مصر تُعلن بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس لتعزيز حركة التجارة الدولية

في خطوة استراتيجية هامة، أعلن رئيس هيئة قناة السويس المصرية، أسامة ربيع، عن بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة الممر الملاحي العالمي على استيعاب حركة التجارة الدولية المتزايدة. يأتي هذا التطوير في إطار جهود مصر الدؤوبة لتحديث البنية التحتية للقناة وتحقيق أعلى معايير الأمان الملاحي بما يتماشى مع التطورات الحديثة في صناعة النقل البحري.
في بيان صحفي أعلن فيه ربيع:
"تم بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس أمام حركة التجارة العالمية"،
مشيرًا إلى أن المشروع الجديد سيرفع الطاقة الاستيعابية للقناة بشكل كبير، حيث سيمكن من عبور 6 إلى 8 سفن إضافية يوميًا. هذا التوسع سيُحدث فارقًا كبيرًا في تسهيل حركة الملاحة وتقليل الازدحامات، مما ينعكس إيجابًا على حركة التجارة الدولية التي تعتمد بشكل كبير على قناة السويس كممر رئيسي.
دوافع وأهداف المشروع
يُعد مشروع ازدواج قناة السويس استجابةً للحادثة التي هزت العالم في 23 مارس 2021، حين جنحت سفينة الحاويات البنمية "إيفر غيفن"، مما أدى إلى إغلاق القناة لعدة أيام وتأثير سلبي على حركة التجارة العالمية. وبعد تلك الواقعة، أعلنت مصر عن خطة شاملة لتطوير القطاع الجنوبي من القناة، بهدف ضمان استمرارية التدفق الملاحي وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث. وفي هذا السياق، يهدف المشروع إلى:
- توسيع وتعميق المجرى المائي: من خلال تحديث البنية التحتية للقناة، مما يسمح بزيادة عرض الممر الملاحي واستيعاب أعداد أكبر من السفن.
- إنشاء قناة موازية: في مناطق محددة من القناة، لتخفيف الازدحام وتسهيل مرور السفن بطريقة أكثر سلاسة وأمان.
- تحقيق أعلى معايير الأمان الملاحي: عبر تطبيق أحدث التقنيات في المراقبة والإدارة البحرية، مما يسهم في حماية حركة التجارة وتقليل المخاطر المحتملة.
استعدادات هيئة قناة السويس لمواكبة التطورات
أوضح أسامة ربيع أن مشروع ازدواج قناة السويس يأتي ضمن استعدادات الهيئة لمواكبة التطورات السريعة في صناعة النقل البحري العالمية. وقد شمل المشروع دراسات معمقة لتحليل التدفقات المرورية للسفن وتحديد النقاط الحرجة التي تتطلب تحسينات هيكلية. ومن المتوقع أن يُساهم هذا المشروع في رفع مستوى الخدمات المقدمة للملاحة الدولية، مما يدعم جهود مصر في الحفاظ على مكانة القناة كمحور رئيسي في حركة التجارة العالمية.
يجدر بالذكر أن المشروع قد تم الانتهاء منه في نوفمبر 2023، وقد جاء الإعلان عن بدء تشغيله اليوم كخطوة رسمية لتفعيل كافة المزايا التي يوفرها. ويُعتبر تشغيل مشروع ازدواج قناة السويس بمثابة إنجاز بارز يعكس الالتزام الحكومي بتطوير الموانئ والممرات المائية الحيوية، ودعم الاقتصاد الوطني عبر تحسين وتوسيع البنية التحتية للنقل البحري.
تأثير المشروع على حركة التجارة الدولية
من المتوقع أن يساهم مشروع ازدواج قناة السويس في:
- زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة: مما يسمح بتسهيل مرور المزيد من السفن يوميًا وتخفيف الاختناقات المرورية.
- تعزيز الأمان الملاحي: من خلال تحديث الأنظمة والإجراءات المتبعة في الممر المائي، مما يحافظ على سلامة السفن والبضائع.
- دعم النمو الاقتصادي: عبر تعزيز مكانة القناة كممر تجاري حيوي، واستقطاب المزيد من الاستثمارات في القطاع البحري واللوجستي.
يمثل التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس خطوة فارقة تعكس رؤية مصر الطموحة لتطوير الممر الملاحي العالمي، وتؤكد مرة أخرى على الدور الحيوي للقناة في دعم حركة التجارة الدولية وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.