نتنياهو يكشف كواليس تفجير أجهزة ”البيجر” وتصفية نصر الله.. تفاصيل صادمة لأول مرة

في خطوة غير مسبوقة، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الستار عن تفاصيل عمليتين من أخطر العمليات السرية: تفجير أجهزة "البيجر" لعناصر حزب الله، والقرار الحاسم بتصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
التصريحات جاءت خلال كلمته في مؤتمر "نقابة الأخبار اليهودية"، وأثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية حول مدى استعداد إسرائيل لاتخاذ قرارات عالية الخطورة دون تنسيق مع الحلفاء، وأبرزهم الولايات المتحدة.
خطة تفجير أجهزة النداء "البيجر" لعناصر حزب الله
بدأ نتنياهو حديثه بالتأكيد على أن القرار بتفجير أجهزة "البيجر" كان بمثابة نقطة تحول مبكرة في التصعيد مع حزب الله.
بحسب روايته، تلقت الاستخبارات الإسرائيلية معلومات بأن حزب الله أرسل 3 أجهزة نداء للفحص في إيران، وداخلها كميات صغيرة من مادة متفجرة (TNT).
وبعد نقاشات مكثفة داخل الأوساط الأمنية، أمر نتنياهو بتفجير هذه الأجهزة فورًا خشية أن يتم اكتشاف أمرها، رغم وجود اقتراحات بإبلاغ الجانب الأمريكي، لكنه رفض ذلك قائلاً: "لا.. لن نفعل".
فور التفجير، تسببت الصدمة الناتجة عن العملية في تسريع استعدادات إسرائيل لشن حملة عسكرية كبرى في لبنان قبل الموعد المحدد بثلاثة أسابيع.
الخيارات التي طُرحت أمام نتنياهو بعد التفجير
عرض قادة الجيش على نتنياهو ثلاثة خيارات:
-
الانتظار ورؤية رد الفعل على تفجير البيجر.
-
الغزو البري المباشر للبنان.
-
إقامة مركز قيادة مختلط لمتابعة التطورات.
لكن نتنياهو اختار "الخيار الرابع"، وهو توجيه ضربات جوية دقيقة لمخازن الصواريخ والبنية التحتية السرية التي أنشأها حزب الله وسط الأحياء المدنية، مع تعليمات صارمة بإخلاء المدنيين قبل القصف.
وبحسب نتنياهو، نجحت الخطة في تدمير أغلب الترسانة الصاروخية لحزب الله التي بناها نصر الله على مدار 30 عاماً.
كواليس القرار الأخطر.. تصفية حسن نصر الله
انتقل نتنياهو بعد ذلك للكشف لأول مرة عن تفاصيل القرار بتصفية حسن نصر الله، واصفاً إياه بأنه "كان قلب محور إيران في المنطقة".
وأوضح أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية زودته بتقرير مفصل عن نصر الله مكون من 80 صفحة، قرأه مرتين، واستنتج أن القضاء عليه سيؤدي إلى انهيار منظومة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن القرار لم يكن سهلاً بسبب المخاوف من اندلاع حرب شاملة مع إيران وحزب الله نتيجة الرد الانتقامي المحتمل باستخدام الصواريخ الباليستية.
اجتماع مصيري وإجماع شبه تام
خلال اجتماع "الكابينت" (المجلس الوزاري المصغر)، كان معظم القادة يميلون لتنفيذ العملية، رغم وجود تحفظات من بعض القادة العسكريين.
ورفض نتنياهو إبلاغ الأمريكيين مسبقًا، مكتفيًا بالتواصل معهم عند بدء تنفيذ العملية كنوع من المجاملة فقط.
في أجواء مشحونة، عقد نتنياهو اجتماعًا سريًا عبر الهاتف أثناء تواجده في نيويورك لإلقاء خطاب بالأمم المتحدة، واتخذ القرار النهائي: "يجب إنهاء نصر الله".
التنفيذ والنتيجة
بعد الخطاب مباشرةً، وصل لنتنياهو إشعار رسمي مكتوب بكلمة واحدة: "انتهى"، في إشارة إلى تصفية نصر الله بنجاح.
وبحسب تعبير نتنياهو، فإن إزالة نصر الله "حطمت المحور الإيراني" وأحدثت فراغًا لا يمكن تعويضه حتى اليوم.
دلالات خطيرة ورسائل ضمنية
-
عدم إبلاغ أمريكا: يشير إلى أزمة ثقة متصاعدة حتى مع أقرب الحلفاء.
-
تحطيم محور المقاومة: وفق وصف نتنياهو، فمقتل نصر الله أصاب المشروع الإيراني الإقليمي بشلل استراتيجي.
-
استراتيجية الضربات الاستباقية: تكشف الرؤية الإسرائيلية الجديدة في التعامل مع التهديدات بالتحرك أولًا دون انتظار إشارات من الخصم.