سيناريوهات الحرب بين إيران وإسرائيل في 2025.. هل تشتعل المنطقة أم يتم احتواء التصعيد؟- تفاصيل

تعيش منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا متسارعًا للحرب بين إيران وإسرائيل في عام 2025 وسط تبادل للاتهامات والتلويح بالقوة العسكرية وتزايد الضربات المتبادلة بين الطرفين في ساحات النفوذ الممتدة من سوريا ولبنان إلى الخليج العربي. في الوقت الذي يصرّح قادة إسرائيل بأنهم لن يسمحوا لطهران بامتلاك سلاح نووي- تؤكد إيران أنها سترد بقوة على أي اعتداء يستهدف أراضيها أو منشآتها الحيوية.

وفي ظل هذا الوضع المشحون بين الطرفين تزداد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين وهو ما يدفع المحللين والعسكريين لرسم سيناريوهات الحرب المحتملة بين أسوأ الاحتمالات التي قد تُشعل المنطقة بأكملها وأفضلها التي تنتهي باحتواء التصعيد قبل انفجار شامل.

أولًا: السيناريو الأسوأ – حرب شاملة متعددة الجبهات

هذا السيناريو يفترض فشل الجهود الدبلوماسية عندما تقرر إسرائيل تقرر توجية ضربة عسكرية مفاجئة ضد منشآت نووية أو عسكرية إيرانية سواء كان ذلك بدعم أمريكي مباشر أو بتنسيق لوجستي واستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية . وردًا على مثل ذلك الهجوم سوف تقوم إيران بالرد الفوري عبر إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية استراتيجية تشمل مطارات وقواعد عسكرية ومراكز بنية تحتية.

تصعيد الجبهات الأخري الحليفة لإيران

ومن المتوقع في هذه الحالة انت تقوم جبهات متعددة معروفة بتحالفها مع إيران بعمليات قتالية ضد إسرائيل هذه الجهات هي بالتفصيل

• جبهة جنوب لبنان: في هذه الحالة حزب الله يدخل على الخط ويطلق آلاف الصواريخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل مما يؤدي إلى شلل في الحياة المدنية والاقتصادية الإسرائيلية في وقت تعاني فيه "القبة الحديدية" من الضغط الشديد بفعل نشاط الصواريخ الإيلرانية الكثيفة والتي تمكنت من اختراق القبة الحديدة وكشف نقاط ضعفها .

• جبهة سوريا والعراق: وهي ميليشيات مدعومة من إيران تهاجم القواعد الأمريكية والإسرائيلية غير المعلنة وتستهدف الوجود الغربي في المنطقة، ما يفتح المجال لتدويل الصراع.

• موقف دول الخليج العربي ومن المحتمل وفق هذا السيناريو ان تقوم إيران إيران بغلق مضيق هرمز أو تهدد بذلك، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي وتعطيل حركة التجارة العالمية وهنا تتدخل القوات الأمريكية على التدخل لحماية الملاحة الدولية.

• أراضي الداخل الإسرائيلي والتي مستهدفة بصواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية وربما هجمات إلكترونية، تؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية ضخمة.

النتائج المتوقعة في هذا السيناريو

• آلاف القتلى والجرحى في كلا الطرفين.

• دمار واسع في البنية التحتية.

• انهيار اقتصادي إقليمي وارتفاع عالمي لأسعار النفط.

• تدخّل أطراف دولية مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة لتفادي الانفجار الشامل.

ثانيًا: السيناريو الأوسط وهو مواجهة محدودة واحتواء سريع

هذا السيناريو يقوم علي اساس ان تبدأ إسرائيل بتنفيذ ضربات محددة ضد أهداف إيرانية في سوريا أو داخل إيران- مثل منشآت الطرد المركزي أو مراكز القيادة، لكن دون اجتياح بري أو إعلان رسمي للحرب. ترد إيران من خلال إطلاق صواريخ قصيرة المدى أو عبر وكلائها في المنطقة.

ملامح عملية التصعيد المحدود

• تستمر المعركة لأيام أو أسابيع.

• تقتصر الضربات على قواعد عسكرية وأهداف غير مدنية.

• تتدخل أطراف دولية مثل الصين وروسيا وأمريكا للضغط على الطرفين وفرض وقف إطلاق نار.

النتائج المحتملة لهذا السيناريو

• خسائر محدودة في الأرواح.

• تصعيد دبلوماسي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

• زيادة التوتر في الأسواق النفطية دون توقف التجارة العالمية.

• احتمالية العودة إلى مفاوضات نووية تحت ضغوط جديدة.

ثالثًا: السيناريو الأفضل – احتواء التوتر دون اندلاع الحرب

هذا السيناريو بعتمد علي عملية ممارسة الضغوط الدولية وخاصة من واشنطن والاتحاد الأوروبي لإقناع إسرائيل بعدم القيام بأي عمل عسكري مفاجئ بالتوازي مع رسائل ردع أمريكية قوية لإيران. يتم تنشيط القنوات الخلفية الدبلوماسية ويعود الطرفان إلى طاولة التفاوض عبر وسطاء مثل سلطنة عمان أو سويسرا.

وسائل التهدئة التي يجب ان تتم وفق هذا السييناريو

• إعادة تفعيل الاتفاق النووي مع بعض التعديلات.

• تقديم ضمانات بعدم تطوير إيران لسلاح نووي مقابل رفع جزئي للعقوبات.

• تقليص دور الحرس الثوري في سوريا والعراق.

• تجميد الأنشطة العدائية في الجولان وجنوب لبنان.

النتائج الإيجابية لهذا السيناريو

• تفادي الحرب وإنقاذ الاقتصاد الإقليمي.

• تحسين العلاقات بين طهران ودول الخليج.

• عودة واشنطن إلى المشهد كقوة ضابطة.

السيناريو الافضل لنهاية هذه الحرب ليس مستحيلا

رغم أن الاحتمال الأسوأ يبقى قائمًا بفعل التصريحات النارية من الطرفين وتكثيف التحركات العسكرية، فإن السيناريو الأفضل ليس مستحيلًا إذا تحركت القوى الكبرى في الوقت المناسب. لكن المنطقة الآن تقف على حافة الهاوية حيث قد تبدأ الحرب في لحظة سوء تقدير أو ضربة استباقية خاطئة، وعندها لن يكون أي طرف رابحًا سوى الفوضى والدمار.