجم

الجدل لم يتوقف عند حدود العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بل امتد ليشمل التوتر بين واشنطن والدوحة حيث أبدت قطر استياءها الشديد من استهداف قادتها الأمنيين على أراضيها في الوقت الذي كان يجتمع فيه ممثلون عن حماس لمناقشة مقترحات أمريكية تتعلق بجهود السلام في غزة الأمر الذي جعل الهجوم أكثر إحراجا للبيت الأبيض

نتنياهو يسعى إلى استثمار أي دعم أمريكي ضمني لتبرير تحركاته العسكرية

المراقبون يرون أن هذه الضربة تعكس إصرار إسرائيل على اتباع سياسة المواجهة المباشرة ضد حماس أينما وُجدت حتى لو كان ذلك في دول ترتبط بتحالفات قوية مع الولايات المتحدة كما تشير أيضا إلى أن نتنياهو يسعى إلى استثمار أي دعم أمريكي ضمني لتبرير تحركاته العسكرية رغم المعارضة الدولية الواسعة

وبينما يصر نتنياهو على أن العملية كانت إسرائيلية خالصة وقرارا سياديا اتخذته حكومته فقد أكد خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الهجوم جاء في إطار الدفاع المشروع عن النفس معتبرا أن من حق إسرائيل ملاحقة ما يسميه الإرهاب أينما كان دون الالتفات إلى الانتقادات الدولية

عزلة إسرائيل على الساحة الإقليمية والعالمية

لكن ما بين الرواية الإسرائيلية والرواية الأمريكية تبقى الحقيقة أن الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر فتح فصلا جديدا من التوترات السياسية في الشرق الأوسط وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الإقليمية والعالمية في الوقت الذي تتصاعد فيه الإدانات من مجلس الأمن ومن عواصم أوروبية كبرى ترى أن ما جرى يمثل انتهاكا صارخا لسيادة قطر وتهديدا لاستقرار المنطقة بأسرها

بهذه المعطيات يتضح أن تداعيات الضربة لن تقف عند حدود الخسائر البشرية بل ستترك أثرها العميق على العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة وبين واشنطن والدوحة فضلا عن تداعياتها على صورة إسرائيل الدولية التي تواجه انتقادات متزايدة وعزلة متنامية يوما بعد يوم