تحت أسم ”لواء داوود
الجيش الإسرائيلي يُعيد هيكلة قواته ضمن خطة يقول إنها ”ستغيّر وجه الشرق الأوسط” - بعد عصابة ابو الشباب

أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ أوسع خطة إعادة هيكلة وتنظيم عسكري في تاريخه الحديث، تحت عنوان "ألوية داوود"، وُصفت من قبل وسائل الإعلام العبرية بأنها "قد تُغيّر وجه الشرق الأوسط"، في إشارة إلى تحولات استراتيجية جذرية قد تُلقي بظلالها على المنطقة بأسرها خلال المرحلة المقبلة ياتي ذلك الاعلان عقب فضيحة تجنيد عناصر اجرامية في غزة سميت بعصابة ابو الشباب مما اظهر الجيش الأسرائيلي في موقف ضعيف .
أسس المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
نعود الس مسالة التطوير حيث ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الخطة التي أشرف عليها رئيس الأركان الجنرال إيال زامير ونائبه اللواء تامير يداي الخطه جاءت كرد مباشر على الثغرات التي كشفتها عملية طوفان الأقصى التي شنّتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والتي هزّت أسس المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
خطة عسكرية شاملة من النقب إلى الجولان.. والهدف: تعزيز الردع وتوسيع القدرات
وبحسب بيان رسمي للجيش الإسرائيلي، ترتكز الخطة على عدة محاور رئيسية اهمها
-
تعزيز الجبهات الحدودية من خلال نشر ألوية مشاة خفيفة وكتائب رد سريع.
-
تأسيس وحدات جديدة للمشاة والدبابات، تشمل ألوية للنقب، تل أبيب، الأودية، الشمال، والقدس.
-
دعم الدفاع الجوي عبر لواء إضافي ومنظومات اعتراض متطورة مثل "القبة الحديدية".
-
توسيع القدرات الهجومية باستخدام الطائرات المسيرة ووسائل متقدمة لجمع المعلومات.
وصرّح مصدر عسكري إسرائيلي بأن هذه التحولات تأتي ضمن "مرحلة بناء القوة في قلب الحرب"، وأن الجيش يسعى إلى تعديل بنيته بسرعة وفعالية لمواجهة ما وصفه بـ"التهديدات المتنامية من الشرق".
الفرقة الشرقية.. العنوان الجديد للصدام مع إيران والعراق وسوريا؟
من أبرز التغيرات الجغرافية التي تضمنتها الخطة، هو توسيع الفرقة الشرقية، التي ستمتد من المثلث الحدودي شمالًا إلى مشارف مطار رامون. هذه الخطوة فُسّرت من قبل مراقبين بأنها تعكس خشية إسرائيل من جبهة شرقية تشمل العراق، سوريا، وإيران، في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية مؤخرًا، واحتمال فتح جبهة دعم للمقاومة الفلسطينية عبر الأراضي السورية أو الأردنية.
كما تضم الفرقة لواءين (جنوبي وشمالي)، إضافة إلى كتائب جديدة يُتوقع أن تضم مجندين من الحريديم، وهم طلاب المعاهد الدينية، في مسعى مثير للجدل لدمج هذه الفئة في الجيش لأول مرة بشكل موسع.
عودة أكثر من 10 آلاف جندي احتياطي الي الخدمة تحت "لواء داوود"
في سابقة لافتة، أعاد الجيش تجنيد الآلاف من جنود الاحتياط الشباب، حيث بلغ عددهم حتى الآن أكثر من 10 آلاف جندي وضابط، ضمن 11 كتيبة جديدة، أُنجز تدريب 4 منها، على أن تُستكمل عملية التأهيل خلال أربعة أشهر.
وتعكس هذه التعبئة العسكرية النشطة استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهات طويلة الأمد، قد تشمل ضربات استباقية أو صدّ جبهات متعددة في آنٍ واحد.
الجبهة الداخلية أيضًا على الخريطة العسكرية
شملت الخطة أيضًا إعادة هيكلة الجبهة الداخلية، مع نشر تسع كتائب قتالية جديدة، وإنشاء كتيبة عاشرة تعمل كقوة دعم مزدوجة للشرطة والجيش. وقررت القيادة العسكرية إغلاق الفيلق 446 ودمج وحداته التدريبية ضمن أطر أكثر مرونة واستجابة، تركز على رفع كفاءة القادة وتعزيز جاهزية الوحدات القتالية.
تطوير لواء الاحتياط 500 ومنظومة الطائرات المسيرة
كجزء من التحديث، أعلن الجيش إعادة تشكيل لواء الاحتياط المدرع 500، وتزويده بأحدث دبابات ميركافا 4، إلى جانب إنشاء كتيبتين جديدتين للهندسة القتالية. كما تم تعزيز برامج الاعتماد على المسيرات العسكرية، في إطار "منظومة هجومية رقمية" يجري بناؤها حاليًا.
وترافقت هذه التحديثات مع نقاشات داخلية حول تمديد فترة الخدمة النظامية لمجندي الجيش، وسط صعوبات في تأمين الموارد البشرية اللازمة، ما دفع المؤسسة الأمنية إلى محاولة دمج المزيد من المتدينين (الحريديم)، ما قد يُثير توترات مجتمعية في الداخل الإسرائيلي.
الرسائل الإقليمية: هل تمهد إسرائيل لمرحلة "ما بعد غزة"؟
يقول محللون عسكريون إن توقيت الإعلان عن هذه التغييرات الكبرى يُعد رسالة واضحة إلى كل من إيران وحزب الله وحماس، إضافة إلى الولايات المتحدة ومصر والأردن، بأن إسرائيل تتحضر لصراع ممتد وغير تقليدي، على الأرجح يشمل الساحات كافة.
كما يعكس الإصرار على إعادة هيكلة القوات في قلب الحرب، قناعة إسرائيلية بأن مرحلة ما بعد غزة لن تعود كما كانت، وأن مواجهة "التهديدات القادمة من الدائرة الثانية والثالثة"، أي من العمق الإيراني والسوري، باتت على رأس أولويات المؤسسة الأمنية.
مرحلة الردع الشامل والانتشار الذكي
في ضوء هذه التغيرات الجذرية، يبدو أن إسرائيل لا تُعيد ترتيب جيشها فحسب بل تُحضّر لمرحلة استراتيجية عنوانها الردع الشامل والانتشار الذكي. وبينما تراقب دول المنطقة هذه التحركات عن كثب، يبقى السؤال الأهم:
هل ستكون هذه التعديلات كافية لاحتواء التحديات المتصاعدة، أم تمهيدًا لحرب إقليمية كبرى تُغيّر بالفعل وجه الشرق الأوسط؟