اضطراب الوسواس القهري,, الأسباب والعلاج

اضطراب الوسواس القهري يظهر بأشكال متعددة تتجاوز السلوكيات المتكررة المعروفة مثل غسل اليدين أو ترتيب الأشياء. يعاني بعض المرضى من هواجس تتعلق بأفكار مؤذية تجاه الآخرين، فيما يركز آخرون على تفاصيل في علاقاتهم الشخصية.
الممثلة ماريا بامفورد وصفت هذا الاضطراب بأنه «متلازمة الأفكار غير المرغوب فيها» وأكدت أنه يسبب لها أفكاراً مروعة مستمرة.
أنواع مختلفة من الوسواس القهري تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الوسواس القهري المتعلق بالعلاقات أو التوجه الجنسي أو التلوث العاطفي، لكنها تعبر عن الاضطراب نفسه بأشكال متنوعة. وفق الدكتورة كارولين رودريغيز، الاختلافات في الأعراض تساعد الأطباء على وضع خطط علاجية دقيقة وتسهيل فهم المرض على الجمهور.
تعريف الاضطراب وأهم سماته
اضطراب الوسواس القهري هو مجموعة من الهواجس (أفكار، صور، رغبات قهرية غير مرغوبة) والسلوكيات القهرية التي تسبب ضيقاً نفسياً وتؤثر على جودة الحياة.
السلوكيات القهرية هي أفعال متكررة يقوم بها المرضى ردًا على الهواجس بهدف تخفيف القلق، وقد تستمر هذه الأعراض لأكثر من ساعة يومياً.
مثلاً، قد يكرّر مريض النظر إلى مقابض الموقد مرات عديدة للتأكد من إطفائه بسبب خوف شديد من حدوث حريق.
أسباب الاضطراب وانتشاره
تُقدّر نسبة المصابين بالوسواس القهري في الولايات المتحدة بنحو 2.3% من البالغين، وتعتبر النساء أكثر عرضة للتشخيص. الأسباب غير واضحة تماماً، لكن يعتقد أن هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دوراً في ظهور المرض.
اختلافات في الأعراض والشدة
جميع المصابين يعانون من هواجس وسلوكيات قهرية، لكن الأعراض تختلف من شخص لآخر. تشمل الفروق وجود تشنجات لا إرادية أو اختلاف مستوى إدراك المرض لدى المريض.
محتوى الهواجس يتنوع بين مخاوف التلوث، الأفكار المحرمة، الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين، والحاجة إلى التناسق والنظام.
المؤسسة الدولية لاضطراب الوسواس القهري تضمنت في تصنيفاتها أيضاً هواجس تتعلق بالعلاقات، الأفكار الجنسية، القلق المرتبط بالمسؤولية، ومخاوف الكمال.
تصنيفات جديدة ودورها في الدعم النفسي
بعض المرضى والمعالجين ابتكروا تسميات جديدة لأنماط الوسواس القهري مثل الوسواس المتعلق بالتناسق أو الكمال، ما يساعد المرضى على فهم اضطرابهم وتقليل الشعور بالعزلة.
تجدر الإشارة إلى أن هواجس المرضى قد تتغير وتتداخل مع مرور الوقت.
خيارات العلاج المتاحة
عادةً ما يُعالج اضطراب الوسواس القهري باستخدام مضادات الاكتئاب أو العلاج السلوكي المعرفي، وبشكل خاص العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة.
يعتمد هذا العلاج على تعريض المريض للمواقف التي تثير هواجسه وتشجيعه على عدم الاستجابة بسلوك قهري، ما يساعد على تقليل القلق المرتبط بالهواجس.
يؤكد الخبراء أهمية تخصيص العلاج حسب نوع الهواجس والأعراض لكل مريض لضمان أفضل النتائج.