دار الإفتاء المصرية تجيب علي هذا السؤل...”هل الزلازل عقاب من الله؟”

في أعقاب الزلزال الذي شعر به سكان المناطق الساحلية المصرية فجر الخميس 22 مايو 2025، تصاعدت التساؤلات والتكهنات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت هذه الكوارث الطبيعية تمثل غضبًا وانتقامًا من الله سبحانه وتعالى على أهل البلاد. وردًا على هذه المزاعم، أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا رسميًا يوضح الرؤية الشرعية لهذا الأمر من منطلق العقيدة الإسلامية والتفسير الديني الموثوق.
الزلازل ليست انتقامًا من الله
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزلازل لا تعني بالضرورة غضب الله أو انتقامه من عباده، موضحة أن البلاء قد يُصيب الصالحين والعصاة على حد سواء، ولا يجوز الربط بين وقوع الزلازل أو الكوارث الطبيعية وبين المعاصي دون دليل شرعي قاطع.
وجاء في نص الفتوى:
"الزلازل من آيات الله في كونه، وقد تصيب من يستحق ومن لا يستحق لحكمة يعلمها الله، وليس وقوعها دليلاً على أن أهل البلاد الذين وقعت فيها قد ارتكبوا ذنوبًا أو فواحش، بل هي تقدير إلهي لحكمة قد لا نعلمها".
الواجب الشرعي عند وقوع الزلزال
وشددت دار الإفتاء على أن الواجب على المسلم عند وقوع الزلازل هو:
-
التضرع إلى الله بالدعاء
-
الإكثار من الاستغفار وفعل الخير
-
تحقيق التوبة والرجوع إلى الله
وأكدت أن مثل هذه اللحظات هي فرص للتأمل والتوبة والتقرب إلى الله لا للتشكيك في نوايا الآخرين أو إصدار أحكام جزافية عليهم.
دليل من القرآن الكريم وتفسير العلماء
استشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [الأنعام: 73]
وأوضحت أن كل ما يجري في الكون من زلازل وغيرها يتم بإرادة الله وحكمته.
كما أوردت ما ذكره الإمام النسفي في تفسيره:
"لا يكون شيء من السماوات والأرض وسائر المكونات إلا عن حكمة وصواب، وهو الحكيم في الإفناء والإحياء، الخبير بالحساب والجزاء".
هزة أرضية بقوة 6.24 درجة على مقياس
وكانت الشبكة القومية للزلازل قد أعلنت، صباح اليوم، عن تسجيل هزة أرضية بقوة 6.24 درجة على مقياس ريختر، مصدرها جزيرة كريت، وعلى بُعد 499 كم شمال مدينة مرسى مطروح. وقد شعر بها بعض سكان المناطق الساحلية في مصر دون تسجيل أي خسائر.