الصباح اليوم
الأحد 19 أكتوبر 2025 06:58 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
مصطفى بكري يحذر: تهديدات الاحتلال بضرب حماس تُشعل فتيل الانفجار من جديد وتكشف مخطط التهجير المستمر فرصتك لامتلاك شقة!.. طريقة حجز وحدة سكنية عبر منصة ”مصر العقارية 2025” ورابط مباشر للتقديم «ينصح به الأطباء».. مشروب بديل للقهوة يُعزّز المناعة ويساعد في الوقاية من السرطان! رئيس الوزراء يبحث مع وزير قطاع الأعمال فرصًا واعدة لضخ الاستثمارات في قطاع السياحة فرصتك وصلت!.. «العمل» تعلن 100 وظيفة شاغرة بشركة LG برواتب تصل لـ9 آلاف جنيه بحضور قادة وزعماء العالم.. المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه للعالم في 2025 – إليك الموعد المنتظر تأثير زيادة البنزين والسولار.. كيف تغيرت أسعار السلع الأساسية في الأسواق؟ وزير الخارجية يستعرض مع نظرائه استعدادات مصر الحاسمة لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة مهنياً وصحياً وعاطفياً.. تعرف على توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 علاء عابد: كلمة الرئيس السيسي في منتدى أسوان ترسم طريق التنمية الشاملة للقارة الأفريقية ”شوّه وجهي وفضحني بالصور”.. منار تكشف تفاصيل الاعتداء الصادم من طليقها بأكتوبر رصاصات الحسم تنهي رحلة ”حماصة”.. مصرعه في مواجهة مسلحة مع أمن الغربية

أسرار السياسة

د. أروى محمد الشاعر تكتب :غزة… حين يصرخ التراب وتنزف السماء

دكتورة اروي الشاعر.
دكتورة اروي الشاعر.

في غزة، على رمالٍ قانية بلون الدم، تُحفَظ أسماء الشهداء وتُطفأ ضحكات الطفولة التي تحوّلت إلى صيحات تطالب بالنجاة. هناك، لا يأتي الليل بهدوئه المعتاد، بل يحمل زئير الطائرات، ووميض القذائف، وبقايا حياةٍ تسكن بين الأنقاض. مدينة تهاجمها العواصف، لا تلك التي تنثر المطر، بل عواصف من فولاذ ونار، تمزق الأفق وتترك ندوبًا تحكي وجعًا محفورًا على الأرصفة، حيث مشت آخر خطوات طفل، وذابت آخر نظرة أم.


غزة مدينة لم تُخلق لتنام، بل لتصحو كل ليلة على صفير الموت، وارتجاف الزجاج وصراخٍ يمزق جدران الصمت، هناك طفلٌ ينكمش في حضن أمه ينتظر أن تمر العاصفة… لكنها لا تمر.

الطفولة تُختال بالحطام والرماد، من قصفٍ لا يفرّق بين وجه رضيع وركنِ مسجد

في غزة، الطفولة تُختال بالحطام والرماد، من قصفٍ لا يفرّق بين وجه رضيع وركنِ مسجد، بين مئذنة وكنيسة، بين مدرسة ومستشفيات تحولت الىً قبور، وبين صورةٍ عائلية معلقة منذ عشرين عامًا على الجدار. قصفٌ صهيوني لا يعرف الرحمة، لا يتوقف، لا يشبع، تأتي طائراته كوحوش جائعة تنقض على البيوت تشطرها نصفين، تذرّ الرماد وتترك خلفها سؤالًا يُقصي المنطق: هل كان هذا منزلًا؟ هل كانت هناك أسرة؟ هل عاشت هنا حياة؟ غزة تنزف، تحكي عن أبٍ عاد ليجد أطفاله تحت الركام، عن أمٍ أمسكت بيد طفلها في اللحظة الأخيرة ثم لم تجد سوى أصابع مبتو، تحكي عن أعراس تحوّلت إلى جنائز، وكتب مدرسية احترقت قبل أن تُقرأ، وعن شبابٍ قُتلوا قبل أن يتذوّقوا طعم الأمل.

الحقيقة تطرق أبواب السماء كل ليلة، تسأل: أما من سامع؟

إن دمعة أم، ونداء أب… ليسوا مجازًا، هي الحقيقة التي تطرق أبواب السماء كل ليلة، تسأل: أما من سامع؟ أما من غاضب؟ أما من قلب؟ لكن الصوت يرتد، يُحبس في جدرانٍ عالية أقامها العالم حول ضميره، وتستمر المذبحة.
يواصل العالم دورانه، يشيح بوجهه، كأن النار لا تشتعل، كأن غزة لا تنزف، لكن ما لا يُرى تحت الركام هو ما يستحق الوقوف، ففي شهقة كل ناجٍ تتوهج جمرة لا تستسلم، لا تنطفئ، تقول رغم الألم: نحن هنا في وطنٍ لا يقول الوداع.
كم قلبًا سينكسر الليلة وأنتم تقرأون ما كتبته، وكم بيتًا سيفقد أسماءه وأحلامه قبل أن يبزغ فجرٌ لا يحمل موتًا؟ ليس سؤالًا شعريًا بل حسابٌ يومي يتكرر: أطفال ونساء قتلى، جثث مجهولة، خبر يُكتب ويُقرأ، ثم يُنسى، لكن في غزة لا يُنسى شيء، هناك ذاكرة، هناك ضوءٌ خافت في عيون من بقوا على قيد الحياة لا لشيء سوى لأن الصاروخ لم يصبهم هذه المرة. الاحتلال لا يقتل فقط، بل يحاول محو الذاكرة، تفتيت الحكايات، دفن الأسماء لكنه يفشل دائمًا لأن غزة أصبحت ملحمة وفكرة ومقاومة، وجذور مغروسة في أرضٍ شربت الدم ولم تتعب. في غزة هناك شيء لا يمكن قصفه، الإرادة التي تصرخ: نحن لا ننهزم حتى حين يرحل الجسد، تبقى الروح شامخة، تكتب بدمها: لن نغادر، لن نستسلم، لن ننسى.

جرح مفتوح في ضمير البشرية وإن بقي العالم أصمًّا، فالحجارة والمجازر هناك تتكلم

غزة… جرح مفتوح في ضمير البشرية وإن بقي العالم أصمًّا، فالحجارة والمجازر هناك تتكلم، إنها قلبٌ مكشوفٌ للريح، وصدرٌ مفتوحٌ للسماء، يتلقى الضربات دون درع.
في غزة لا يأتي النهار بل يغيب عند الأفق، وتسيل دماء الأطفال، الضحكة هناك فعل مقاومة، والطفولة حلم يتفتت تحت قصف الطائرات والقنابل وجنازير الدبابات.
أطفال غزة خرجوا إلى الحياة ليملؤوا الدنيا ضحكًا وأرجوحةً، لكن الحرب قطعت الحبل قبل أن تكتمل الفرحة. في غزة لا يحمل الأطفال أقلام تلوين بل أسماء إخوتهم الشهداء، لا يحفظون الأغاني بل أرقام الصواريخ وأسماء الطائرات.
كل طفل هناك هو مشروع شهيد مؤجل ووجه صغير خُلق ليُحرق في مجزرة، وصوتٌ واهن خُلِق ليُقمع في قبو تحقيق، يولد وفي عينيه نبوءة الفقد، ويخطو أولى خطواته فوق ركام بيتٍ ربما كان بيته أو بيت جاره أو مدرسته.
في غزة، لا يبدأ الطفل اسمه بالحلم، بل بالنجاة، يسأل أمه: “هل سنموت الليلة؟” فتكتم دمعتها وتجيبه: “نم… الله معنا”، لكنه لا ينام لأنه يعرف كما تعرف هي أن السماء في غزة لا تُعطي النوم، بل تُلقي الصواريخ.
أطفال غزة لا يركضون خلف الفراشات، بل هربًا من رائحة الموت، لا يرسمون شمساً ولا بيتًا له نافذة، بل خيمة بلا سقف، لا يموتون وحدهم، بل تموت معهم ضمائر العالم وتسقط معهم شعارات العدالة، وتُدفن في قبرهم كل الأديان التي ادّعت الرحمة.
أطفال غزة هم الورود التي قطفتها الحرب قبل أن تتفتح، هم النور الذي أراد الاحتلال أن يطفئه… لكنه فشل، إنهم باقون في ضوء النجوم، في صفحات التاريخ، في الدعاء، وفي الزنابق التي تنمو من بين الأنقاض، شاهدة على جريمة لن تُنسى.
أيها الإنسان، إن كنت كذلك، هل نظرت يومًا في عيون أطفال غزة؟ هل رأيت طفلًا يحمل كفنه بدل حقيبته؟ هل وصل إليك صوت طفلٍ يتشبث بجثة أمه، يسألها: “لماذا لا تردين؟، هل سمعت صوت أمٍ تصرخ وهي تنادي طفلها المدفون تحت الركام؟ أو رأيت طفلًا يخرج من تحت الأنقاض فلا يجد أمه؟ هل شاهدت أبًا يلهث، يحفر بيديه العاريتين التراب والإسمنت بحثًا عن بقايا أمل؟ أو سمعت أصوات الآباء وهم يحتضنون أجساد أطفالهم، إنها لا تحتاج إلى ترجمة، الألم هناك ناطقٌ بكل لغات الأرض، هل تتخيل حجم الصرخة حين يسأل طفل: أين ذهب أخي؟ فيجيبونه بصمت لأن الكلمات تخون.

الطفولة تنضج قبل أوانها وتشيخ دون أن تحيا

في غزة، الطفولة تنضج قبل أوانها وتشيخ دون أن تحيا، الطفل هناك يحلم فقط أن يبقى حيًا حتى الغد. أحلامهم لا تحمل فرحاً بل أصوات الإسعاف، ووجه أمٍ تبكي وهي تُسعفهم لا بضمادة بل بدعاء. في غزة بينما يتأنق أطفال العالم بملابس العيد، يُلَبَّس أطفالها الأكفان، كأن الموت هو زيّهم الرسمي في مواسم الفرح أليس كل ذلك كافيًا ليهز ضمير العالم؟.
وأنتم يا أهل القرار في هذا العالم العليل، غزة لا تريد خطاباتكم الباردة، بل أن توقفوا نزيفها، أطفال غزة لا يريدون مؤتمرات ولا بيانات شجب، يريدون فقط أن يكبروا، أن يذهبوا إلى المدرسة بلا خوف، أن يناموا بلا قصف، أن يحلموا ككل أطفال الأرض… لا أن يُذبحوا لأنهم فقط من غزة. فما قيمة قانونٍ لا يردع قاتلًا؟ وما جدوى إنسانية لا تحمي الإنسان؟.
يا من تصمّون آذانكم عن مجازر غزة، أي مستقبل يُبنى على عظام الطفولة؟ أي حضارة هذه التي تصمت على جثث الصغار؟ ليست غزة ساحة حرب بين جيشين، لا توازن ولا معركة عادلة، هناك شعب أعزل يواجه قوة عسكرية نووية. الحديث عن “حق الدفاع عن النفس” لمحتل مرفوض ولا شيء يُبرر تدمير أحياء بأكملها، ولا قتل الأسر في نومها، ولا محو العائلات اسمًا ووجودًا. ليس هذا صراعًا بل مجزرة تُنفّذ على مراحل وصمتكم وقودها.

غزة مرآة لما تبقّى من شرفٍ في هذا العالم

غزة ليست عبئًا، ولا مجرد عنوانٍ للألم، بل مرآة لما تبقّى من شرفٍ في هذا العالم، إن تركتم غزة وحيدة، فأنتم تتركون آخر معاقل الكرامة تسقط، إن صمتّم على صرخات الأطفال، فأنتم تقايضون دماءهم بالصمت.
غزة لا تطلب المستحيل، فقط أن تعيش، أن تُمنح حق التنفس، حق الطفولة، حق الأمل، فكم من طفلٍ سيُكتب اسمه في قائمة الشهداء قبل أن يعرف الحروف؟ ولكن إن عجز العالم عن ذلك، فغزة ستبقى لأنها خُلقت من صلابة لا تُقهر، ومن جذور لا تُقتلع.
سأقولها بصراحة كضمير حي يسمع ويرى… ما أريده من هذه الكلمات ليس نصًا جميلًا، بل صرخة تقاوم التبلد، أن نكتب لغزة هو أن نقف في وجه العجز، ونُعرّي الصمت، ونفضح الكذب الملبّس بثياب الإنسانية.
غزة لا تحتاج استعطافًا، بل عدالة، لا تحتاج شفقة، بل صوتًا لا يخون. ما بين دموع الأمهات وصرخات الآباء وهمهمات الأطفال هناك نداءٌ لا يموت: أنقذوا إنسانيتكم قبل أن تُقصف قلوبكم مثلما تُقصف بيوتهم.
إنني أكتب لأنني أرفض أن أكون حيادية في وجه القتل لأن غزة ليست خبرًا عابرًا، بل أمانة في أعناقنا جميعًا.
وفي قلب هذه الملحمة الغزاوية، لا أكتب بحبر بل بدمع، أعرف كطبيبة قلب كيف يبدو الأمل حين تعود الحياة إلى جسدٍ كاد أن يرحل، أُمسك بيد مريض في العناية المكثفة وأهمس له: “ابقَ، لا ترحل”، وأشعر أن العالم يعود للحياة حين أسمع قلبًا ينبض من جديد بعد توقفه، لكنني أُهزم كل مرة حين أرى أن في غزة قلوبًا كثيرة تتوقف دفعة واحدة… بلا فرصة، بلا محاولة إنعاش، وبلا أحدٍ يُمسك بأيديهم ويهمس لهم بالعودة.
أسأل العالم:

كم من طفل يُقتل لأن اسمه فلسطيني

إلى متى يُقاس الألم بالسياسة؟، وإلى متى يُختزل الدم الفلسطيني في أرقام على الشاشات؟، كيف تحتملون هذا الكم من الأرواح تُزهق وأنتم لا تهتزّون؟، كم من طفل يُقتل لأن اسمه فلسطيني، ولون بشرته ترابي كأرضه، ونظرته تقول: “أنا باقٍ”؟ أما آن للضمير أن يصحو؟ وللصمت أن ينكسر؟ غزة هي ميزان أخلاقي، من خذلها خذل ضميره، ومن صمت عنها، صمت عن إنسانيته.
غزة… مدينة لا تُقهر، لأنها رغم الجراح ما زالت تنبض، رغم الموت ما زالت تُحب، ورغم الركام… ما زالت تنظر إلى السماء وتقول:
"لن نركع.”

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى19 أكتوبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5121 47.6121
يورو 55.3563 55.4776
جنيه إسترلينى 63.7802 63.9287
فرنك سويسرى 59.8992 60.0480
100 ين يابانى 31.5380 31.6107
ريال سعودى 12.6679 12.6952
دينار كويتى 155.2529 155.6560
درهم اماراتى 12.9358 12.9648
اليوان الصينى 6.6658 6.6811

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6583 جنيه 6549 جنيه $136.64
سعر ذهب 22 6034 جنيه 6003 جنيه $125.25
سعر ذهب 21 5760 جنيه 5730 جنيه $119.56
سعر ذهب 18 4937 جنيه 4911 جنيه $102.48
سعر ذهب 14 3840 جنيه 3820 جنيه $79.71
سعر ذهب 12 3291 جنيه 3274 جنيه $68.32
سعر الأونصة 204750 جنيه 203683 جنيه $4249.89
الجنيه الذهب 46080 جنيه 45840 جنيه $956.46
الأونصة بالدولار 4249.89 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى