من جديد طرابلس تشتعل .. مقتل 6 في اشتباكات مسلحة جنوب العاصمة الليبية

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا خطيرًا في الأوضاع الأمنية، بعد اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت مساء الاثنين 12 مايو/أيار 2025 بين مجموعات مسلحة متنازعة في جنوب المدينة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، بحسب ما أعلنه مركز الطب الميداني التابع للحكومة.
وأفاد المركز، في بيان رسمي صدر صباح الثلاثاء، أن الجثث تم انتشالها من محيط منطقة أبو سليم، أحد أبرز بؤر التوتر الأمني في طرابلس، والتي شهدت مواجهات عنيفة استُخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار يزيد التوتر
وفي تطور لافت وخطير، لقي رئيس جهاز دعم الاستقرار في المنطقة الغربية مصرعه خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات المتنازعة، ما فاقم من خطورة الأوضاع وأضفى بُعدًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الحساسية على الاشتباكات.
-
مقتل 6 أشخاص في اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة جنوب طرابلس.
-
رئيس جهاز دعم الاستقرار يلقى حتفه في تبادل لإطلاق النار.
-
وزارة الصحة تعلن الطوارئ، والداخلية تدعو السكان للبقاء في منازلهم.
-
الاشتباكات اندلعت بين قوات من طرابلس وأخرى من مصراتة.
-
استمرار التوتر يعيد شبح الحرب الأهلية إلى العاصمة الليبية.
ويُعد هذا الجهاز من أبرز التشكيلات الأمنية المعتمدة في العاصمة، ويأتي مقتله في وقت تشهد فيه البلاد هشاشة في التنسيق الأمني بين الأجهزة المختلفة.
استعدادات طبية وأمنية مكثفة
ردًا على هذه التطورات، أعلنت وزارة الصحة الليبية رفع درجة التأهب القصوى في المستشفيات والمراكز الطبية، وتفعيل خطة الطوارئ تحسبًا لأي تصعيد جديد، داعية الطواقم الطبية إلى الجاهزية التامة.
كما أصدر مركز طب الطوارئ والدعم الحكومي بيانًا أعلن فيه حالة النفير العام، مؤكدًا أن فرقه الطبية على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والإسعافات في المناطق الساخنة.
خلفيات الاشتباك.. طرابلس في مواجهة مصراتة؟
أفادت مصادر محلية ووسائل إعلام ليبية بأن الاشتباكات اندلعت حوالي الساعة التاسعة مساءً بين عناصر من جهاز الدعم والاستقرار المتمركز في طرابلس، وقوات أمنية من مصراتة انطلقت نحو العاصمة، ما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات الاشتباكات الدامية بين الفصائل المسلحة في 2022 و2023.
وبحسب المعلومات المتداولة، فإن التوتر نشب بسبب خلافات على السيطرة الأمنية في بعض المفاصل الحيوية جنوب طرابلس، إلى جانب صراعات النفوذ بين الكيانات المسلحة التابعة لمدن مختلفة.
في أول رد رسمي، دعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية سكان العاصمة إلى التزام منازلهم حفاظًا على أرواحهم، دون أن تكشف تفاصيل دقيقة حول هوية الأطراف المتورطة أو الأسباب المباشرة للاشتباكات.
كما انتشرت وحدات من الشرطة في مناطق متفرقة من طرابلس، لكن السيطرة الفعلية على الأرض لا تزال بيد المجموعات المسلحة، خاصة في حي أبو سليم وطريق المطار ومشروع الهضبة.
استمرار التوتر ومخاوف من انفجار الوضع
رغم التوقف المؤقت للقتال صباح اليوم، إلا أن المشهد الأمني في طرابلس لا يزال هشًا، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات وتوسع رقعتها لتشمل أحياء أخرى.
ويُعد هذا التصعيد بمثابة إنذار مبكر لانهيار الاستقرار النسبي الذي شهدته العاصمة خلال الأشهر الأخيرة، خاصة في ظل استمرار الانقسام السياسي، وغياب سلطة أمنية موحدة قادرة على ضبط الفصائل المسلحة.