الصباح اليوم
الإثنين 18 أغسطس 2025 11:50 مـ 23 صفر 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
سقوط محترف سرقة الأحذية من المساجد في القاهرة سكالوني يعلن قائمة الأرجنتين لمواجهتي فنزويلا والإكوادور في تصفيات كأس العالم 2026 تسجيل مسرب لجنرال إسرائيلي سابق يكشف دعوته لقتل 50 ألف فلسطيني في غزة كضرورة للأجيال القادمة فرانكو ماستانتونو جوكر ريال مدريد الجديد يسبب صداعًا إيجابيًا لتشابي ألونسو الحسين عموتة يدخل التاريخ بأسرع إقالة في الدوري الإماراتي عقب خسارة الجزيرة أمام خورفكان سقوط ”صدام” في قنا بعد مطاردة مثيرة من أبو دياب حتى طريق الفواخير خنقها أثناء العلاقة الزوجية .. جريمة تهز الهرم والنيابة تجدد حبس الزوج 45 يومًا صعود جديد للعملات الأجنبية ...سعر العملات اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في البنك الأهلي استقرار أسعار الفراخ البيضاء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 بعد آخر زيادة موعد مباراة الاتحاد والنصر في كأس السوبر السعودي 2025 قمة كروية مرتقبة في هونغ كونغ الإعلام الإسرائيلي : مصر ترى غزة فخا ملغما وتكثف جهودها لوقف الحرب دون تحمل مسؤولية مباشرة محمد الجبالي يتهم فضل شاكر بسرقة لحن أغنيته يشعل مواقع التواصل

الحوادث

الصوص وحثتي الزوجين

عظام بجانب صندوق الزبالة.. حكاية زوج وزوجتة رحلا في صمت وظلت جثتهما 7 سنوات

عظام زوجين
عظام زوجين

هذة القضة المؤلمة ةقعت احداثها في مدينة الأسكندارية وبالتحديد ، على طريق المحمودية المزدحم، بجوار صندوق زبالة، كانت هناك عظام حقيقية. لا نماذج دراسية، ولا بقايا من زمن الحرب، بل عظام لرجل وامرأة.. كانا ذات يوم إنسانين من لحم ودم. رجل في السبعين من عمره، وزوجته في الخامسة والستين.

لم تكن نهايتهما داخل مستشفى أو في حضن أبنائهما، بل داخل شقة صغيرة، خلف باب مغلق، سكنته الوحدة والصمت لسبع سنوات كاملة. ماتت الزوجة أولًا، ربما بهدوء كما عاشت، بينما كان زوجها، المصاب بشلل رباعي، يُطالع السقف في عجز تام. بلا طعام، بلا ماء، وبلا يد تمسك بيده. مات جوعًا وعطشًا، وربما قبل ذلك حزنًا.

مرت الأيام.. والشهور.. والسنوات.

لم يدق أحد باب الشقة. لا ابن جاء يطمئن، ولا ابنة تحنّ، لا جار قلِق، ولا قريبة تسأل. لم يسمع أحد صوتهم، ولم يسأل أحد عن غيابهم.

حتى جاء الخبر من حيث لا يُتوقع. ستة لصوص، قرروا أن يستولوا على الشقة المهجورة. وجدوا أنها مغلقة منذ سنوات، لا حركة، لا زيارات، ولا ضوء يُشعل في المساء. زوّروا أوراق ملكية، وظنوا أنهم أمام ضحية سهلة.

لكن عندما فتحوا باب الشقة، لم يجدوا الذهب ولا الأثاث الثمين. وجدوا رائحة موت.. ورفات إنسانين. تهالكت أجسادهم، وتفتتت عظامهم، وتحولت الشقة إلى سرداب حزين للذكريات الأخيرة.

في لحظة هلع، قرروا التخلص من العظام. لم يضعوها في مقبرة، ولا حتى في كفن، بل ألقوا بها بجوار كيس زبالة، وكأنهم يتخلصون من قطعة أثاث مكسورة، لا روح سكنت، ولا وجع ظل فيها.

التحريات كشفت الحقيقة الصادمة: السيدة المسنة كانت تعول زوجها المريض، ولم يكن لهما سوى بعضهما. ماتت، ثم مات هو. لا أحد لاحظ، لا أحد افتقد، لا أحد سأل.

في النهاية، من كشف الغياب لم يكن الأحباب، بل اللصوص.

أيمكننا تصور الألم؟
أن تموت جوعًا بعد أن تفقد شريكة عمرك؟ أن تتحلل جثتك داخل منزلك، ولا يسمع أنينك أحد؟
أن يكون أعظم ما تملكه، هو الصمت؟

هذا هو الرعب الحقيقي.. ليس في الجريمة، بل في اللامبالاة. في الوحدة. في أن ينتهي بك المطاف كعظام ملقاة بجانب كيس قمامة، ولا أحد من العالم الذي كنت جزءًا منه، يلاحظ رحيلك.

الوحدة ليست مجرد حالة نفسية.. إنها موت بطيء، مؤلم، بلا صوت.
هذه القصة ليست فقط عن العظام.. إنها مرآة لقلوبنا، وجرس إنذار عن شيء ننساه كل يوم:
أن بعض الناس لا يحتاجون المال، هناك فقط من يحتاج الي السؤال.